أنا أخوكم من السعودية وأرجو المساعدة

السلام عليكم:إخوتي الكرام المتخصصين في المعالجات الحرارية للمعدن.لدي استفسارين لم أجد لها عندنا في السعودية حل إلى الآن:
الأول:أنا شاب أحب الصيد كثيرا وعندي بندقيتين صيد شوزن(الرش) قديمات أردت أن أصبغ واحدة منها بويا فدلني أحد الإخوة للطريقة وهي (تسخين) الماسورة والقطع الخارجية بعد إبعاد الاسبرنقات والقطع الصغيرة ومن ثم غمسها في الزيت المحروق(السيارات).
وفعلا قمتُ بتسخين الماسورة على نار الفرن المنزلي إلى درجة أصبحت معها ساخنة هي والقطع الأخرى وغمستها في الزيت المتسعمل للسيارات،وكررت العملية أربع مرات تقريبا وعرضتها للهواء العادي فكانت النتائج ممتازة حيث أصبحت هذه القطع الحديدية كأنها مصبوغة شد بلدها.لكن جاءني شخص بعد ذلك وقال:هذا خطأ لأن الحرارة تفقد الحديد متانته وصلادته وتجعله ضعيفا!!
فهل كلامه صحيح أم خطأ،أم في المسألة تفصيل لأن البعض قال لي:هذا كلام فارغ فحديد الرش متين جدا ويتحمل،ودرجة حرارة فرن المطبخ معتدلة فليس ثمة خطورة على كفاءة بندقيتك؟
الاستفسار الثاني:بندقية الرش الثانية حدث فيها شطب فذهبت بها إلى ورشة تصليح المكيفات حيث عنده لحام أكسجين(أصفر اللون) قام بوضع قضيب اللحام على المنطقة المشطوبة وسلط نار الأكسجين على المنطقة إلى أن امتلأت باللحام وسلط عليها النار إلى درجة الاحمرار ثم تركها تبرد في الهواء العادي قليلا وأخيرا قام بتعريضها لهواء المكيف وركبتها بعد ذلك وهي تعمل بشكل ممتاز.لكن جاءنا بعض الزملاء وقال هذه العملية تضعف الحديد.فأرجوكم يا إخواني أن تفصلوا لي الإجابة لأن هذه البندقيتين من رائحة جدي رحمه الله وهي عزيزة على نفسي.

أخي الكريم، أهلين فيك ونورت المنتدى

كلام الشباب نظري، فعند تسخين الحديد فعلاً تتغير خواصه من الصلادة والهشاشة وقوة التحمل. ولكن هذا من أجل أن يحدث فلابد أن يحدث عند درجة حرارة لا تقل عن 595 °م وأنا أظن أن هذا لن تستطيع التوصل لها عن طريق نار البوتوجاز.
الأمر الأخير الذي لم يلفت لك نظرك منهم أحد أن وضعها في الزيت وهي سخنه هذه عملية حرارية أخرى اسمها quenching أو التقسية وهي تبريد الحديد الساخن في الزيت بصورة مفاجئة حتى احنا في مصر نسميها “الطش” يعني طش الحديد في الزيت. وهذه الطريقة تكسب الحديد قوة صلادة رائعة جداً ولكنها تكسبه هشاشة وهذا لا يصلح للبنادق والتي تتعرض لقوة مفاجئة أثناء إطلاق الرصاصة، ولكن على أي حال هذا يحتاج أن يكون الحديد تم تسخينه تقريباً لدرجة 900 °م وهذا طبعاً مستحيل.
وبالتالي فالبندقية الأولى إن شاء الله ما في مشكلة، بالهندي “مشكل نهي”

البندقية الثانية، في الحالة الثانية الوضع يختلف نسبياً لأن درجة حرارة اللحام بتكون مرتفعة إلى درجة انصهار الحديد، وتعريضه لها للهواء العادي ثم هواء المكيف هو أمر يفعله بالسليقة ولكن هذا هو النوع الثالث من أنواع التقسية أو الطش اللي اتكلمنا عليه وهو التقسية في الهواء البارد (بدلاً عن الزيت أو الماء) وهدفه من ذلك هو استعادة صلادة البندقية، طيب لماذا لم يضعها في هواء المكيف مباشرة؟ لأن ذلك سيجعلها هشة، مثل الزجاج تستحمل التحميل البطئ بصورة رائعة لكن في حال التحميل المفاجئ تتكسر مثل الزجاج، وطبعاً النبدقية تحميلها ليس مفاجئاً فقط، بل هو تحميل لحظي.
وعليه أنا شخصياً أرى أن البندقية الثانية إن شاء الله ما تكون تأثرت باللحام كثيراً، وأرجو أن لا يكون حجم اللحام كبيراً، يعني أظن إنه في جزء من البندقية وليس في كامل البندقية، ومادام أيضاً البندقية تعمل جيداً، فدعك من كلام الناس، والتجربة خير برهان.

المهم بعد كل هالكلام، لو انت من جده يبقى لازم تفوت علي شئ من اللي اصطدته وإلا هادعي إن النبدقية تنكسر

الله يكتب لك الأجر والثواب على هذي المعلومات القيمة الشافية الوافية يا ابو أنس،أبشر هنقبلك ملوخية بالأرانب البرية.

بس يا ابو أنس عاوز أفهم كيف يمكننا تشخيص قطعة معدنية بأنها هشة أو متينة من خلال التجربة
العملية؟
اللحام الذي وضعه الرجل بسيط جداً في منطقة حامل السبطانة بس سلط على المنطقة نار الأكسجين حتى احمر جزء من هذي المنطقة وبعد إيقاف النار ترك الحديدة دقيقة واحدة تقريبا وعرضها لهواء المكيف مدة دقيقتين إلى ثلاث.

بس يا ابو أنس عاوز أفهم كيف يمكننا تشخيص قطعة معدنية بأنها هشة أو متينة من خلال التجربة
العملية؟
اللحام الذي وضعه الرجل بسيط جداً في منطقة حامل السبطانة بس سلط على المنطقة نار الأكسجين حتى احمر جزء من هذي المنطقة وبعد إيقاف النار ترك الحديدة دقيقة واحدة تقريبا وعرضها لهواء المكيف مدة دقيقتين إلى ثلاث.

طبعاً كلام وخلاص :slight_smile: لأنه بعد يوم واحد من الإجابة على السؤال لا هاتسألني ولا هاتشوفني تاني، يعني عزومة مراكبية :slight_smile: بس مقبولة على العين والراس منك ومشكور على ذوقك

الهشاشة لا تعني الضعف، الهشاشة مصطلح هندسي يختلف عن معناه في المجالات الأخرى، مثل طب يستخدمون كلمة هشاشة العظام يعني ضعفها وقلة تحملها.
الهشاشة في الهندسة تعني أن المعدن لديه قابلية للكسر بصورة مفاجئة، أي بدون ما يتشكل ويتشوه، وذلك بغض النظر عن قوة الأحمال التي تحملها حتى الكسر.
بمعنى،
الألومنيوم معدن نسبياً ضعيف، بس تخيل إنك جيبت عصا ألومنيوم وبدأت تثنيها، ماذا سيحدث؟ ستتشكل معك على مرحلتين، الأولى لو رفعت يدك بترجع تاني مثلما كانت، ومرحلة أخرى لو وصلت لها فستنثني ولن تعود لشكلها القديم، مزبوط الكلام؟
طيب هات عمود مثله من الزجاج، وحاول تثنيه، ستكون مقامة الزجاج للتشكل أقوى من الألومنيوم ولن ينصاع بسهولة لمحاولة ثنيك، ولكنه “فجأة” سينكسر دون حدوث أي تشكيلات أو تشوهات في الزجاج قبل الكسر.
الكسر المفاجئ هذا ما نسميه بالهشاشة، يعني أعطيك مثالاً، أغطية البالوعات في الطريق مصنوعة من حديد الزهر، وهو قوة تحمله أكبر بكثير جداً من قوة تحمل حديد بندقيتك ولكنه معدن هش، لو تلاحظ السيارات تمر عليه وهو لا ينثني أبداً، لكن ممكن تلاقي غطاء بالوعة مكسور، صح؟

أما عن التجربة العملية، فلا أفضل من إنك استخدمتها في الصيد وهذا اختبار حقيقي لهشاشة أو مرونة الحديد.

هناك حدث تاريخي متعلق بمثل هذا الاختبار، وهو من الحرب العالمية الثانية عندما غزا هتلر روسيا كان هناك أمر لا يعرفه المتخصصون في مجال الخامات حتى هذا الوقت، وهو أن الحديد المرن يتحول لهش عند درجات الحرارة المنخفضة، ونظراً لأن روسيا جوها بارد جداً جداً تحول حديد مدافع هتلر من المرونة للهشاشة، وكانت المفاجئة أنه كلما أطلق دانة مدفع كانت ماسورة المدفع تنفجر.

أرجو أن أكون رددت عليك وأن لا يكون هناك خطأ علمي في كلامي إن شاء الله، وأنا “يا باشا” مستني الملوخية بالأرانب البرية :slight_smile:

إذا أنت يا باشا في جدة هنرسلك ملوخية الأرانب من جازان…ولو حبيت كبدة اسكندراني برده هنقبلك لأنك نورتنا والله وحليت إشكال دام معنا مدة سنة.وفي الحديث:(مت أسدى إليك معروفا فكافئه فإن لم تجد ما تكافئه به فدعو له حتى ترى أنك قد كافأته)وفقك الله أبو أنس ورفع قدرك.لكن يبقى عندي سؤال أخير حديد البنادق هل هو حديد زهر؟

أهل جيزان كلهم أهل كرم وهذا معروف لكل من يعيش بالسعودية.

حديد البنادق طبعاً مستحيل يكون حديد زهر، هو حديد صلب طبعاً أو ما يسمى في بعض الدول فولاذ.