الغذاء والصحة (اطعمة تحتوي على مواد مضادة للتجلط

[COLOR=“Purple”][SIZE=“4”][B] يوجد حالات مرضية متعددة يتناول المرضى فيها أدوية مضادات للتجلط أو مميعات الدم، وذلك لمنع تكون خثرات الدم في أماكن مختلفة من الجسم خاصة بعد العمليات الجراحية، ومن هذه الأدوية ما يعطى عن طريق الوريد كالهيبارين أو عن طريق الفم كالأسبيرين والورفارين. ولأن الكثير من الأطعمة تحتوي على مواد مضادة للتجلط أو مواد تزيد من تجلط الدم، فإن للغذاء دور هام في عملية تمييع الدم وزيادة انسيابيته أو زيادة كثافته. ويعتبر الثوم من أهم الأطعمة التي تقلل من تجلط الدم وتعمل كمضادات للتجلط لاحتوائه على مادة اللأليسين التي تقلل
من تجمع الصفائح الدموية وبالتالي تزيد من تميع الدم. كما ان الأطعمة الغنية بالحمض الدهني أميغا-3 (كالأسماك الدهنية والمكسرات) وكذلك الغنية بفيتامين هـ (الزيوت النباتية والمكسرات) لها أيضا دورا فعالأ في تقليل تجلط الدم وكثافته. لذا فإن الإفراط في تناول هذه الأطعمة مع أخذ أي من الأدوية المميعه للدم قد يزيد من انسيابية الدم وتميعه مما يؤدي إلى زيادة فرص نزف الدم. وعلى الجانب الأخر يعتبر فيتامين (ك)، والذي يعرف بأنه عامل التخثر، من أهم العناصر الغذائية التي تساهم في زيادة كثافة الدم وتقلل درجة تميعه. ومن أهم الأطعمة المحتوية عليه بكميات كبيرة: الكبد وصفار البيض ونباتات العائلة الصليبية مثل الملفوف بأنواعه والزهرة والبروكولي واللفت والفجل والخردل والخضراوات الورقية (الخس والسبانخ والملوخية والبقدونس والبقلة) والبصل الأخضر والبازيلا الخضراء والفاصولياء والبامية والعدس والخوخ المجفف والكيوي والحليب واللبن الرائب.

وتلعب البكتيريا الموجودة في الأمعاء دورا هاما في تزويدنا بفيتامين (ك)، إلا أن هذه الكميات ليست كافية لتغطية إحتياجات الجسم اليومية. وكما أن الزيادة في تناول فيتامين (ك) يزيد من تخثر الدم، فنقصه يؤثر على سرعة تجلط الدم، إذ قد يأخذ الدم وقتا أطول ليتخثر، مما قد يتسبب في حدوث النزيف. ومن أهم أسباب نقص فيتامين (ك): أمراض الكبد؛ وتناول المضادات الحيوية لفترات طويلة وبجرعات عالية؛ وحالات سوء امتصاص الدهون والمود الذائبة بالدهون؛ والاسهالات المزمنة؛ وأمراض الجهاز الهضمي كالسيلياك وتليف البنكرياس وأمراض المرارة.

ويتم قياس سرعة تجلط الدم عن طريق قياس وقت البروثرومبين(PT) والذي يجب أن يترواح بين 10-12 ثانية، والوقت الجزئي للثرومبوبلاستين (PTT) والذي يجب أن لايزيد عن 45 ثانية ولا يقل عن 30 ثانية، ونظام (INR) والذي يجب أن يكون 5ر2-5ر3 في الحالات المرضية و2-3 في الحالات الطبيعية.
ويعتبر مميع الدم الورفارين الأكثر شيوعا وتناولا بين المرضى، فهو يعمل في الكبد للتقليل من إنتاج بعض مكونات الدم التي تعرف بعوامل التخثر، ويعتبر الورفارين دواء مضادا لفيتامين K وهو عنصر ضروري جدا في تصنيع عوامل التخثر كما ذكرنا سابقا، لذا ينصح بعدم الافراط في تناول المصادر الغذائية الغنية بفيتامين (ك) خلال فترة تناول الورفارين لأن عمل فيتامين (ك) لا يتفق مع تأثيره ويقلل من فعاليته ومن الاستفادة منه. وقد أصبح من المعروف والمثبت بعدة دراسات أن هناك علاقة عكسية بين كمية فيتامين (ك) المتناولة وفعالية المميع، إذ أن الزيادة في تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ك) يؤثر وبشكل واضح على قيمة (INR). لذا فإنه من الضروري الاعتدال ومراعاة الإتزان في تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ك) بحيث تكون الكميات معتدلة وثابتة ومتقاربة على مدار الأسبوع. كما يجب التنبه إلى أن تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين (ك) قد يؤثر أيضا على قيمة (INR).
وتجدر الإشارة إلى أن فيتامين (ك) لا يؤثر على عمل كل من الأسبيرين والهيبارين وبالتالي لا يوجد حاجة للتقليل من تناول فيتامين (ك).[/b][/size][/color]