الخوف من الله

[CENTER]

بسم الله الرحمن الرحيم
الخــوف مــن الله

إخوتى و أخواتى فى الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركلته

[/center]

اليوم أبدأ معكم أحبتى فى الله صفحة جديدة من الجهاد الأكبر و هو جهاد النفس فقد روى عن الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم أنه لما رجع من الجهاد أى الحرب قال لأصحابه:" رجعنا من الجهاد ألأصغر إلى الجهاد الأكبر" يقصد جهاد النفس.

تعليق من الإشراف:

خرّج الشيخ الألبانى هذا الحديث بالتعليق التالى "{ رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر } .قال الألبانى ( منكر ) _ وورد بلفظ : قدمتم خير مقدم ، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر : مجاهدة العبد هواه . وسنده ضعيف . سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الخامس وقد استنكر ابن تيمية في مجموع الفتاوي تسميته بالجهاد الأصغر .لأن جهاد الكفار من أعظم الأعمال ، بل هو أعظم ما تطوع له الإنسان ".

و لأن أمتنا الإسلامية بها ما بها من محن و ابتلاءات يشيب لها رأس الوليد، فحرى بنا أن نهب بهمة عالية و أن ننفض عنا روح الإنهزامية و ننوى جماعةً الجهاد الأكبر…جهاد النفس.

و لما كان الإنتصار على الأعداء يأتى عقب الإنتصار على النفس فلابد علينا أن ننتصر داخلياً أولاً قبل أن نفكر فى إحراز أى انتصار خارجى.

و عندما فكرت بم أبدأ و كيف نصلح القلوب و المسائل عديدة و الشروح مستفيضة و بعد تفكير…هدانى الله إلى جماع صلاح القلوب و طلاحها فى آن واحد و هو الجامع لكل خيوط أمراض القلوب من ناحية و الجامع لكل خيوط إصلاح القلوب من ناحية أخرى…و الفيصل هو حسن التعامل معه بلا إفراط أو تفريط…ألا و هو الخوف.

قد يتسائل أحدكم و لم الخوف و هو شىء بسيط نعهده أحياناً عندما نخاف شيئاً ما مادى أو معنوى…ما دخل هذا بالانتصار على النفس.

و الجواب يسير إن شاء الله…

فالذى لا يخرج زكاة ماله يخاف الفقر فقاد الشيطان خطاه و منعه تزكية المال
والذى لا يصلى يخاف فوات لذة دنيوية فى أفعال رتيبة لا يستلذ بها فقاد الشيطان خطاه و منعه تزكية نفسه
و الذى لا يغض البصر يخاف فوات شهوة لحظية فقاد الشيطان خطاه و منعه تزكية نفسه
و التى لا ترتدى الحجاب تخاف فوات خطيب أو معجب أو تخاف تبدل مظهرها إلى الأسوأ فقاد الشيطان خطاها و زينها لتفتن الرجال و تصرفهم عن طاعة الله
و الذى لا يبر والديه يخاف تحكمهما فى حياته فقاد الشيطان خطاه و عوده الجحود و نكران الجميل و معصية الرحمن
و الذى لا يبتسم لأخيه المسلم يخاف إذا فعل ألا يحترمه أو يهابه فقاد الشيطان خطاه و عوده الكبر

و هكذا إذا فكرت فى الكثير من الذنوب ستجد أساسها خوفاً من شىء ما و مداره سوء التوجه أى أن الفعل أساسه ليس لله فيدخل الخوف المرضى الذى يسبب الأمراض النفسية و يسبب تسلط الجن و الشياطين على حياة الإنسان.

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {43/36} وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {43/37}


أما الخوف الإيجابى فهو الخوف من الخالق الأوحد فقط لا غير.
علمياً فى الطب النفسى كل خوف ليس من الله هو خوف من الوهم أو خوف متوهم أما الخوف الإيجابى الذى يحض الإنسان على الترقى و التقدم فى الحياة و الآخرة هو الخوف من الله.

ثم إن الكثيرين الآن أجد جل تفكيرهم و ابتلاءاتهم منصبة على مس الجن و تحكم الشياطين فى أفعالهم و خوفهم المرضى الشديد من الشيطان الذى هو فى الأصل يجب أن يتخذه الإنسان عدواً و ليس ملكاً مهاباً.

إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {3/175}


و النفس الإنسانية يهذبها الإنسان فإما أن تكون سيدة على الجوارح موجهة لكل فعل أو تكون تابعة للشيطان يحركها كيفما شاء و قعل بها كيفما شاء.

لذلك و لأسباب أخرى أسأل الله أن يمن على بالإخلاص فى هذا العمل و أن يتمه علينا جميعاً بالنفع و الخير و الرشاد و أن ننوى بقراءته و العمل به جميعاً حرباً شديدة على الشيطان و حزبه.
و سأتحدث هنا عن الخوف من وجهة نظر إيمانية إسلامية و أيضاً علمية نفسية و سأختم بحثى بحول الله و قوته بذكر مفصل عن كل مداخل الشيطان و الله الموفق.

اللهم ثبتنا و اهدنا و اهد بنا و اجعلنا سبباً لمن يهتدى.
و إليكم أول حلقة فى هذه السلسلة:

مقدمة علمية عن الخوف



الإنسان هو أساس التنمية ومحورها وغايتها.
ولا تحصل تنمية جادة في أي مجتمع، إلا بتنمية قدرات الإنسان ومواهبه، وبإطلاق العنان لطاقاته وكفاءاته، حتى يبدع وينجز.

ومشكلة المجتمعات النامية أن خطط التنمية فيها تركز على مظاهر البناء والعمران، من إنشاء المطارات الضخمة، والشوارع العريضة، والعمارات الشاهقة، والأسواق الاستهلاكية الواسعة، وشراء أفخم الطائرات، وآخر موديلات السيارات، وبناء المشاريع الكبيرة، بالاعتماد على استيراد الخبرات، وجلب الأيدي العاملة من الخارج.

