الحائط الخامس

جريدة الرياض اليومية

[CENTER] الزوايا الأربع
الحائط الخامس
المصمم - [B]ناصر المطوع[/b]
لقب أخذته الأسقف منذ عصور قديمة، وبالتحديد عندما اهتم فنانو العمارة في عصورهم بتفاصيل وجماليات الأسقف حالها حال حوائط الفراغ.
هذا الأمر نلاحظه لدى الأوروبيين في عصورهم الوسطى من خلال القصور والكنائس والمعابد، وللصينيين باع طويل في ذلك ولا سيما في فن الرسم، كما هي الحال في العمارة الإسلامية التي أبدعت في صناعة القباب وإضافة خطوط زخرفية جديدة تتمثل في كتابة بعض الآيات القرآنية وبعض الأنماط الزخرفية النباتية.
من هذا الاهتمام اطلق مسمى الحائط الخامس عليها.
ولعل ثورة هذا العصر الحديث ثارت على تلك التفاصيل الكثيرة، بالاتجاه الى نهج البساطة واعتمادها جمالياً ولونياً.
ولكن نتائجها لم تكن فعالة بشكل كبير في الغاء فكرة هذا الحائط الخامس (السقف) فنهجها الفني الجديد لم يستطع ان يصمد بدون الاسقف المستعارة - اياً كان نوعها - وان خففت من تفاصيله كثيرا.
حيث إن ما أحدثته هذه الثورة في عالم الإنارة والتكييف وأنظمة البناء جعلت العودة إلى الأسقف المستعارة أمراً لا بد منه.
مما استدعى الاستفادة منه جمالياً، والاهتمام بتفاصيلها البسيطة.
كأن يكون السقف متعدد المستويات، وضع بعض الزخارف الناعمة في الإطارات، وتكوين القباب بأشكالها.
وتستكمل جمالياتها بالاستفادة من الألوان والرسومات أحياناً.
وهناك العديد من الأمور تجعلنا نلجأ الى ذلك الحائط الخامس ومنها:
- إخفاء عيوب ومستويات غير مرغوب فيها أو لتمرير قنوات التكييف.
- الإضافة الجمالية للفراغ.
- الحرية الأوسع لاستخدام الألوان.
- الترابط الفني بين عناصر الفراغ الواحد (أرضيات - جدران - أثاث).
- مساحة فنية كبيرة لتوزيع الإنارة وتوظيفها.
- تحديد هوية الفراغ الفنية أما على المدرسة الكلاسيكية أو الحديثة أو حتى الإقليمية أو الريفية وغيرها.
- تجزئة المساحات الكبيرة إلى أجزاء اصغر كركن للضيوف وأخرى للقراءة وحتى مكان طاولة الطعام العائلية.
وبقدر ما للأسقف المستعارة من فوائد وظائفية وجمالية تزيد عن ذلك، إلا انها ليست ذات ضرورة ملحة في بعض الاحيان، ولا سيما إن لم تضطرنا لها تلك الاسباب.
حيث يمكن لنا الاكتفاء بكرانيش تربط ما بين الحائط والسقف.

[EMAIL=“nasser@alriyadh.com”]

nasser@alriyadh.com

[/EMAIL]
[/center]