الطالب في سوق العمل !


جريدة الرياض اليومية
الزوايا الاربع
الطالب في سوق العمل !!

المصمم : [B]ناصر المطوع[/b]
من تلك الزاوية أعلن بعض الطلبة وحديثي التخرج الأسبوع الماضي عن معاناتهم من الخطوط المتوازية والبعيدة عن بعضها، بين دراساتهم الأكاديمية وحياتهم العملية.
وأنا من هنا، سأختتم كل موضوعات الزوايا للأسابيع الثلاثة الماضية، والتي خصصتها عن العلاقة الهامة بين الخريج وسوق العمل.
سأختتم برسائل صغيرة اجتهدت مع بعض من المهتمين بهذه القضية.
حاولنا حثيثًا أن نبتعد عن موضوعين عند طرح هذه الرسائل، وهما :
أولا - قضية المناهج وتطويرها، بدءاً من التعليم العام ،وصولا للتعليم العالي.
ثانيا - التفصيل والشرح لهذه الرسائل القصيرة، والتي تحتاج جهداً ودراسات من أطراف مختلفة بخبراتهم وتخصصاتهم، للوصول الدقيق لنتائج تخدم هذه القضية بشكل علمي مدروس.
دعوني أذهب إلى تلك الرسائل القصيرة :
“البداية لابد أن تكون تأهيلية، حيث يبدأ الطالب بتعلم أدوات تساعده في تأهيله، كبرامج الرسم، واللغات، ونحوهما من الأدوات المهنية”.
“ينطلق بعدها الطالب لتخصص علمي دقيق، بعيدًا عن المواد العامة، والتي تسمى بمتطلبات الجامعة، التي درسها الطالب تكرارا بالتعليم العام”.
“استراتيجية واضحة لكل كلية وتخصص، تسعى الإدارة وأعضاء هيئة التدريس معا بتحقيقها بشكل جماعي دون الجهود الفردية للبعض دون الاخر”.
“منتديات لكل تخصص على شبكة النت، وترعاها وزارة التعليم العالي - مثلا -، تكون نقطة تواصل بين الطلبة مع بعضهم في جامعتنا، وتكون نافذة لهم على منتديات مماثلة بجامعات عالمية”.
“الزيارات الميدانية، والتي من خلالها يلامسون تخصصهم على ارض الواقع، ويكون فيها إثراء مهني ومعرفي لهم”.
“أيام مفتوحة، يتحقق من خلال فعالياتها أهداف واضحة تخدم الطالب، بعيدا عن تلك المحاضرات والندوات العامة، والتي يمكن للطالب الوصول لها عن طريق وسائل اخرى”.
“دراسة قضية البحوث والمشاريع من ناحية الكم والكيف، خاصة تلك التي يثقل بها أعضاء هيئة التدريس ظهر الطالب في غير تخصصه”.
“استحداث إدارة جديدة في الجامعة، تتبنى التواصل مع القطاع العام والخاص لخدمتهم، بعمل أبحاث ودراسات لهم، وذلك بتسويق الإمكانيات الكامنة في الكليات، بأساتذتها وطلبتها ومعاملها”.
“استقطاب أصحاب الخبرات التعليمية والمهنية، من خلال محاضرات وندوات للتواصل مع الطلبة لنقل خبراتهم وتجاربهم”.
“عمل مشاريع استثمارية بين الجامعة والقطاع العام أو الخاص، يستفيد منها الكثير من الطلبة باختلاف اختصاصاتهم خبرة وممارسة”.
“تسويق بعض الطلبة الموهوبين والمتفوقين، لبعض القطاعات الخاصة لتتبناه بمراحل متقدمة”.
هذه الرسائل لم تكن تخمينات أواقتراحات لم تتجاوز حدود حبر القلم ، او سطور هذه الزاوية.
إنما هي ثمرة تواصلي مع العديد من الأشخاص كأعضاء هيئة التدريس داخل جامعاتنا وخارجها، وطلبة الدراسات العليا من المبتعثين خارج الوطن، والذين لمسوا الفارق الكبير بين حياتهم التعليمية هنا وهناك.
رسائل تحمل بحروفها حقائق، يجب علينا أن نتفاعل معها بحجمها الحقيقي الظاهر، بكل ما نملك من أدوات، وبأسرع ما نملك من وسائل.
هل نتذكر كيف تفاعلنا عندما أظهر التصنيف العالمي جامعاتنا، وهي في نهاية ركب الأمم، المتقدمة منها والمتخلفة معًا؟!
نريد شيئًا يجعل من كل خريج وخريجة أن يكون علماً بارزاَ، يتسيد في تخصصه.
نريدهم جميعا يعزفون نجاحاً، كما عزف خريجو كليات الطب على امتداد العقود الماضية.
أليسوا كلهم خريجي نفس الجامعة؟!
إذا بماذا تميزوا؟ ليحققوا كل هذا النجاح؟
“هي فقط الحياة الاكاديمة”…
وأخيرا ،، سؤال لكل من بيده قرار في جامعاتنا، ليسأل به نفسه، قبل أن يسأل :
أليس من حق أبنائنا في خضم هذه النهضة الاقتصادية الكبيرة لأمتهم، أن يستثمروها قبل غيرهم؟