فتعيش البلاد مظاهر التقدم والحضارة، وبدرجة مقاربة لمستوى البلدان الصناعية المتقدمة، لكن إنسان هذه المجتمعات بينه وبين الحضارة مسافة كبيرة، حيث لا دخل له في إنتاج شيء مما يستخدمه من الأجهزة الاليكترونية، بل قد لا يجيد إصلاح أي خلل أو عطب يصيبها، فالكفاءات المهنية والفنية من العمالة الأجنبية غالباً. وخطط بناء المشاريع وتنفيذها العملي، يتم في أكثر الأحيان على أيدي الآخرين أيضاَ.

والنتيجة هي كما قال الشاعر:

خلاصة القضية
توجز في عبارة
أنا لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية

إن التنمية الحقيقية يجب أن تبدأ من الإنسان، بأن يثق بنفسه، ويكتشف قدراته، ويفجر طاقاته، ويتحمل مسؤوليته في الحياة.
وهذا لا يحصل إذا لم يتحرر الإنسان من داخله، ويثور على العوائق الذاتية في أعماق نفسه، تلك العوائق التي تمنعه من التحرك والانطلاق.

ويمثل (الخوف) في حالته المرضية واحداً من أبرز تلك العوائق، حيث يفرض الإنسان الخائف على نفسه قمعاً ذاتياً بوليسياً، يشلّ تفكيره وحركته، فلا يفصح عن رغبته، ولا يعبر عن رأيه، ولا يعلن موقفه، فضلاً عن أن يقوم بدور، أو يمارس تحركاً.

يخاف من القوة السياسية أن تسجنه أو تعرقل بعض مصالحه، ويخاف من الجهات الدينية أن تكفره أو تصدر فتوى بضلالته والتشكيك في دينه، ويخاف من مراكز النفوذ الاجتماعي أن تحاصره وتلغي دوره، ويخاف من نفسه على نفسه أن يورّطها، أو يسبب لها المشاكل، أو يوقعها في فشل.

هذا الخوف المكعب المربّع، الذي يملأ نفس إنساننا، هو المسؤول بدرجة كبيرة عن حالة الجمود والتخلف التي تعيشها مجتمعاتنا.
ولا بد من التحرر من سيطرة الخوف، دون أن يعني ذلك الوقوع في فخ التهور والفوضى.

ومفاهيم الإسلام وتعاليمه تقود الإنسان إلى المسار الصحيح، حيث ترشده إلى تجاوز عقبة الخوف، والخروج من هيمنته القمعية، وترتقي به إلى مستوى الشجاعة الحكيمة، والإقدام المسؤول.

وهذه الصفحات التي بين يدي القارئ العزيز، هي محاولة لاستلهام بعض المفاهيم والتعاليم الإسلامية في هذا المجال.

أختكم فى الله إيناس طه


وصلني عبر البريد الالكتروني
ونقلته لكم للفائدة
والله الموفق

جزاك الله خير
وألف شكر

مشكورة اخت روان على المرور… بارك الله فيكم

بسم الله الرحمن الرحيم


تعريف الخوف شرعاً

من مادة خ و ف التي تدل على الذعر والفزع في اللغة العربية، خفت الشيء خوفاً وخيفة ، وخوّف الرجل جعل الناس يخافونه (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه)) أي يجعلكم تخافون أولياءه أي يخوّفكم بأوليائه.

والخوف توقع مكروه لعلامة مظنونة أو معلومة، وهو ضد الأمن ، ويستعمل في الأمور الدنيوية أو الآخروية ، فهو توقع حلول مكروه أو فوات محبوب، اضطراب القلب وحركته أو فزعه من مكروه يناله أو محبوب يفوته.

قال ابن قدامة: اعلم أن الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في الاستقبال …

مثال ذلك:
من جنى على ملك جناية ثم وقع في يده فهو يخاف القتل ويجوّز العفو “احتمالات” …
ولكن يكون تألم قلبه بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله وتفاحش جنايته وتأثيرها عند الملك ، وبحسب ضعف الأسباب يضعف الخوف…

وقد يكون الخوف لا عن سبب جناية بل عن صفة الذي يُخاف عظمة وجلالاً فإنه إذا علم أن الله سبحانه وتعالى لو أهلك العالمين لم يبالي ولم يمنعه مانع ، فبحسب معرفة الإنسان بعيوب نفسه وبجلال الله وأنه لا يسأل عما يفعل يكون الخوف على حسب هذا فهو مطالعة القلوب لسطوات الله عزوجل ونقمه فيولد في القلب الخوف"خوف الوعيد".

والخشية أخص من الخوف ، فإن الخشية للعلماء بالله (( إنما يخشى الله من عباده العلماء ))،خوفاً مقروناً بمعرفة …

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية))، فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء والعارفين، وعلى حسب قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية…

فصاحب الخوف يلجأ إلى الهرب، وصاحب الخشية يلجأ إلى الاعتصام بالعلم ، قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - : (( الخشية خوف مبني على العلم بعظمة من يخشى وكمال سلطانه))…

فإذا خفت من شخص لا تدري هل يقدر عليك أم لا فهذا خوف … وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية…

قال ابن القيم – رحمه الله - : (( في مثلهما مثل من لا علم له بالطب ومثل الطبيب الحاذق، فالأول يلجأ إلى الحمية والهرب لقلة معرفته والآخر يلتجئ إلى الأدوية )) …
فالخشية خوف مبني على علم…


أختكم فى الله
إيناس طه

منقول لكم للفائدة
[B]والله الموفق

[/b]