القصور الفاطمية

القصور الفاطمية
دكتور محمود أحمد درويش

كان قصر الخليفة[1] الذي أطلق عليه القصر الشرقي الكبير يتوسط المدينة ويشغل مساحة أربعين فدانا ويشمل مجموعة من القصور، وأقام الخليفة العزيز بالله بن المعز (365ـ386هـ/975ـ996م) القصر الغربي الصغير والذي أتمه الخليفة المستنصر (427ـ487هـ/1035ـ1094م) في عام 459هـ(1066م) حيث بلغت مساحته ثلاثين فدانا.
ويذكر الرحالة ناصري خسرو “أن بيوت القاهرة كانت في عام 440هـ (1048م) من النظافة والبهاء بحيث تقول أنها بنيت من الجواهر الثمينة لا من الجص والآجر والحجارة وكانت معظم العمارات تتألف من خمس أو ست طبقات”.
ويتحدث وليم الصوري عن فخامة هذه القصور وأروقتها المرصوفة رصفا ثمينا وسقوفها المذهبة، والأعمدة الرخامية المتعددة الألوان، وقد اندثرت تلك القصور ولم يتبق منها سوى بضع لوحات خشبية منحوتة محفوظة بمتحف الفن الإسلامي.
ونستطيع أن نؤكد أن القصرين الفاطميين الشرقي والغربي تميزا بالأواوين الأربعة حول الساحة، ومن المعتقد أن القصر الشرقي كان يتكون من وحدتين كبيرتين تضارع كل منهما القصر الغربي في تخطيطه، وكان قوام كل منهما ساحة وسطى حولها أواوين.

[1] أنظر القلقشندي، أبو العباس أحمد، ت 811هـ/1408م، (1913ـ1919). صبح الأعشى في صناعة الإنشا، دار الكتب المصرية ـ القاهرة ، ج3 ص349. المقريزي، تقي الدين احمد بن علي بن عبد القادر، ت 845هـ/1442م، (1270هـ/1853م). المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، المطبعة الأميرية بالقاهرة، ج1 ص ص353ـ383ـ388ـ408ـ435. ابن تغري بردي، جمال الدين أبو المحاسن يوسف، ت 874هـ/1469م، (1939ـ1956). النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، دار الكتب المصرية ـ القاهرة، ج4 ص41. خسرو، ناصري، سفرنامة، (1945). ترجمة د0 يحيى الخشاب، لجنة التأليف والترجمة والنشر ـ القاهرة، ص ص46ـ51. فكري، أحمد، (1965). مساجد القاهرة ومدارسها، دار المعارف ـ القاهرة، ص ص21ـ 38.

مشكوووووووووووووووووور على المرور