محامي ذو ضمير!

محامي ذو ضمير

by كتابة. كيفين ميلر

[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif][SIZE=4]
مقال عن: إد سيسام المحامي الأول بشركة سيسام و واتجي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليس كثيرين من هم يفكرون أن يصيروا محاميون كي يحاربوا محامياً آخر. كان هذا هو حال إد سيسام المحامي الأول بشركة سيسام و واتجي و الذي لم يكن أمامه خيار آخر. فبعد أن تعرض للظلم و أنهيت شراكته بعدد من وكالات التأمين و رُفعت ضده دعوى بالمحكمة لشروعه في تأسيس شركة جديدة. أصبح إد و زوجته دوروثي مفلسون تماماً. حتى أنهم لم يقدروا على دفع أتعاب الدفاع عنهم لذا قررا الزوجين بإلقاء أنفسهم داخل القضية و ذلك بالعمل جنباً الى جنب مع محاميهما و الذي بدوره إتفق معهما على التنازل عن أتعابه في حالة فوزه بالقضية. في النهاية قرر إد أن ينتقل بالأمور الى مستوى آخر إذ يقول “شعرت و كأنني طبيب تعرض الى عدوى فقرر على آثرها الذهاب الى كلية الطب كي يجد علاج لمرضه. و في حالتي و بما إني أواجه مشكلة قانونية فقد قررت أن التحق بكلية الحقوق كي أجد حلاً لها.” تمر السنين و يتضح فيما بعد أن هذا القرار كان من أفضل القرارات التي إتخذها إد طوال حياته.
مستقبل واعد
لم يخطر قط ببال إد حين كان شاباً أن يصبح حمامياً. فقد بدأ حياته العملية بقسم المبيعات بأحد شركات الأجهزة المنزلية ثم إنتقل بعد ذلك للعمل في مجال التأمينات. إعترافاً منه بتميز قدرات إد، فقد عرض رئيس مجلس إدارة شركة التأمين عليه أن يكون شريك معهم لتأسيس و كالات تأمين جديدة. و ذلك بأن تستثمر الشركة مالها و تكون شراكة إد بعلمه و مجهوده و بأن يكون المقابل حصول إد على ملكية جزئية في وكالات التأمين و كذلك نصيب في الفوائد. بناءاً على ذلك قرر إد أن ينضم الى المشروع و قبل مرور خمس سنوات كان إد قد أسس مكاتب للشركة بالولايات التالية. منيسوتا، ميتشيجن و ويسكنسيس و كذلك وظف أكثر من مائة وكيل ليعملون بالوكالات. يقول إد كنا محظوظين جداً فقد كنا نملك و قتها بيتاً رائعاً و طائرة خاصة و كنا نقود أكثر السيارات جمالاً و غلواً. لكن أثبت هذا النجاح أنه نجاح عمره قصير. ذلك أنه بعد أن أصبحت الوكالات في قمة نجاحها، نشأ نزاع فيما يخص ملكية إد للوكالات و رفضت شركة التأمين أن تحترم إتفاقها معه. إعترض إد بشدة لكن لم يكن هناك مجال حتى للتفاوض و بالتالي تم إخراجه من الشركة. تقول دوروثي زوجته “أخبرني إد أنه إنتهى. لكني لم أستوعب الفكرة و قلت له كيف إنتهيت و أنت تمتلك وكالة التأمين.” فبعد إستشارة المحامي الذي كان رأيه أن لا يدخل في نزاع قضائي لما قد يكلفه من مال كثير و وقت طويل قبل البت في القضية، قرر إد في تأسيس وكالة تأمين آخرى. و في غضون شهور كان يعمل تحت يديه ۳٠ وكيل. بدت الأمور و كأن الحياة بدأت تبتسم لعائلة سيسام لكن لم يحدث هذا، إذ رفعت شركة التأمين التي كان شريك فيها دعوى قضائية ضد شركته الجديدة و ذلك لكي تمنعها من أن تنافسها. على الرغم من حكم المحكمة الذي قضى بشرعية المنافسة إلا أن هذا الصراع القضائى قد تكلف كثيراً و دمر و كالة إد الجديدة. و بدأت الضائقة المالية تعود من جديد و لكن بدأت أيضاً المعركة القانونية الكبرى في حياة إد.
