قصة ممتعة.... الجزء الثاني

السلام عليكم جميعا…
هذي تكملة القصة…

فانبهرت نسمة مما قالته صديقتها، وبدأت بالبكاء وقالت: كيف حصل هذا؟ قالت نجمة: بصراحة بينما كنتن ذاهبات لجمع الرحيق، غلبني النعاس وغفوت، وبعد أن استيقظت لم أجده وبحثت عنه ولم أجده، واستمرت نسمة بالبكاء وحاولت لؤلؤة البحر تهدأتها واطمئنانها بالعثور عليه، ولكنها صرخت قائلة: لا… لا أصدق يا لؤلؤة أن العقد قد اختفى و سُرق من شخص آخر، وإنما هي خبيثة وسرقته لأن العقد كان قد أعجبها كثيراً، فقالت لؤلؤة لا يا صديقتي ، لا… أرجوك، لا تقولي مثل هذا الكلام عن صديقتنا… لا تسيء الظن بها، فهي صديقتنا ولا تفعل ذلك.
بكت نجمة وهي تقول: لماذا يا نسمة تتهمينني بالسرقة؟!.. لماذا لا تصدقي ما قلته لك، أنا بالفعل قد غفوت، ولا أعلم من أخذ العقد وأنا نائمة.

لكن نسمة لم تصدق كلام صديقتها واستمرت بالبكاء وهي تقول: ستغضب أمي مني، هذا العقد هدية من أبي لأمي وهي هدية عزيزة عليها، ليتني لم آخذه من دون علمها، وعادت تقول لنجمة: أعيدي العقد، أعيديه يا سارقة. فقالت نجمة: أمهليني يومان أبحث فيهما عن السارق الحقيقي فردت نسمة: كيف يومان! فبهذه الطريقة ستكتشف أمي اختفاء العقد، فقالت نجمة إذن أمهليني لحين وقت عودتنا للبيت فقط. فوافقت نسمة رغم أنها ما زالت غير مصدق لكلام نجمة، فذهبت نجمة وقررت لؤلؤة الذهاب معها وكانت لؤلؤة تهدئ نجمة في الطريق وتقول لها: لا تحزني مما قالته نسمة فكل ما قالته مؤكد أنه ليس من قلبها وإنما بسبب خوفها من ردت فعل أمها، ولكن أنت أيضاً يا عزيزتي قد أخطئتِ، كيف لم توفي بوعدك بالحفاظ على الأمانة وغفوتِ عنها؟… قالت نجمة: لم أكن أقصد الإهمال يا لؤلؤة ، وإنما غلبني النعاس فنمت. فبدأت الفراشتان بالبحث في كل أرجاء منطقة الزهور ولم تعثرا عليه وسألتا كل حشرة تصادفانها ولم تعرف عن العقد أي حشرة.

من جهة أخرى كانت الخنفساء ( ليل) قد وضعت العقد على عنقها وهي ذاهبة لبيتها. شاهدتها دودة أرض أسمها ( وجد) وقالت لها: ما أجمل هذا العقد يا ليل ، أخبريني من أين لكِ هذا؟! ، قالت الخنفساء وما شأنكِ أنتِ أيتها الدودة الفضولية؟ … أنه لي وهو لا يليق إلا بجميلة مثلي.

شكت الدودة في أمر هذه الخنفساء وقالت أعتقد أن هناك أمر غير طبيعي يتعلق بهذه الخنفساء السخيفة . بعدها التقت الدودة (وجد) فجأة بالفراشتين نجمة ولؤلؤة وسألت الفراشتان الدودة: ألم تشاهدي يا وجد عقد مرصع بالجواهر؟ أجابت وجد قائلة: الآن فهمت ما يحدث، فقالت الفراشتان: ماذا تقصدين بكلامكِ؟!، أوضحي لنا ، قالت الدودة : شاهدت الخنفساء الماكرة ( ليل) وهي تضع على عنقها عقد مرصع بالجواهر الجميلة ، قالت نجمة: نعم … نعم … هذا هو العقد الذي نبحث عنه، أنه لوالدة نسمة الريح، لقد سرقته بينما كنت نائمة، قالت الدودة وجد: بلا شك قد سرقته هي ، لأنها لم تكن طبيعية عندما سألتها من أين لها ذاك العقد … كم هي خبيثة ولا تكف أبداً عن عمل المتاعب . ذهبت الفراشتان مع الدودة إلى منزل الخنفساء وقد شاهدوها من نافذة منزلها وعلى عنقها العقد، قالت نجمة: هيا يا لؤلؤة أسرعي وأحضري نسمة إلى هنا لترى بعينيها السارق الحقيقي وتتأكد من براءتي، ذهبت لؤلؤة سريعاً وأحضرت نسمة ، فقالت لها نجمة: أطرقي باب بيت الخنفساء وستجدين عقد والدتكِ عندها حتى تتأكدي أني بالفعل لم أسرق العقد وأنا ليل هي السارقة.

