وقاية الشباب

بسم الله الرحمن الرحيم

نقصد بوقاية الشباب أي من الغلو
و الارجاء وغيره من الافكار الدخيلة

الوقاية تكون في المنازل و في المحاضن التربوية
وحلقات التحفيظ والمساجد و الدروس والمحاضرات
و المدارس وفي ثنايا ما سبق يقوم الدعاة و طلاب العلم الصادقين
بـ ربط الشباب بالعلماء وبهذا تكون بداية حلقة التواصل والنصيحة
والمرجع لهم ففي الفتن يكون لهم رجوع الى العلماء بعد ما تم التوجيه والارشاد اليهم وبيان فضلهم

ومن سبل الوقاية : بيان منهج أهل السنة والجماعة
الفرقة الناجية
فلا يخلو منشط تربوي أو دعوي أو لقاء مع شباب
الا ويكون فيه بيان خصيصة من الخصائص الخاصة باهل السنة مع ذكر طريقة السلف الصالح
والتحذير من أهل البدع والفتن وبيان نهج الخوارج وغيرهم …

ومتى حصل انقطاع أو جفوة بين الشباب و العلماء

حصل مطلوب الاعداء لان ذلك ييسر عليهم مهمة
اغواء الشباب
وايقاعهم في الغلو أو الجفاء

لذلك يعمد الخوارج إلى محاولة تهميش العلماء
والتقليل من شانهم في نفوس الشباب الاغرار وربما الكبار الجهلة وتصنيفهم على انهم علماء سلطة!

حتى يسقط العالم من عين الشاب
وفي مقابل ذلك ابراز مشايخ اخرين ووصفهم بالثقات وانهم المرجع وبهذا يحكمون القبضة على الشاب
وهذه الطرق الخبيثة يقوم بها الخوارج لان الاسقاط عندهم يليه التكفير ثم استحلال الدم
والخروج على ولاة الامر

وعليه :
الخطوة الاولى عند الخوارج هي اسقاط العلماء وما بعدها تحصيل حاصل !

واحيانا تاتي تحت ستار أو مسمى : الثقافة و المثقفين
والمقصود من الثقافة المذكورة هنا المخالفة للكتاب والسنة
وهي الانفتاح على الرأي الاخر وتحكيم العقل وقراءة أي شيء لاي احد من كتب أهل الكلام والفلاسفة سواء كتبهم القديمة أو الحديثة وفي هذا اعتداد بالنفس وثقة بها ولا يدري المسكين انها القاضية عليه !
وقد حذر السلف من القراءة للمبتدعة

قال أبو بكر الطرطوسي :

‏وما مثل من نصر اﻹسلام بمذاهب الفلاسفة
واﻵراء المنطقية إلا كمن يغسل الثوب بالبول .

و عندما ترد استفسارات ونحوها من المغرر بهم
يرشده إلى ترجيح عقله ولا يلتفت الا إلى شيخه المزعوم الذي يوجهه حسب فكره المنحرف أو فكر الجماعة المنحرفة …

وينخرط بعدها الشباب في الشبهات الفكرية
والحيل الشيطانية التي تحاول انتقاص السلف الصالح وطريقهم القائم على الكتاب و السنة
ووصف العلماء الحاليين بالجمود أو التقليد ونحوها
بدون طعن أو اتهام مباشر فانهم لا يصرحون
كما يصرح الخوارج فهم لا يظهرون بدعتهم!
وفي الاغلب هذا نهج : بعض الجماعات والاحزاب المنحرفة
كالصوفية والعقلانية وغيرهم…

فالانحراف والغلو ليس خاص
بالخوارج فقط كما يظن البعض

وتجتمع الفرق المنحرفة وأهل الاهواء في أصلين هما :

١ - الابتداع /

لا شك أن الابتداع في الدين من أعظم أسباب الغلو
قال الشاطبي رحمه الله : ثم استمر تزايد اﻹسلام واستقام طريقه على مدة حياة النبي ﷺ
ومن بعد موته وأكثر قرن الصحابة رضي الله عنهم إلى أن نبغت فيهم نوابغ الخروج عن السنة وأصغوا إلى البدع المضلة.

لذلك حذر السلف من البدع وأهلها

قال شيخ اﻹسلام ابن تيمية رحمه الله : والبدعة مقرونة بالفرقة كما أن السنة مقرونة بالجماعة .

وعليه يعلم :
ان استحلال الخوارج لدماء المسلمين
وخروجهم على الائمة هو نتيجة لغلوهم وابتداعهم إذ يرون كل مخالف لهم خارجآ من الدين حلال الدم
وقد كان اﻹمام السختياني يسمي أصحاب البدع خوارج .

وقال ابن تيمية :
‏الخوارج دينهم المُعَظّم
مفارقة جماعة المسلمين واستحلال دمائهم.

٢ - الجهل /
ورد عن بعض السلف قولهم :
من عبد الله بجهل أفسد أكثر مما يصلح .

لذلك تجد الجهل صفة ملازمة للخوارج وغيرهم فهم لا يفقهون ولا يفهمون القرآن فهو لا يجاوز حناجرهم
ومثلهم الصوفية : يعبدونه سبحانه على جهل ونتج عن ذلك الغلو في جانب والتفريط في آخر
قال ابن تيمية : فصلاح بني آدم اﻹيمان و العمل الصالح ولا يخرجهم عن ذلك إلا شيئان :
الاول : الجهل المضاد للعلم فيكونون ضلاﻵ
الثاني : اتباع الهوى و الشهوة …

ومن جهل الخوارج انهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار
فجعلوها على المؤمنين كما
كان يقول ابن عمر رضي الله عنهما

يقول ابن تيمية عن الجهل : وهو من أعظم اﻷسباب المؤدية إلى الغلو و الاختلاف والتفرق

.سعيد آل بحران