ياله من موقف رهيب

[CENTER]


إنه موقف رهيب في ذلك اليوم العصيب ، عندما يقف العبد بين يدي الله ترتعد فرائصه خوفا ورعبا ، ثم تشهد عليه جوارحه وأطرافه بالمعاصي والذنوب التي اقترفها في الدنيا … " إلا من رحم الله " … فتشهد العينان بأنها نظرت إلى أفلام العري ومسلسلات الخلاعة وصفحات المجلات الماجنة … تشهد العينان بأنها تلذذت برؤية النساء المتبرجات على الشاشات وفي الأسواق والشواطئ و الطرقات …[FONT=Book Antiqua]

وتشهد الأذنان بأنها سمعت المعازف ( الموسيقى ) والأغاني الماجنة في المذياع والأشرطة ومن الشاشات … بل وتشهد الأذنان بأنها أصغت إلى الغيبة والكذب والكلام الفاحش في المجالس والاجتماعات …
وتشهد الأيدي … بكذا وكذا … والأرجل بكذا وكذا …

نعم … ياله من موقف رهيب شديد يغفل عنه العبد أو يتناساه حال اقترافه للمعصية في الدنيا … ولكننا نذكر ونحذر …
فالله يقول : ( { الْيَوْم نَخْتِم عَلَى أَفْوَاههمْ وَتُكَلِّمنَا أَيْدِيهمْ وَتَشْهَد أَرْجُلهمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }سورة يس - الآية 65) … هل هذا يكفي … ؟؟ !!
نضرب عليها فلا يستطيعون الكلام، فالأفواه مَنَاط الكلام، وقبل أن يختم الله على أفواههم في الآخرة ختم على قلوبهم في الدنيا، بالأمس ختم اللهُ على القلوب فلا يدخلها إيمان ولا يخرج منها كفر، واليوم ختم الله على الأفواه ومنعهم الكلام، حتى لا يعتذرون ولا يستغفرون.

فالمقام هنا مقام حساب لا عمل، فلا جدوى من الاستغفار، ولا فائدة من الاعتذار، بل انتهى أوان الكلام والمنطق، ولم يعُد للسان دَوْر، اليوم تُغْلَق الأفواه وتُقيَّد الألسنة لتنطق الجوارح.

لا … بل حتى جلد العبد يشهد على العبد … قال سبحانه : ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( 21 سورة فصلت) ) … لا إله إلا الله …
هم يتعجبون كيف تشهد عليهم جلودهم وهي منهم، والسؤال هنا كان ينبغي أنْ يكون عن الكيفية: كيف شهدتم علينا لا عن السبب، فالسؤال بهذه الصيغة غير وارد ليدل هذا على التضارب في الكلام.
وكان الجواب { قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ… } [فصلت: 21] فالسؤال عن شيء والجواب عن شيء آخر, فلو أجابوا عن السؤال: لم شهدتم علينا؟ لقالوا: شهدنا عليكم لأننا أقوى حارس عليك في جميع الأوقات { قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ… } [فصلت: 21] يعني: الأمر ليس بملكنا، نحن لم نشهد من عندنا، إنما أنطقنا الحقُّ بالحق، ولا حيلة لنا في ذلك .

فهـل من توبة عاجلـــــة من رؤية الشاشات وسماع المعازف والملهيات .[/font][/center]

بارك الله فيك