أهمية الدقة في قياس ضغط الدم

منذ بداية هذا القرن، ودراسات ضغط الدم تشير إلى حقيقة أن كثيرا من الناس يتم قياسه لهم بما يعطي نتائج غير واقعية عن حاله لديهم، وتكثر اسباب ذلك. فهناك العديد من الدراسات التي عناوينها تدل على مضمونها، كمقالة الدكتور جونز المنشورة في مجلة رابطة أطباء الباطنية الامريكية عام 2003م القائل عنوانها «قياس ضغط الدم بدقة: التحديات الجديدة والقديمة
[FONT=‘Times New Roman’]وكانت المجلة الطبية البريطانية أصدرت سلسلة من أربع مقالات حول كيفية قياس ضغط الدم بشكل سليم في عام 2001م، طرحت عدة مبررات للحديث حول هذا الأمر وضرورة مراجعة الممارسة الطبية له.
يقول الدكتور أوين أوبرن في مجلة القلب البريطانية عام 2001م «بدخولنا للقرن الواحد والعشرين، فإن تقنية قياس ضغط الدم التي استخدمت في القرن الماضي آخذة في التغير. وهناك عدة أسباب لهذا، فاولا الزئبق مادة سامة، واستخدامها في الأجهزة الطبية شيء غير محبذ اليوم، والطريقة التقليدية لقياس ضغط الدم بالأجهزة المحتوية عليه آخذ في الزوال. وثانياً تمت ملاحظة أن الطريقة القديمة غير دقيقة في كل الأحوال برغم الاعتماد عليها لعقود عديدة، والأجهزة الآلية الحديثة التي تحل اليوم محل الأجهزة القديمة لا تعطي مجالا للاخطاء السابقة لاعتبارات عديدة. وثالثاً جهاز «قياس ضغط الدم في خلال 24 ساعة» يعطي قياساً أدق لضغط الدم خلال مدة طويلة مقارنة بقياسه مرة واحدة بالأجهزة القديمة».

ولقد لخص هذا الكلام الأمر برمته، فنحن كأطباء وبالتالي المرضى لدينا اشكالية تتلخص في اعتمادنا على قياس ضغط الدم في العيادة لتشخيص وجود ارتفاع مرضي له لدى إنسان ما، ويحتاج هذا الأمر إلى دقة في قياسه كي ما نكون دقيقين في تشخيصنا لارتفاعه ومتابعتنا لفائدة وسائل علاجه.

فالمقياس الزئبقي التقليدي آخذ في الزوال، وقد حلت محله الأجهزة الاخرى لقياس الضغط. وقياس الضغط عموماً بأي جهاز يحتاج إلى تهيئة المريض له بشكل سليم، كما يحتاج إلى حرفية ومهنية عالية لدى من يقوم بذلك عبر سلامة سمعه بالدرجة الاولى وفهمه كيفية القيام به على أساس علمي، فليس كل حالات قياس الضغط سواء.
لذا يلحظ القارئ الكريم أن هنالك العديد من الأمور المتعلقة بقياس ضغط الدم تطرح التساؤلات حولها لدى الأطباء والمرضى اليوم. ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة جوانب، الاول يتعلق بالتغيير الطبيعي لضغط الدم لدى الإنسان خلال اليوم، والثاني يتعلق بتقنية القياس في العيادة، والثالث يتعلق بالوسائل المتاحة للقياس من قديم وجديد في العيادة وفي المنزل، فقياس المنزل أصبح أمراً ضرورياً اليوم.

اولاً: تغير ضغط الدم لدى الإنسان

ضغط الدم لدى الإنسان يختلف من وقت إلى آخر بشكل طبيعي، لأنه متغير ديناميكي يتحرك داخل الجسم. فهو لا يستقر على حال البتة، يختلف في الواقع من نبضة إلى اخرى. وتؤثر العوامل التي تصنعه والتي لا تصنعه في مقداره من وقت إلى آخر.

وفي هذا يقول الدكتور «بيفرز» في المجلة الطبية البريطانية «إن الملاحظ والمتابع لضغط الدم عليه التنبه إلى أن هناك تغيرات بدرجة واضحة قد تنتاب مقدار ضغط الدم من لحظة إلى اخرى تحت تأثير عوامل عدة ربما لا يتنبه لها المرء فالتنفس شهيقاً وزفيراً، والانفعال العاطفي، والجهد البدني، وتناول الطعام، وتدخين التبغ، واختلاف حرارة الجسم والجو، وحصر البول، والاحساس بالألم لأي سبب كان، كلها تحدث تغيرات في ضغط الدم من وقت إلى آخر.

وكذلك يختلف الأمر أثناء دورة اليوم من الليل والنهار، فأقله أثناء النوم.

وأيضاً يختلف لدى الذكور عن الاناث، ويختلف البشر من الأعراق المتباينة حول معدل ضغط الدم الطبيعي لديهم.

ونحن لا نستطيع الغاء اثر هذه العوامل، لكن نستطيع الحد من تأثيرها عند قياسنا لضغط الدم، عبر التنبه اليها وأخذها في الحسبان حال ترجمة نتائج القراءات المختلفة». انتهى كلامه.

ثانياً: تقنية قياس ضغط الدم في العيادة

يشير التقرير السابع لعلاج ضغط الدم في اصداراته الأخيرة عام 2004م إلى جملة من الأمور المتعلقة بسلامة ودقة قياس ضغط الدم بقوله: «الدقة في قياس ضغط الدم أساس في نجاح علاجه، فأجهزة القياس سواء جهاز قياس ضغط الدم الزئبقي أو غيرها تحتاج إلى إعادة ضبط بشكل دوري منتظم، والمرء الذي يقيسه يحتاج إلى تدريب وإعادة تدريب بشكل دوري وفق المعايير الطبية المعتبرة، والإنسان المراد قياس ضغط الدم لديه يجب أن يهيئ من قبل الطبيب أو الممرض وعليه أن يتخذ وضعية خاصة أثناء ذلك».

[/font]

ميرسى على المعلومات الجميله دى

الله يجزيكم الخير
وشكرااا…