لماذا لاتدمع عيننا من خشية الله؟

يشكو معي جماعة المقصرين أمثالي من قلة البكاء من خشية الله،،،فلماذا يحرم البعض من هذه النعمة؟؟؟؟
حيث أن فضل البكاء من خشية الله عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله_ وذكر منهم:رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” متفق عليه.
فقد بّين تعالى سبب قلة البكاء من خشية الله تعالى في قوله تعالى: “كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا ي**بون” (المطففين) ،،أي بسبب أعمالهم حجبت قلوبهم عن الخير وازدادت في الغفلة.
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : “لأن أدمع من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار!”.
وقال كعب الأحبار: “لأن أبكى من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتيّ أحب إليّ من أن أتصدق بوزني ذهباً”.

يحيون ليــــــــــلهم بطاعة ربهم *** بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم *** مثل انهمال الوابل الهطال

ما الذي جعل هولاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا نبكي؟!
أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلوا الاخره نصب أعينهم في حال سرهم وجهرهم عندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم.
أما نحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبنا وجفت عيوننا !!

قال تعالى : {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} (مريم)
وقال تعالى عن أهل الجنة: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور)
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: “لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع”.
وقال “عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”.

اللهّم أرزقنا جنتك و أذقنا لذة الخشـــوع ،، اللهم آمــــين