رمــــــوز مصـــــر !

[CENTER] [CENTER] [RIGHT]رمــــــوز مصـــــر !

ليس بوسع المراقب أن يخفي قلقه من ترديد مقولة “إن مصر الآن خالية من الرموز”!، والأكثر قلقا أنها تصدر من صحف “خاصة” وشعبية ، واكتسبت في الآونة الأخيرة بعض المصداقية، أي أن ما تقوله ربما يجد صداه لدى القارئ، فلمصلحة من إذن ترديد مثل هذا الكلام؟!
بالتأكيد مصر تمر الآن بواحدة من أسوأ أزماتها عبر تاريخها الطويل: أزمة “سلطة” وأزمة “معارضة” وأزمة “بدائل”!
صحيح أن ثمة إجماعا بين القوى السياسية المصرية على انتهاء “صلاحية” النظام الحالي، غير أن المعارضة “الرسمية” وإكسسواراتها “غير القانونية” التي تنشط على هامشها ـ من حركات وجبهات وجماعات وما شابه ـ هي الأخرى إما غير مؤهلة وإما مخترقة وإما فاسدة .
مكونات المشهد السياسي المصري ـ الأكثر حضورا وتعبيرا عن نفسها ـ من سلطة ومعارضة رسمية هي في واقع الحال قوى مستنسخة تحمل ذات الجينات الحاملة لذات الصفات الوراثية المُخلقة لنطف الفساد والتزوير والإقصاء، ويكفي أن نشير هنا إلى أن واحدا من أكبر الأحزاب السياسية الرسمية استن سنة الحزب الوطني في تزوير انتخاباته الداخلية، وحزب أكبر منه تاريخا وجماهيرية أعلن مقاطعة انتخابات الشورى ، ثم قبل بدخول بعض أعضائه في المجلس ـ الذي قرر مقاطعة الانتخابات المؤهلة له ـ بالتعيين بقرار من رئيس الجمهورية!
وإذا كان “الوطني” يحتكم إلى السلاح والضرب في “سويداء القلب” لحسم معاركه الانتخابية، كما حدث في انتخابات مجلس الشعب في خريف عام 2005، فإن أحزابا سياسية مصرية معارضة وذات مرجعية “ليبرالية” حسمت معركة الرئاسة فيها بالسلاح وإراقة الدماء، ناهيك عن انتقال عدوى التأبيد والتوريث إلى غالبيتها، على نحو لم نعد نرى معه أية قيادة شابة على رأس هذه الأحزاب منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، بل إن بعضهم ظل على كرسي الرئاسة بما فاق بقاء الرئيس مبارك على مقعد الحكم! فضلا عن أن مواقف هذه الأحزاب ـ والقوى التي تنتعش على هامشها ـ من بعض القضايا والأزمات الإقليمية، أثبت أنها غير مؤهلة سياسيا لقيادة بلد إقليمي كبير في وزن وحجم مصر، وأثبتت التجرية أنها أحزاب وقوى “غير مسئولة” وتتصرف بانفعالية لا تليق بـ" رجال دولة"!
لعل هذا المشهد هو ما يثير حالة شديدة اللبس إذا ما شئنا إجراء عملية فرز لما هو موجود في دائرة الفعل السياسي الرسمي ، سواء في السلطة أو في المعارضة، لأن النتيجة المنطقية ـ والحال كذلك ـ ستكون عند النقطة التي تترك انطباعا بأن “جميعهم سواء”! وهي نتيجة خادعة، ولا تعكس الواقع على حقيقته ، لأن مصر(70مليون نسمة) ليست هي “السلطة” القائمة ولا “المعارضة” المستنسخة والمستفيدة منها، فعلى الهامش وفي الظل توجد قوى ورموز كثيرة مؤهلة ـ مهنيا وفكريا وسياسيا وأخلاقيا ـ لتكون بديلا لكل ما هو مفروض علينا فرضا ، سواء حكومة أو معارضة، رغم أن صلاحيتهما انتهت من زمان، ولم يعد يجدي معهما أي منشط سياسي، حتى لو كانت مادته الفعالة تملك قوى خارقة للعادة.

محمود سلطان[/right]

[/center]

[/center]

  [CENTER]abo Mohamed[/center]