صديق و حليف
إكتسبت فيما بعد عائلة سيسام صديق و حليف و ذلك في شخص جالين واتجي المحامي و الذي وافق على تولي قضيتهما على الرغم من عدم مقدرتهما على تغطية أتعابه. و بمرور الوقت أخذت القضية تتطور مما ترتب عليه ترك جالين قضايا آخرى و أصبح وضعه المالي مهدد بالإنهيار. عند هذا الحد بدأ إد و دوروثي يعملون جنباً الى جنب مع جالين. خلال تلك الفترة وضح تأثر جالين بصلابة إيمان إد و ثقته في أن الله سينجيهما من هذا الموقف، حتى حين أغراه محامي الخصم بترضية في القضية، قابل “إد” العرض بالرفض التام. تأثر جالين بإيمان إد الى الدرجة التي جعلته أيضاً يضع ثقته و إيمانه في الله.
شريك صامت
إستقبلت العائلة سيسام فترة إستراحة و ذلك حين ظهرت علي السطح حجج يمكن إستخدامها ضد شركة التأمين لكن كان إثبات تلك الحجج قد يتكلف الكثير. في نفس الوقت كانت شركة التأمين تقوم بكل ما في وسعها بأن تماطل في التحقيقات على أمل أن يفلس جالين و فريقه العامل معه.
في الوقت الذي بات و كأنهم يجب أن يستسلموا، تلقى جالين مكالمة من أحد العملاء طالباً منه أن يستثمر ماله في الدفاع عن قضية إد و ذلك بحد أدنى يقدر بالملايين من الدولارات. ليس ذلك فقط فقد عرض نفس العميل تمويل دراسة إد للقانون و التي كان إد قد بدأها بالفعل. بفرحة غارمة قَبلا إد و جالين العرض. يقول إد “كان هذا شيئاً لم أكن قد سمعت به من قبل او من بعد. فأنا أنظر للأمر على أنه كان إعداد من الله.” إعترافاً منهم بالهزيمة فقد قررت شركة التأمين سحب القضية. و نتيجتاً لذلك إستعادت عائلة سيسام كل المال الذي صرِف على القضية خلال خمس سنوات. كما حصل إد على شهادة الحقوق و تبعته دوروثي و درست هي أيضاً القانون.
حياة جديدة في القانون
فبعد أن عمل إد عاماً كاملاً مع جالين، إفتتح إد شركته الخاصة و التي تخصصت في قانون العاملين. إنضمت دوروثي كذلك للعمل مع زوجها و ذلك بعد أن أنهت دراستها. نمت الشركة نمواً ملحوظاً و بعد عشرة سنوات دعوا الزوجين جالين للعمل معهما. كان هدفهم أن يمارسوا القانون بطريقة تتميز بأخلاقياته و معني سامية، طريقة يخدموا بها الآخرين بدلاً من إدخال الحقد بين الناس و هو ما يحدث في العمل القانوني. كذلك فهم يؤمنون أيضاً أن كون الإنسان محامياً فهو بمثابة أداة الله للخير و ليس للكسب الخاص. تقول دوروثي “أعلم أنني قد ساعدت بعض الناس في ترتيب أمور حياتهم و في تخفيف الآمهم و هذا هو النجاح الحقيقي بالنسبة لي.” كذلك يوافقها إد في الرأي و يقول “أعتقد أن إيماننا هو الذي علمنا كيف نمارس مهنة المحاماة، فمن هذا الفكر قررنا أن نمارسها بسلوك أخلاقي حيث الحق و الشرف و العدل و الإحترام، إذ أن إحترام العميل و الخصم أيضاً هما من أشد المبادئ التي نتمسك بها. أؤمن أن كل هذا النجاح ينسب للرب. فنحن لا نختار عملائنا و لا نعرف من سيكون ممثلاً للطرف الآخر كذلك لا نعرف من هو القاضي الذي سيتولى القضية لذا فنحن لسنا مسئولين عن الكثير بل تنحصر مسئوليتنا في مجهودنا في العمل و في تكدس العمل و أخيراً في أخلاقياتنا الثابتة. أما بخصوص أي شئ آخر فيجب أن يكون عندنا إيمان و ثقة بأن الله سيزودنا به.”
[/size][/font]