طرقت نسمة الباب وفتحت ليل وفوجئت ليل بالفراشات الثلاث والدودة وكان العقد على عنقها، فحاولت إغلاق الباب سريعاً ولكن الفراشات منعنها من ذلك. قالت نسمة: كيف لكِ أن تأخذي شيء ليس لكِ يا سارقة، قالت الخنفساء: وجدتُ صديقتك نائمة فأخذته، فبتالي فأصبح لي؛ لأنه إذا لم آخذه أنا ستأخذه أي حشرة أخرى.

قالت نسمة: بسبب فعلتك هذه اتهمتُ صديقتي العزيزة بالسرقة … يا إلهي يا نجمة لا أعرف كيف أعتذر لكِ عما بدر مني، قالت نجمة: المهم الآن أن نسترجع العقد من ليل. فأمسكن بها جميعاً وانتزعن العقد منها، لكن الدودة ( وجد) فكرت أن الخنفساء ( ليل ) لا بد وأن تلقن درساً لا تنساه حتى تترك أفعالها السيئة وتبتعد عن اختلاق المشاكل. فاتفقن جميعاً على أن يفضحوها بين جميع الحشرات، إضافة إلى إخافتها وتهديدها بإغراقها في النهر إن عادت إلى مشاكلها ، فقالت الخنفساء: أرجوكم لا تُغرقوني في النهر… أعدكم جميعاً أن أتوقف عن أفعالي المؤذية فأنا بالفعل تائبة.

بعد ذلك عانقت نسمة الريح صديقتها نجمة السماء وهي تبكي من الخجل على ما قالته لصديقتها وقالت: آسفة يا صديقتي… آسفة جداً على كل ما بدر مني وعلى كل ما تفوهتُ به من كلام جارح ولا يليق بحقكِ، فردت نجمة السماء وهي تعانق صديقتها: لا بأس يا عزيزتي فأنا أيضاً قد أخطأت، حيث لم أهتم بالأمانة. قالت لؤلؤة البحر وهي تصرخ بصوت عالي من شدة الفرح: تحيا الصداقة… تحيا صداقة الفراشات… وعند عودت نسمة للبيت اعترفت لأمها بأنها أخذت العقد، وأخبرتها بالقصة كاملة وقالت أمها: هذا درس جيد لكِ يا ابنتي العزيزة، ولأنكِ صارحتني بما فعلتِ فلن أغضب منكِ ولن أعاقبكِ، ولكن بشرط أن تعديني بألا تكرري ما فعلتِ نهائياً، لأن فعلتكِ هذه جلبت الكثير من المشاكل وكدتِِ تفقدي صديقتكِ العزيزة ، فوعدت نسمة أمها بذلك. ومن جهة أخرى تعلمت نجمة: أن تنفذ ما تقول وما تعد به وتحافظ على الأمانة، ولؤلؤة أيضاً استفادت من المواقف واتخذتها عبرة وعظة، بينما الخنفساء تابت بالفعل عن فعل الشر واختلاق المشاكل، وقررت أن تصادق باقي الحشرات وتكون معهم في السراء والضراء.

ما يستفاد من هذه القصة:

  1. عدم الإساءة بالظن.

  2. الحفاظ على الأمانة

  3. عدم توجية التهمة لأي شخص بدون دليل.

  4. عدم أخذ الأشياء التي لا تخصنا بدون إذن أصحابها.

  5. الابتعاد عن السرقة و الأعمال السيئة.

  6. الحفاظ على ممتلكات الآخرين.

  7. مساعدة بعضنا البعض في السراء والضراء.

  8. تقديم النصيحة الحسنة.

  9. الاستفادة من تجارب الآخرين في الحياة وأخذ العبرة والعظة.

  10. التعاون على حل الخلافات بالطريقة السلمية وبالتفاهم.

نهايه جميلة تمنياتي لاخيك بالتوفيق

مشكورة اختي…

على مرورك…

ihhhhhhj