احياء القلوب

إحياء القلوب

أشرف محمد كمال

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد,
إحياء القلوب أمر يخص كل شخص مسلم ومؤمن ولكن ليس بالأمر الهين لأن القلب متقلب وما سُمي القلب إلا من التقلب فحال قلبك الان يختلف عن حاله بعد ساعة يختلف عن حاله قبل ساعة فعندما توجد لديك نبته تقوم علي رعايتها وتتعهد بحسن مراعاتها حتي تنمو وتكبر وتزدهر كذلك القلب يحتاج إلي عنايه ومراعاه حتي ينمو به الإيمان ويزيد وإلا فسوف يضعُف وينزوي الإيمان في قلوبنا ويترتب علي هذا ضعف الهمة ثم يبدأ القلب في الدخول إلي مرحلة الإحتضار الإيماني وإذا مات الإيمان بالقلب أصبح القلب حينئذ فارغ لا يقر حقا ولا ينكر منكرا وهذه هي بداية النهاية لهلاك الإنسان لذلك يجب أن نضع أيدينا علي الداء لكي نأتي بالدواء فغالباً عندما يُصاب أحدنا بألم في بطنه يأتي بدواء ليُسكن هذا الألم والوجع وبذلك يكون البحث عن تسكين العرض وليس علاج المرض ولكن إذا أتينا بدواء لعلاج المرض من جذوره لما رأينا هذا الألم يرجع مرة أخري لذلك لابد من وضع اليد علي الأسباب التي تؤدي إلي ضعف الإيمان في قلوبنا حتي نجد العلاج لهذا الضعف قبل أن يدخل الإيمان في مرحلة الإحتضار ومن ثم الموت فلابد من وجود مانع ليمنع الإيمان من الولوج إلي هذا الأمر البالغ الخطورة ولابد من إبجاد طرق لتغيير هذا الوضع المؤلم ولكن لابد من المحاولة بالتغيير من أنفسنا أولاً لكي يوفقنا الله عز وجل إليه فالله جل وعلا يقول " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " (سورة الرعد) فعندما تكلم شخص عن ترك ذنب معين يقول لك “ربنا يهديني” أليس من الأولي أن تُغير من نفسك أولاً حتي يكون الله في عونك ويساعدك علي هذا التغيير هل مثلاً إذا قلت لك لا تذهب للعمل غداً وسوف يرزقك الله بالمال بالنزول من السماء هل سوف تصدقني أم لا ؟ أظن أنك سوف تقول لي أنني معتوه أو مجنون فكيف تبقي مكتوف الأيدي وتنتظر الهداية من الله جلا وعلا لابد أن تبدأ أنت بتغيير نفسك أولاً وتأخذ بالأسباب فالتوكل علي الله هو الاخذ بالأسباب مع صدق إعتماد القلب علي الله فلابد من الأخذ بأسباب الهداية وتصدُق في طلب الهداية من الله عز وجل وبإذن الله سوف يرزقك الله الهداية ويُلقي بالإيمان في قلبك ولكن لا يأتي هذا إلا بالصدق والإخلاص ولن يتأتي الصدق والإخلاص إلا من إفراغ محتويات القلب أولاً مما فيه من الذنوب والمعاصي حتي يكون أهلاً لذلك فالراحة النفسية لا تأتي من إشباع النفس لشهواتها أو الإستجابة لغرائزها كلا فوالله الذي لا إله غيره كل من أشبع غرائزه وشهواته شكي من ضيق صدره وقد قاله الله عز وجل هذا في كتابه الكريم " وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ" (سورة الأنعام) وهذا حال كل من هو نأي عن الله وعن ذكره فالذنوب والمعاصي تجلب لصاحبها الهم والغم أما الإيمان والطاعة تجلبان لصاحبها الطمأنينة والسكينة وعلي إثر هذا قمت بوضع بعض المفاهيم التي إذا إتبعناها بدقه لوجدنا أن حالنا تغير من النقيض إلي النقيض فأرجوا أن تقرأ ما أكتبه بلسان قلبك لا بلسان فمك حتي تستفيد مما أقوله