الجامع الأقمر

[CENTER]الجامع الأقمر

دكتور محمود درويش[/center]

أمر بإنشاء هذا الجامع[1] الخليفة الآمر بأحكام الله، علي يد وزيره المأمون البطائحي عام 519هـ (1125م)، وهناك نص تأسيسي داخل افريزين على الواجهة بالخط الكوفي نصه: "فتى مولانا وسيدنا الإمام الآمر بأحكام الله بن الإمام المستعلي بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وعلى آبائهما الطاهرين وأبنائهما الأكرمين تقربا إلى الله الملك الجواد آمين …… السيد الأجل المأمون أمير الجيوش سيف الإسلام وناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو عبد الله محمد الآمري عضد الله به الدين وأمتع لطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته في سنة تسع عشرة وخمسمائة".
وصف المسجد
أقيم هذا المسجد على مساحة غير منتظمة من الأرض ويبلغ طول الضلع الجنوبي الشرقي (33.50 م) والشمالي الغربي (20 م) والشمالي الشرقي (37.50 م) والجنوبي الغربي (31 م)، إلا أنه تم تلافي اختلاف قياسات الأضلاع في الداخل بإنشاء حجرات متعددة الأغراض منها ثلاث قاعات مستطيلة صغيرة واحدة منها إلى يمين الداخل والباقيتان إلى يساره، وتستخدم القاعة الأولى من هاتين القاعتين مرقاة للمئذنة، حتى صارت مساحة المسجد منتظمة يبلغ طولها (28 م) وعرضها (17.50 م).
تعد الواجهة من أهم الواجهات الفاطمية التي يبغ طولها (20 م) وارتفاعها (12 م)، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام الأوسط منها بارز عن بمقدار (0.75 م) ويبغ طوله سبعة أمتار ويتوسطه المدخل، وعلى الجانبين جناحان يبغ طول كل منهما (6.50 م). أما القسم الأوسط فيتكون من ثلاثة أقسام رأسية ينقسم كل منها إلى ثلاثة أقسام رأسية ويقع الباب بالقسم الأوسط الرأسي ويعلوه عتب من صنج معشقة تعلوه طاقة معقودة بعقد مدبب يضم دائرة بها أربع دوائر الى جانب الأشكال المحارية. وبالقسمين الرأسيين طاقة بها دائرة ذات خوصات ، وأخرى مربعة عليها مقرنصات ، ومحراب معقود بعقد مدبب على عمودين يضم محارة ودائرة ذات خوصات. ويضم الجناح الأيسر طاقة صماء مستطيلة عليها طاقة مدببة ومقرنصة وإشعاعات حول جامة مستديرة، وهناك لوحة معينة مزخرفة وطاقة مستديرة ولوحتان على هيئة محراب، ونفذت على الواجهة ثلاث إزارات بالكتابة الكوفية.
يؤدي المدخل الذي يبلغ طوله أربعة أمتار وعرضه مترين إلى ممر مسقوف يؤدي إلى الرواق الشمالي الغربي الذي يشرف على الصحن بثلاثة عقود كما هي الحال بالرواقين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، وترتكز هذه العقود في كل جانب على عمودين وأربع دعامات بأركان الصحن الذي يبلغ طوله (10.15 م) وعرضه (9.75 م).
أما ظلة القبلة فيبلغ طولها (17.50 م) وعرضها (12.50 م)، وتشمل ثلاثة أروقة أوسعها رواق القبلة الذي يبلغ اتساعه خمسة أمتار بينما يبلغ اتساع كل من الرواقين الآخرين ثلاثة أمتار، وبين الأروقة بائكات بكل منها خمسة عقود موازية لجدار القبلة تقطعها عقود عمودية فيما عدا رواق القبلة.

[1] المقريزي. الخطط، ج2 ص290. الجبرتي. عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج4 ص318. فكري، أحمد. مساجد القاهرة ومدارسها، ج1 ص ص95ـ102.