ابن_تيمية في عيون طلابه

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛

:: ابن_تيمية في عيون طلابه ::

سيرة ابن تيمية رحمه الله مشهورة ومعلومة للقاصي والداني، وقد ألفت فيها الكتب، وبسطت لها الصفحات، وعقدت ﻷجلها الندوات والمؤتمرات …

ومن شاء مزيد حديث عن سيرته؛ فإن أجمع ما كتب في هذا هو : كتاب ‘الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية’ من إصدارات دار عالم الفوائد.

وحسبي هنا أن أنقل طرف مما قيل عن شخصيته، ومنهجه، وعلمه، وصدوحه بالحق … إلخ، من خلال كلام معاصريه وتلاميذه.

:diamonds: :diamonds: :diamonds:

يقول الإمام الذهبي عنه : ‘هو أكبر من أن ينبه مثلي على نعوته، فلو حلفت بين الركن والمقام،
لحلفت أني ما رأيت بعيني مثله’.

يقول الإمام الحافظ البزار عن عنايته بالعلم منذ صغره :
‘ولم يزل منذ أبان صغره مستغرق الأوقات في الجهد والاجتهاد،
وختم القرآن صغيرا، ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه والعربية،
حتى برع في ذلك، مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث والآثار’.


ويقول أيضا : ‘وأول كتاب حفظه في الحديث
<الجمع بين الصحيحين> للإمام الحميدي، وقل كتاب من فنون العلم إلا وقف عليه’.

يقول الإمام الذهبي عن سعة حفظه : ‘الحديث الذي لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث’.

ويؤكد الإمام الحافظ المزي على هذا فيقول :
‘ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أتبع لهما منه’.


يقول عماد الدين الواسطي عن بذله وجهاده في سبيل الله :
‘إن الله تعالى قد رحم هذه الأمة بإقامة رجل قوي الهمة، ضعيف التركيب،
قد فرق نفسه وهمه في مصالح العالم وإصلاح فسادهم، والقيام بمهناتهم، وحوائجهم،
ضمن ما هو قائم بصدد البدع والضلالات وتحصيل مواد العلم النبوي؛
الذي يصلح به فساد العالم ويردهم إلى الدين الأول العتيق جهد إمكانه’.


يقول الحافظ البزار عن تواضعه : ‘وأما تواضعه فما رأيت ولا سمعت بأحد من أهل عصره مثله في ذلك، كان يتواضع للكبير والصغير، والجليل والحقير، والغني الصالح والفقير،
وكان يدني الفقير الصالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحديثه المستحلى زيادة على مثله من الأغنياء،
حتى إنه ربما خدمه بنفسه وأعانه بحمل حاجته جبرا لقلبه، وتقربا بذلك إلى ربه’.


يقول الحافظ البزار عن تعبده : ‘أما تعبده رضي الله عنه فإنه قل أن سمع بمثله، ﻷنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه، حتى إنه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له لا من أهل ولا من مال’.


ويقول أيضا : ‘وكان في ليله متفردا عن الناس كلهم، خاليا بربه رحمه الله، ضارعا مواظبا على تلاوة القرآن العظيم، مكررا ﻷنواع التعبدات الليلية والنهارية، وكان إذا ذهب الليلة وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنتها قبل إتيانه إليهم، وكان إذا أحرم بالصلاة تكاد تنخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام’.


ويقول هو عن نفسه رحمه الله : ‘وإنه ليقف خاطري في المسألة والشيء أو الحالة التي تشكل علي، فأستغفر الله تعالى ألف مرة، أو أكثر أو أقل، حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل’.

ويقول ابن عبدالهادي عن تفرغه للعبادة وهو في السجن : 'ولما أخرجوا ما عنده من الكتب والأوراق … أقبل الشيخ على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين، وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة انتهى في آخر ختمة إلى آخر سورة القمر : {إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.


ويقول أيضا عن تمسكه بالدليل : ‘إنه رضي الله عنه ليس له مصنف ولا نص في مسألة ولا فتوى إلا وقد اختار فيه ما رجحه الدليل النقلي والعقلي على غيره، وتحرى قول الحق المحض، فبرهن عليه بالبراهين القاطعة الواضحة الظاهرة’.

ويقول أيضا : ‘وتراه في جميع مؤلفاته إذا صح الحديث عنده يأخذ به ويعمل بمقتضاه، ويقدمه على قول كل قائل من عالم ومجتهد، وإذا نظر المنصف إليه بعين العدل يراه واقفا مع الكتاب والسنة’.


يقول ابن فضل الله العمري عن صدحه بالحق : ‘وكان ابن تيمية لا تأخذه في الحق لومة لائم، وليس عنده مداهنة، وكان مادحه وذامه في الحق عنده سواه’.

ويقول الحافظ البزار عن تورعه : ‘ولا زاحم في طلب الرئاسات، ولا رئي ساعيا في تحصيل المباحات، مع أن الملوك والأمراء والتجار والكبراء كانوا طوع أمره، خاضعين لقوله وفعله، وادين أن يتقربوا إلى قلبه مهما أمكنهم، مظهرين لإجلاله’.


يقول ابن عبدالهادي عن صبره : ‘فلما كان قبل وفاته بأشهر، ورد مرسوم السلطان بإخراج ما عنده كله، ولم يبق عنده كتاب ولا ورقة ولا دواة ولا قلم، وكان بعد ذلك إذا كتب ورقة إلى بعض أصحابه يكتبها بفحم، وقد رأيت أوراقا عدة بعثها إلى أصحابه وبعضها مكتوب بالفحم’.

كتبه/ أ وضاح بن هادي.
المصدر: صيد الفوائد.
المدير العام لمؤسسة نقش المعرفة

إعجاب واحد (1)