الهجرة النبوية وواقع مصر بعد الثورة .. د/ راغب السرجاني

[SIZE=“5”][CENTER]

كلمة فضيلة الدكتور راغب السرجاني من كلية الطب جامعة الإسكندرية عن الهجرة النبوية وواقع مصر بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير

د. راغب السرجاني: الفترة الحالية تشهد احتداما بين الحق والباطل

أكد الأستاذ الدكتور راغب السرجاني عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمشرف العام على موقع قصة الإسلام أن الفترة الحالية من تاريخ بلادنا خاصة تشهد احتدام الحرب بين أهل الحق وأهل الباطل، وبين من يريدون تحكيم شرع الله ومن يريدون تحكيم الأهواء، وهذه الحرب ستستمر حتى قيام الساعة.

ودعا الدكتور السرجانى، خلال الندوة التي نظمها اتحاد الطلبة بكلية الطب جامعة الإسكندرية بعنوان “الهجرة النبوية وواقع مصر بعد الثورة” يوم الأحد الموافق 2نوفمبر2012م، إلي التفاؤل وعدم القلق من اجتماع أصحاب المشروع العلماني علي المشروع الإسلامي، فالدين الإسلامي هو المنتصر في النهاية.

وأشار الدكتور السرجاني إلى أن التيارات الليبرالية التي تتصدى للشريعة الإسلامية، مسلمة إلا أنها لا تعرف دينها حق المعرفة، متسائلاً: "عندما تحاسبون أمام الله ستحاسبون وفقًا لشريعته أم وفقًا للقوانين الوضعية سواء كانت فرنسية أم إنجليزية ؟.

وشدد فضيلته على أن دعوة المسلمين لنصرة الشريعة الإسلامية لا يعني أن الدين الإسلامي في حاجة إليهم وإلي دعمهم، بل هم في أمس الحاجة إليه، لافتًا إلى أن العالم بأسرة استفاد من المسلمين حينما كانوا يطبقون شرع الله.

وأشار الدكتور راغب السرجاني إلى أن الله- عز وجل- هو الذي حقق النجاح للرئيس محمد مرسي، وأنه من أوصى بالشريعة الإسلامية وألزم المسلمين باتباعها، لنيل الخير في الدنيا والآخرة، فهي لم تترك شئ إلا وفسرته، ولا يوجد بها ثغرة واحدة، مطالبًا الشباب بنصرة الشريعة والدفاع عنها، والانشغال بالقضايا الهامة للأمة والابتعاد عن الأمور التافهة.

السرجاني: على المعارضين أن يقبلوا بقواعد الديمقراطية

وصف الدكتور راغب السرجانى، الداعية الإسلامي والمتخصص فى شئون الحضارات، ما تمر به مصر الآن بأنه مخاض طال انتظاره، مطالبا المعارضين بأن يلتزموا بقواعد الديمقراطية ويقبلوا بما تأتى به لا أن يحرقوا البلد، مشيرا إلى أن الإعلام الكاذب كان له دور كبير فى تضليل الشعب.

وأضاف السرجاني، خلال لقائه اليوم الأحد طلاب جامعة الإسكندرية، بكلية الطب، فى ندوة حول الدروس المستفادة من هجرة الرسول والأوضاع السياسية الراهنة، أن كل ما تحقق من الثورة المصرية حتى الآن هو بقدرة الله، وقال: قبل الثورة كان أقصى أمل للمصريين أن ينتهى مشروع التوريث أو يأتى عمر سليمان إلى الحكم، ولكن الله غالب على أمره وأطاح بالجميع.

وأوضح أن الظروف السياسية التى تمر بها البلاد الآن تشبه كثيرا ما مر به الرسول، عليه الصلاة والسلام، أثناء الهجرة من هجوم ضاغط وتحديات صعبة، وعلى الرغم من أن الرسول أخذ بكل الأسباب أثناء رحلته إلى المدينة ولكن الكفار اكتشفوا خط سيره 3 مرات وحاولوا النيل منه ولكن الله نجاه دون أدنى تدخل من الرسول أو من أى شخص، لأن الله أراد أن يؤكد للجميع أنه هو وحده من يحمى هذه الدعوة رغم أنف الجميع.

وأضاف السرجاني عندما نطلب من المسلمين أن ينصروا الإسلام والشريعة فنحن نريد الخير لهم وللمسلمين وللعالم أجمع، لكن الله غنى عن الناس حيث قال الله تعالى: “إلا تنصروه فقد نصر الله”، وعندما نطالب بتطبيق شرع الله وأن يكون الدستور متوافقا مع شرع الله فنحن نرجو الخير للجميع.

واستنكر السرجانى تصدر بعض المسلمين الحرب مع الإسلام قائلا: للأسف إننا نرى من يحملون لواء العلمانية ويقفون فى وجه الإسلام هم أناس من المسلمين أنفسهم ولكنهم للأسف لا يعرفون دينهم جيدا، ومن العيب أن نتصارع مع بعضنا البعض على بعض القضايا الثانوية والعالم ينتظرنا ويحتاج إلينا كى نقوم بدورنا فى نشر الدعوة.

وأشار السرجانى إلى أن الصراع بين الإسلام والعلمانية قديم جدا على مر العصور وأن الصراع بين الحق والباطل سيستمر وعلى المسلمين أن ينصروا شريعتهم، لافتا إلى أن الإسلام لم يترك شيئا إلا وشمله من المعاملات الإسلامية والحدود وغيرها الكثير.

وحول توافق الدستور مع الشريعة الإسلامية قال: إن الدستور هو إطار عام ليس مفصلا وأن مجلس الشعب سيكون له دور كبير فى وضع القوانين التى تتوافق مع ظروف وشريعة المجتمع.

وتوقع السرجانى أن تخرج مصر مما هى فيه الآن، مؤكدا أن الله الذى أخرج مصر من الأزمات فى أول الثورة هو القادر على أن يخرجها الآن.

وردا على من يتعجلون الأمور ويطالبون بالتغيير جملة واحدة، قال: إن الحكمة تقتضى أن يكون التغيير تدريجيا حتى لا يحدث انهيار فى الدولة، مدللا على ذلك بأن سيدنا عمر بن الخطاب واجهته بعض الأزمات فى خلافته وتعامل معها بنفس المنطق.

[/center][/size]

الهجرة النبوية وواقع مصر بعد الثورة … د/ راغب السرجاني