رجل الصرافة الذي لا يحب المال!

رجل الصرافة الذي لا يحب المال

by كتابة. كيفين ميلر

[FONT=Arial, Helvetica, sans-serif][SIZE=4]
[B]عن: بول ليندهولم أحد ملاك بنك سيكيوريتي ستيت

لدى كثير من الناس صورة في أذهانهم عن رجل الصرافة بأنه كان يدخر منذ طفولته كل سنت. و لكن لحسن الحظ أن "بول ليندهولم" من "فيرجس فولز" بولاية "مينيسوتا" لا ينطبق على هذا النموذج من الناس على الإطلاق و ذلك لأنه ربما أدرك وجود ما هو أهم في الحياة من المال.
[B]إتباع خطة الله
[/b]بدأت حياة "بول" بعيداً كل البعد و أكثر من ما نتخيل عن عالم البنوك. فقد كانت بداية حياته في مزرعة والده في ريف "مينيسوتا". لكن كلما كان يمضي بـه الوقت في المزرعة كلما إزداد إحساسه بأن قَدَره سيكون في مكان آخر. نظراً لإستمتاعه بالجانب المالي في المزرعة فقد قرر أن يحصل على شهادة في إدارة الأعمال. كان قرار ذهابه للدراسة خطوة عاصفة به و بعائلته إذ كان متزوجاً و عنده ثلاثة أطفال. لكنه كان هو و زوجته واثقين من أنهم يتبعون خطة الله في حياتهم. أتم "بول" دراسته في سنتين فقط بدلاً من أربعة سنوات و بتفوق مظهراً بذلك حبه و إنجذابه نحو العمل الشاق و الذي كان قد عرفه من قبل بمزرعة والده. كان بعد تخرجه يستقبل العديد من عروض العمل من شركات كبيرة و لكنه لم يكن يرغب أن يعيش في مدينة كبيرة. لذا فقد قبل العمل بأحد البنوك الصغيرة في بلدة يقدر تعداد سكانها بـألفين نسمة فقط. بدأ في الينك كصَرّاف و قبل أن يمضي ثلاث سنوات تم ترقيته و تعيينه لإدارة بنك آخر أكبر و يقع في بلدة آخرى. أدار "بول" هذا البنك مدة ۱٧ سنة و خلال هذة الفترة كان قد أقام علاقة قوية و قريبة بمالك البنك لدرجة أن هذا المالك وعد "بول" بإمكانية شراءه البنك بعد وفاته. مع ذلك فحين توفى المالك و قرأوا وصيته فلم يجدوا فيها شيئاً عن إتفاقهما. يقول "بول" شعرت بأنه غُدِر بي، كان ذلك الرجل أميناً في أشياء كثيرة فلما لم يكن أميناً معي؟.
[B]إختطاف الفرصة
[/b]على الرغم من خيبة أمله إختطف "بول" فرصة شراء بنك كان معروض للبيع و عين إبنه كذلك معه و كان ذلك مصدر فرحة كبيرة له. بعد مُضي ۱۰ سنوات تمكن "بول" من دفع كل القروض التي إقترضها لشراء البنك. ثم سمع بعد ذلك عن بنك أكبر آخر معروض للبيع و قرر شراءه أيضاً. لم يمضي وقتاً طويلاً حتى تمكن من تسديد قروضه و التي كانت تقدر بـثلاثة ملايين دولار و الآن فأن معظم أفراد عائلته يعملون في الأعمال المصرفية. ينسب "بول" نجاحه الى إتفاق مالي كان قد أبرمه مع الله في بداية حياته حيث كان طفلاً صغيراً يشد الحشيش في مزرعة والده لكي يربح قليل من المال. كان الإتفاق ينص على أن "بول" يعطي لله ۱۰ سنتات من كل دولار واحد. بمرور الوقت بدأ "بول" يعطي ٢۰ ثم ۳۰ ثم٤۰ ثم ٥۰ في المائه و أكثر من دخله للمؤسسات المسيحية. فقد كان هذا نموذجاً إقتضى به بعد والده. يقول "بول" حينما كان أبي يربح مالاً أكثر فبدلاً من رفع مستوى معيشته كان يزيد من عطائه. إن العطاء بهذة الطريقة ساعد "بول" أن يعي أنه لا يملك شيئاً و إن كل ما يملكه ما هو إلا هبه من الله و بالتالي فإن إرجاع المال لله هي طريقته للإعتراف بهذة الحقيقة و برغم هذا التصرف فلم يتعرض "بول" أبداً الى ضائقة مالية.
 يقول "بول" يوجد ما هو أهم من المال في الحياة و أن العطاء ليس أبداً النهاية بل كذلك تغيير حياة الناس. أن يكون لك علاقة جيدة بالله، أن تكون موضع ثقة، مسانداً، متفاهماً و مساعداً الآخرين أن يستعدوا لأبديتهم. كل هذة تعطي الرضاء في الحياة.
[/size][/font]