عالم الأطفال عالم نقي شفاف، تفوح منه رائحة البراءة والطفولة المرحة. هو عالم مليء بالمفاجآت والأحلام، فيـــه يمــرح الطفل و يلعب بعيداً عن صخب الدنيا و همومها.
يمرالطفل بمراحل مختلفة في طريق نموه الجسماني والفكري والنفسي وعادة ما يطلب من حوله أن يستجيبوا لمطالبه وحاجاته و رغباته. فكل مرحلة من عمره لها سماتها وحلاوتها المميزة… ولأن السنوات الأولى تعد من أهم السنوات في حياة الطفل لأنها تضع بذورها ودعائم شخصيته وكيانه كشخص سوي.
فابتدءاً من السنة الأولى في عمر الطفل يبدأ في اكتشاف كل ما يحيط به ويحاول أن يلمس كل شيء يصل إلى يديه… و لذلك يحسن إبعاد كل المقتنيات الخاصة والثمينة فهو لا يدري عن تلك المخاطر. و في نفس العام يتغير مزاج الطفل أكثر من مرة في اليوم، فأحياناً نجده هادئاً و أحياناً أخرى يجهش بالبكاء و يصرخ. وفي نهاية السنة الثانية وبداية السنة الثالثة من عمره يستطيع التعبير بالكلام البسيط، وببعضالجمل الصغيرة عما يريده، أيضاً عن الأشياء التي لا يحبها وعلى حفظ جمل أو مقاطع من أنشودة. كما أن الطفل في هذه السن يحتاج لرعاية أكثر و انتباه أكبر، ذلك لأنه يستطيع أن يدير التلفزيون و أن يعبث بأشياء كثيرة، لذلك يلزم مراقبته جيداً و رفع الأشياء الخطرة بعيداً عنه. أما عن تكوين حس المرح عنده فالطفل يتبع نمطاً تنموياً في تكوين حس المرح عنده يكون موازياً للنمو العقلي، و يؤثر في متابعة النمو.
هذه المتغيرات مثل الخلية الثقافيةو الفرص المتاحة للعب وإطلاق العنان للخيال دون كبح أو حرمان عن التعبيرو التساؤلات إضافة إلى الذكاء الذي تبين أنه في علاقة ارتباطية مع أنواع معينة من المرح.
الطــفـــل و المدرســــــة:
بدأ العام الدراسي الجديد… وما يحمله من مشاكل … خاصة بالملابس والكتب والدروس و المذاكرة… إلا أن تلك المشاكل محتملة، ودائماً تستطيع الأم تجاوزها بحنكة مع طفلها، و لكن المشكلة التي قد تقف عاجزة أمامها خاصة الأم للطفل الصغير الذييدخل المدرسة لأول مرة، و هي الشكوى التي قد تصلها من معلمة الطفل وأمهات زملائه بسبب عنف الطفل، و ميوله العدوانية تجاه زملائه في الفصل، التي كثيراً ما تصل إلى حد المشاجرات و الضرب الذي قد يترك بعض الآثار و الجروح التي لا ترضى عنها أي أم، و في هذه اللحظة تقف الأم عاجزة و تتساءل عن الأسباب التي صنعت من طفلها طفلاً عدوانياً، أما السؤال الصعب فهو كيفية مساعدته على التخلص من هذه الصفة السيئة، التي تجعله شخصية منبوذة بين أقرانه، مما يؤثر عليه في المستقبل. يؤكد خبراء التربية أن لهذه الصفة عدة أسباب منها ما يرجع لعوامل بيئية و بيولوجية، و منها أهمها المجتمع الذي يفرض على الطفل توقعات في السلوك حسب جنسه، فنتوقع من الفتى أن يكون عدائياً و منافساً في تصرفاته بينما نشجع الفتاة على التسامح و التعاون و السكون.
كما يؤكد أساتذة علم النفس أن من أسباب عنف الطفل هو الاضطرابأو المرض النفسي الذيقد يصيبه أو شعوره بالنقص الناتج عن شعوره بالذنب لشيء ما، أو عدم تفوقه في الدراسة أو نتيجة للمشاكل التي قد تقع بين الوالدين أوانفصالهما عن بعضيهما أو نتيجة لأساليب القمع الذي يمكن أن يمارسه الأبوان على الطفل و عدم إشباع رغباته باللعب و اكتشاف عوالم جديدة. كما إن للتلفاز دور في ترسيخ ثقافة العنف لدى الطفل و فلسفة الأقوى، من خلال أفلام الكرتون المختلفة. أما عن طرق التعامل مع الطفل العدواني فتتلخص في إعطائه فرصة أكبر للتعرف على الأشياء حوله، وعدم مقارنته بغيره و معايرته بخطأ ارتكبه أو بسبب تأخره الدراسي وقصوراستيعابه كما ينبغي مساعدة الطفل على الاختلاط بمن هم في سنه و اكتساب صداقات جديدة، وإبعاده عن مشاهدة العنف سواء من أفلام الكرتون أو من المشكلات العائلية وأخيراً ينوه على الانتباه للتصرفات و خصوصاً الأم لأن الطفل يقتدي بمن حوله.
طعام الطفل في أيام الدراسة:
مع بداية العام الدراسي الجديد، لابد أن تدرك الأم أن الطفل في هذه المرحلة يحتاج لعناية خاصة، و من أهم الأشياء التي يجب مراعاتها الطعام، و الذي يجب بالضرورة أن يختلف كماً و نوعاً عن فترة الأجازات و أن يحتوي على عناصر غذائية هامة تساعد الطفل على التحصيل.
فعلى عكس طعام الصيف الخفيف الذي يحتوي على الخضار و السلطات فيجب أن تحتوي وجبات الطفل على البروتين والأطعمة الغنية بالكالسيوم، مع الحرص على تناول اللبن ومنتجاته صباحاً و مساءاً، و كذلك البيض.
و أخـــــــــــــــيراً…
عندما يفقد الطفل الشعور بالأمان، وعندما تتلاشى أحلامه في جحيم منزلي، ويفقد ثقته بأقرب الناس إليه. وعندما يصبح غريباً عن أهله و عن بيته، وغريباً حتى عن نفسه، فهو وحده المؤهل و بامتياز للانحراف و الجريمة.
