لحظة ..!

[CENTER]بسم الله الرّحمن الرّحيم

لحظة …!

هذا الموضوع اعجبنى فنقلته اليكم
[/center]
لحظة … كانت نقطة التحوّل لديّ، لحظة … غيّرت حياتي، قلبتها رأساً على عقب، لحظة … جعلت منّي إنسانة أخرى، مختلفة تماماً، مغايرة لما كنتُ عليه في الماضي…

لحظة جعلتني أرى شريط حياتي، سمعت صوت والدي يؤذّن في أذني، سمعت تنهيدة أمّي التي أرهقها التّعب والألم، سمعت أصواتٍ أخرى تهنّئهما وتبارك لهما بقدومي للدّنيا …

رأيتُ معلّمتي وهي تعلّمنا الصّلاة، سمعتها حيث قالت : من اليوم سنصلّي ولن نترك الصّلاة أبداً !، رأيتُ نفسي واقفة على سجّادة الصّلاة وعيناي تتجوّل هنا وهناك تتابع ألعابي الملقاة على الأرض، تركتُ سجّادتي، استعدتُ لعبتي من أخي الصغير، عدتُ لأكمل صلاتي، بكلّ بساطة… وبراءة !

كنتُ أشدّ الناس حرصاً على مشاهدة المسلسلات، الأفلام، وبرامج التّلفاز، بالمقابل، كنت أشدّ النّاس إهمالاً واستهتاراً … بالصّلاة…!

كان وقت عرض مباريات كرة القدم، وقتاً مقدّساً لديّ كما هو عند الكثيرين، كنتُ أتابع الكرة التي تتنقّل بين أقدام اللاعبين بكل شغف واهتمام، ونسيت، أو تناسيت أو ربّما ذكائي لم يكن كافياً، لأدرك أنّ الحياة ملعب وأنّني أشبه بتلك الكرة التي تتنقل بين آلاف الملهيات في اليوم الواحد.!

كنتُ حريصة جدّاً، على إقامة علاقاتي وتحسينها، حريصة على عدم إضاعة وقتي، فأشغله بالدّراسة أو بمشاهدة التّلفاز، أو بسماع الأغاني، أو بالنّوم…

وآخر ما كنتُ أفكّر به – إن كنتُ أفكر به أصلاً ! – قراءة القرآن والصّلاة

خدعتني الدّنيا حتّى تلك اللحظة، اللحظة التي اختارت لي من بين كل من حولي رفيقاً واحداً، ليبقى رفيقي إلى الأبد

تلك اللحظة التي كانت بقصرها … كوخزة الإبرة، وبقسوتها … كالصفعة !

تلك اللحظة، التي أبكتني دماً، قتلتني ندماً، ولكن … هل يعود الزمن إلى الوراء ؟؟

هل يغيّر النّدم شيئاً ممّا حصل، هل يمسح تلك اللحظة من ذاكرتي؟؟ تلك اللحظة التي أضعفتني فوق ضعفي، تلك اللحظة التي رأيتُ نفسي بعدها في إحدى غرف المستشفى، وبجانبي صديقي الوحيد … كرسيي المتحرّك

تلك اللحظة التي حوّلتني إلى إنسانة عاجزة مشلولة، التي حولتني إلى طفلة تحتاج رعاية الآخرين كما كنتُ في طفولتي، تلك اللحظة التي جعلتني أفكّر بكلّ وقت أضعته… فوا أسفاه

وا أسفاه عليكَ يا عمري أضعتك بتوافه الأمور، وا أسفاه عليكِ يا نفسي تركتكِ تلهثين وراء الدّنايا …

تلكَ اللحظة التي جعلتني أندمُ على كلّ فرض أضعته، أندم على كلّ وقت تركتُ فيه صلاتي لأشاهد التّلفاز… على كلّ ساعة هجرتُ فيها القرآن لأقرأ المجلات والأخبار الفنيّة، على كلّ دقيقة شغلتُ فيها لساني بترديد كلمات الأغاني بدلاً من ذكر الله

تلك اللحظة التي جعلت أكبر أمنياتي أن أمرغ جبهتي بالتّراب في سجودي لربّ العزّة … ولكن يا ليتني أستطيع …

لم أكن أتوقّع أن تتحوّل أمانيّ من الإقامة في فيلا في أرقى المناطق، شراء سيّارة حديثة الصّنع، اقتناء مجوهرات، امتلاك الكثير الكثير من الأموال في عدّة حسابات بنكيّة …

لم أكن أتوقّع لهذه الأماني أن تتحوّل فتصبح أقصى أمانيّ أن أسجد، أن تلامس أطرافي الأرض وأمرّغ جبهتي في التّراب

أكان عليّ أن أمرّ بتلك اللحظة حتّى أدرك قيمة الصّلاة ؟!

أكان عليّ أن أتحوّل إلى إنسانة مشلولة حتّى أفهم معنى الصّلاة ؟!

وأنتَ … وأنتِ … هل تنتظران أن تكونا أبطال حكايتي حتّى تفهمان كلماتي ؟؟

هل تنتظران أن تحرقكما الدّموع حتّى تشعران بآلامي ؟؟

فلاش :: امحو يا رحمن وزري ::

http://saaid.net/flash/amho.swf

جزاك الله خيرا

اشكرك على المرور اختى روان