لعب ولهو



لا ينبغي لحملة المنهج الإسلامي أن تكون طريقتهم في تشجيع الناس على اختيارهم قادةً لهم أن يُجَمِّلوا لهم شكل “الدنيا” معهم
! فالمنطَلق الذي كان يتحدَّث به الرسول صلى الله عليه وسلم مع الناس جميعًا -سواء في زمن مكة أو المدينة- هو تزهيدهم في الدنيا، وتحقير شأنها وقيمتها، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثِر من ترغيب الناس في الإسلام بهدف الحصول على حياة أرغد، بأموال أكثر، ورفاهية أكبر، ومتاع أوسع.

إنَّ المنطلق الواضح الذي كان يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أننا نُريد أن نجعل همَّنا الأول هو الآخرة، فإذا فعلنا فإنَّ الله سيعطي “لبعضنا” الدنيا، وسيكون ابتلاءُ مَنْ أخذها كبيرًا، وينبغي لآخِذِها أن يحذر منها.

ولهذا لا ينبغي بحال أن يكون مطلبنا الأول هو الدنيا، ولا أن نخاطب الناس بهذه اللغة؛ ونحن نتعلل بأن الناس تريد ذلك، فالأهم هو ما يُريده الله عز وجل لا ما يريده الناس، ولو انشغلنا في تجميل الدنيا للناس كنا كمن يلعب ويلهو ويترك واجبه وعمله، وليست هذه حياة العقلاء! قال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 32].