دعوة لنتذكر نعم الله تعالى علينا

[SIZE=5]الحمد لله حمدا كثرا طيبا مباركا فيه ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شاء من شئ بعد ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد

[COLOR=darkred]أيها الأخوة الأحباب والأخوات الفاضلات هذه دعوة لنتذكر نعم الله عز وجل علينا ثم نتذكر ما في مقابل هذه النعم العظيمة من تقصير في حق الله تعالى – نسأل الله العفو والمغفرة – لعل هذا أن يكون دافعا لنا نحو شكر تلك النعم ونحو الطاعة

اللهم لك الحمد ولك الفضل ولك المنة أنعمت علينا بالإسلام ولم تجعلنا من عباد الأوثان ولا من النصارى الضالين ولا من اليهود المغضوب عليهم ، فضلا منك سبحانك بغير عمل عملناه ، فيا لها من نعمة عظيمة ، فكيف بي و بك أخي الحبيب لو تصورنا أنفسنا من الهندوس الذين يعبدون البقر أو من البوذيين الذين يعبدون الأصنام أو من النصارى الذين يعبدون البشر والصلبان ، يذهب عمرنا كله سدى وفي الآخرة نكون من الخاسرين ، ف ( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ) ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ )

اللهم لك الحمد ولك الفضل ولك المنة أن هديتنا لمنهج أهل السنة والجماعة ولم تجعلنا من أهل الزيغ والضلال ، ويا لها من نعمة عظيمة ، فكيف بنا لو كنا من الرافضة أو المعتزلة أو غيرهم من أهل الضلال ، فلله الحمد على تلك النعمة العظيمة

طاعة الطائعين لا تنفعه ومعصية العاصين لا تضره فهو القائل في الحديث القدسي ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ) ومع ذلك تكرم على الطائعين بالثواب وعلى المذنبين بالمغفرة إن هم تابوا وأنابوا فله الحمد وله الفضل وله المنة

توبة التائبين لا تنفعه ومعصيتهم لا تضره ومع ذلك تفضل علينا فدعانا للتوبة ودعانا لغفران الذنوب ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) ، وهو سبحانه الغني عنا وعن توبتنا ولكنه رحيم ودود ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح ) فله الحمد وله الفضل وله المنة

حين يكون الإنسان في كرب عظيم في هم وضيق فقد انعدمت الأسباب لكن مسبب الأسباب حي قيوم فيدعوه فيستجيب فله الحمد وله الفضل وله أن تكرم أن أجاب المضطر إذا دعاه ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )

سبحانه جعل في ذكره اطمئنانا للقلوب وشرحا للصدر وذهابا للهموم والغموم فيا لها من نعمة عظيمة فله الحمد وله الفضل وله المنة[/color]

نعم الله عز و جل علينا لا تعد ولا تحصى وأنا هنا أوجه الدعوة لأن نتذكر سويا بعضا من تلك النعم العظيمة ، وفي انتظار مشاركاتكم[/size]


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بعدد خلق الله وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته