ماذا انت قائل لربك غدا؟

[COLOR=#905526][FONT=verdana][B][CENTER]

[/b][/font][/color][/center]
[COLOR=#905526][FONT=verdana][B][CENTER]

[SIZE=5][COLOR=Blue][FONT=Microsoft Sans Serif]سؤال طالما أرعد قلوب المخبتين، واقشعرت منه جوارح الصالحين… إن حياة تسير جوابا لهذا السؤال لحياة فاضلة ملئها نعيما له لذة لا تدانيها لذة، وإن مجتمعا يعيش بهذا المبدأ لجدير بأن يكون مجتمعا متوازنا في تصوراته وسلوكياته وطموحاته وآماله، وإن إنسانا يعيش من هذا المنطلق لإنسان عرف حقيقة الصلاح ومعنى التقى، فأف لقوم غرتهم الحياة الدنيا فحسبوا أنها لهم باقية فانطلقوا وراء لذاتها لا يلوون على شيء حتى إذا حان وقت الرحيل فارقهم جواب هذا السؤال الذي ما دار بخلدهم يوما من الأيام رغم أنهم له خلقوا وأهل البصيرة له عملوا.
ماذا تقول لربك غدا ؟!
عقيدة الرجوع إلى الله تعالى ليوم الجزاء طالما تكررت في القرآن في أكثر من موضع وآية مع تنوع الأسلوب والكلمات لتدفع المؤمن إلى الجادة الصواب دائما، فإذا حاد عنها لحظة رده هذا السؤال إلى المنهج القويم قال تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281، قال سيد قطب رحمة الله عليه: "واليوم الذي يرجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت يوم عسير له في القلب المؤمن وقع ومشهده حاضر في ضمير المؤمن وله في ضمير المؤمن هول والوقوف بين يدي الله في هذا اليوم خاطر يزلزل الكيان! إنه التصفية الكبرى للماضي جميعه بكل ما فيه والقضاء الأخير في الماضي بين كل من فيه فما أجدر القلب المؤمن أن يخشاه وأن يتوقاه"
وقال تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) المؤمنون 115، كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى وإن لكم معادا ينزل الله فيه للحكم بينكم والفصل بينكم فخاب وخسر وشقي عبد أخرجه الله من رحمته وحرم جنة عرضها السماوات والأرض ألم تعلموا أنه لا يأمن عذاب الله غدا إلا من حذر هذا اليوم وخافه وباع نافدا بباق وقليلا بكثير وخوفا بأمان ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين وسيكون من بعدكم الباقين حتى تردون إلى خير الوارثين ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله عز وجل قد قضى نحبه وانقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض في بطن صدع غير ممهد ولا موسد قد فرق الأحباب وباشر التراب وواجه الحساب مرتهن بعمله غني عما ترك فقير إلى ما قدم فاتقوا الله قبل انقضاء مواثيقه ونزول الموت بكم ثم جعل طرف ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حول ، وقال عز وجل: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) الأنبياء 35 (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون) القصص 70 (ولا تدع مع الله إله آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) القصص 88 (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون) الجاثية 15
ماذا تقول لربك غدا ؟!

  • عن زبيد بن الحارث أن أبا بكر –رضي الله عنه- حين حضره الموت أرسل إلى عمر –رضي الله عنه- يستخلفه فقال الناس تستخلف علينا فظا غليظا ولو قد ولينا كان أفظ وأغلظ فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر قال أبو بكر: أبربي تخوفونني أقول اللهم استخلفت عليهم خير خلقك ثم أرسل إلى عمر فقال إني موصيك بوصية إن أنت حفظتها: إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل وإن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا، وإن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا وإنه تجاوز عن سيئاتهم فيقول القائل ألا أبلغ هؤلاء، وذكر أهل النار بأسوأ ما عملوا وإنه رد عليهم صالح ما عملوا فيقول قائل أنا خير من هؤلاء، وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغبا راهبا، لا يتمنى على الحق ولا يلقي بيده إلى التهلكة فإن أنت حفظت وصيتي لم يكن غائب أحب إليك من الموت وإن أنت ضيعت وصيتي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه

  • وعن الأحنف بن قيس قال: كنت مع عمر بن الخطاب فلقيه رجل فقال يا أمير المؤمنين انطلق معي فأعدني على فلان فقد ظلمني… فرفع عمر درته وخفق بها رأس الرجل وقال له: تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم مقبل عليكم حتى إذا شغل بأمر من أمور المسلمين أتيتموه أعدني أعدني، فانصرف الرجل غضبان أسفا فقال عمر: علي بالرجل فلما عاد ناوله مخفقته وقال له خذ واقتص لنفسك مني، قال الرجل لا والله ولكني أدعها لله وانصرف.
    قال الأحنف وعدت مع عمر إلى بيته فصلى ركعتين ثم جلس يحاسب نفسه ويقول: ابن الخطاب؟ كنت وضيعا فرفعك الله وكنت ضالا فهداك الله وكنت ذليلا فأعزك الله ثم حملك على رقاب الناس فجاءك رجل يستعديك فضربته فماذا تقول لربك غدا إذا أتيته. [

