نحن والبيئة

جريدة الرياض اليومية

مساحة خضراء
نحن والبيئة

[B]د. محمد بن عبدالعزيز الشريم[/b]
نحن والبيئة من حولنا، ما نوع العلاقة المفترضة بيننا وبينها؟!
هل علاقتنا بها إيجابية أم سلبية ؟!
هل استفدنا من الكم الهائل من المعلومات التي انكبت علينا في العقود الأخيرة حول تلك العلاقة؟
بيئتنا هي المحيط الذي نعيش فيه بشكل مستمر ونتفاعل معه ومع مكوناته دون انقطاع.
تفاعلنا مع بيئتنا أو تعاملنا معها ينطلق في البداية من نظرتنا نحوها.
وهذه النظرة -أو الرؤية- تحكمها أمور عدة.
وعلى هذه النظرة يعتمد السلوك الإنساني الذي يسير -في الغالب- لتحقيق أهداف لا تختلف كثيرا عن المنطلق الذي بدأت منه تلك الرؤية.
لابد أن يكون السلوك الإنساني نقطة للانطلاق نحو تعامل إيجابي راق مع البيئة من حولنا.
كثير من الحديث الذي يدور هنا وهناك عن البيئة يقدم رؤية مثالية للتعامل مع البيئة، ولكن الطموح للوصول إلى المثالية كثيرا ما يكون واحدا من أكبر العوائق التي تحول بيننا وبين الاقتراب منها، أي المثالية، فما لا يدرك كله لا يترك جله.
والمثالية في التعامل مع البيئة -كما تطرح- لا يمكن أن يتحقق قرينها على صعيد السلوك الإنساني، لكننا نملك ثروة هائلة ورصيدا ضخما من المعلومات والتجارب التي لو أحسنا الاستفادة منها لأصبح تعاملنا مع البيئة أكثر واقعية وإشراقا.
عالمنا اليوم يحتاج إلى مساحات خضراء يتنفس من خلالها هواءً نقياً نحن بأمس الحاجة إليه في أيامنا هذه. ولعل هذه الزاوية تكون إحدى هذه المساحات التي نقدم فيها رؤى ونظرات في بيئتنا المحيطة وحولها حتى نستشعر أهميتها وندرك حجم مسؤوليتنا نحوها، كما نستطيع -في الوقت نفسه- الاستفادة من خيراتها والاستمتاع بنعمائها دون أن نقع في منزلق الإفساد في الأرض الذي لم تسلم منه كرتنا الأرضية في عقودها الأخيرة، ويتحمل مسؤوليته -بدرجات متفاوتة- البشر جميعهم.
لا ننسى عدة واجبات لا نستطيع التخلي عنها نحو بيئتنا: دينية، صحية، وكذلك الأجيال القادمة…
@ عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط - جامعة الملك سعود