﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾


﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
[سورة غافر الآية: 19]
وما من مخلوقٍ على وجه الأرض, يستطيع أن يكشفَ خيانةَ العين إلا الله، هو وحدهُ يعلم خائنة الأعين، وأنا دائماً أسوق هذه الآية ذلكَ المثل: طبيبٌ مسموحٌ له أن ينظرَ إلى جسدِ المرأة, لكنَّ الشرعَ سمحَ لهُ أن ينظرَ إلى موضع العِلّةِ فقط, فلو سبقتهُ عينهُ إلى مكانٍ آخر, هذا شيءٌ لا يستطيعُ مخلوقٌ أن يطلّعَ عليه إلا الله .
﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ
وقد تكونُ في بيتك وحدك, تفتحُ نافذةُ جارك, تقفُ أمامها امرأة، لا يمكن لأحدٍ أن يطلّعَ على هذه المخالفة, لو ملأتَ عينيكَ منها إلا الله، فإذا نظرت يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور .
إذاً :
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ
﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا
﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ
﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى
﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾
لو أنكَ في غُرفتكَ وحدك, وغرفة جيرانك مفتوحة النوافذ, ووقفت امرأة على هذه النافذة, لا يستطيعُ رجلٌ في الأرض أن يُحاسبك, ولا أن يكتشفَ أنكَ تنظرُ إليها، إذا خانت العين ونظرت، من يعلم؟ الله سبحانه وتعالى:
﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
كلُّ هذه الآيات تتضافر ليكونَ منها منزلة, يجب أن يتحلّى بها المؤمن, وهي منزلة المراقبة, يعني أن يشعر وأن يوقن أنَّ الله يُراقبهُ .