  • وعن عبد الله بن سبيع قال سمعت عليا –رضي الله عنه- يقول لتخضبن هذه من هذا فما ينتظرني إلا شقي قالوا يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته قال إذا تالله تقتلون بي غير قاتلي قالوا فاستخلف علينا قال لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قالوا فما تقول لربك إذا أتيته قال أقول: اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني إليك وأنت فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.

  • وعن جعونة قال دخل عبد الملك على أبيه عمر فقال يا أمير المؤمنين ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد تركت حقا لم تحيه وباطلا لم تمته قال: اقعد يا بني، إن آباءك وأجدادك خدعوا الناس عن الحق فانتهت الأمور إلي وقد أقبل شرها وأدبر خيرها ولكن أليس حسبي جميلا أن لا تطلع الشمس علي في يوم إلا أحييت فيه حقا وأمت فيه باطلا حتى يأتيني الموت وأنا على ذلك.
    ماذا تقول لربك غدا ؟!

  • عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال أخذ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: “إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك” قال العلامة ابن رجب: "هذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا فإن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنا ومسكنا فيطمئن فيها ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر يهيئ جهازه للرحيل وقد اتفقت على ذلك وصايا الأنبياء وأتباعهم، قال تعالى: حاكيا عن مؤمن آل فرعون أنه قال (إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار) غافر39 وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: (مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها) ، ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال لهم: اعبروها ولا تعمروها، وروى عنه أنه قال: من ذا الذي يبني على موج البحر دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا. ودخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال يا أبا ذر أين متاعكم؟ فقال إن لنا بيتا نتوجه إليه فقال إنه لا بد لك من متاع مادمت هاهنا، فقال إن صاحب المنزل لا يدعنا هاهنا . وكان على بن أبي طالب –رضي الله عنه- يقول: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. وقال الفضيل بن عياض: المؤمن في الدنيا مهموم حزين همه مرمة جهازه ومن كان في الدنيا كذلك فلا هم له إلا التزود بما ينفعه ثم العود إلى وطنه فلا ينافس أهل البلد الذي هو غريب بينهم في عزهم ولا يجزع من الذل عندهم. وقال الحسن: المؤمن كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها له شأن وللناس شأن. وكان عطاء السلمي يقول في دعائه اللهم ارحم في الدنيا غربتي وارحم في القبر وحشتي وارحم موقفي غدا بين يديك. وقال الفضيل بن عياض لرجل كم أتت عليك، قال: ستون سنة قال فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون فقال الفضيل: أتعرف تفسيره، قال الرجل فسره لنا يا أبا علي قال قولك “إنا لله وإنا إليه راجعون” تقول أنا لله عبد وأنا إلى الله راجع، فمن عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا فقال الرجل فما الحيلة؟ قال يسيرة ، قال ما هي قال تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضي فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضي وما بقي.

  • وقال السري السقطي: خرجت يوما إلى المقابر فإذا أنا ببهلول قد دلى رجليه في قبر وهو يلعب بالتراب فقلت أنت ها هنا قال نعم أنا ثم قوم لا يؤذونني فإن غبت عنهم لا يغتابوني فقلت يا بهلول الخبز قد غلا فقال والله ما أبالي وحبة بمثقال إن علينا أن نعبده كما أمرنا وعليه أن يرزقنا كما وعدنا ثم ولى عني وهو يقول:
    يا من تمتع بالدنيا iiوبهجتها ولا تنام عن اللذات عيناه ‎
    أفنيت عمرك فيما لست تدركه تقول لله ماذا حين iiتلقاه

  • وعن محمد بن يوسف الباقلاني قال سمعت أبي يقول سمعت رجلا يسأل أبا نصر بشر بن الحارث أن يحدثه فأبى عليه فجعل يرغبه ويكلمه وهو يأبى عليه قال فلما أيس منه قال له يا أبا نصر ما تقول لله غدا إذا لقيته وسألك لما لا تحدث ؟ فقال له بشر : أقول يا رب كانت نفسي تشتهي أن تحدث فامتنعت من أن أحدث ولم أعطها شهوتها.
    إن كنت تفهم ما أقول iiوتعقل فارحل بنفسك قبل أن بك يرحل
    وذر التشاغل بالذنوب iiوخلها حتى متى وإلى متى تتعلل
    [/font][/color][/size][/center]
    [/b][/font][/color]

مشكوووووووووووووووووووووور