الإصرار على الأسوار رغم الأخطار

من الناحية الاقتصادية نناقش الموضوعات هنا، وفي الوقت نفسه لا ننفك عن النواحي الأخرى مثل الأمن والسلامة والجمال وحسن المظهر ونعرج قليلاً على التاريخ، وما دام التاريخ أسبق فليكن بالبداية أحق وبقية القول به تلحق، فبالأمس كنا نحارب مساكن الصفيح وجدرانها، وسقوفها ومظهرها، يوم أن كانت في الأحيان وكان الدافع لوجودها والباعث لها والمسبب في تواجدها عادات الناس وتوفر الصفيح هنا وهناك، فبقيت رغم الحرب القائمة عليها وأظنها متواجدة لكن بصورة أو بأخرى كنوع من المقاومة لكل ما وجد، لأن البقاء للاصرار فقد تواجدت حتى الآن بسبب اصرارها على أن تحتفظ بنماذج ولو خلف المدن وحول حماها ترقب التطور وتحافظ على الماضي. دعونا الآن من الاصرار وما كان من بيوت الصفيح فتلك حقبة من الزمن نسيناها ومضت، ودعونا نعيش الحاضر بما فيه، لقد ظهر الصفيح مع الإنشاءات والتسليح ومع البنيان كنوع من الدروع لحماية المشروع. والمستغرب أن يكون الحامي أضعف من المحمي وأخطر، إلا إذا كانت الحماية تعتمد هنا على سلاح الردع، أي إبقاء المارة بعيداً عن المشروع خوفاً من اضرار الأسوار التي تهددهم بالأخطار، فالملاحظ أن الضابط في مسألة السوار مفقودة على الأقل في الظاهر الذي يراه مستخدماً الطريق أو لنقربه أكثر من المنشأة ونقول: مستخدم الرصيف الذي تترصد حوله سكاكين حيوف من حدائق الأسوار، والتي تهزهزها الهبوب وتلعب بها الرياح ويتطاير منها مع اشتدادها صفيحة كاملة أو جناح، هذه الأسوار المتعددة تدل أن الجهود مبددة وأنها في ساحة القادم ممددة، لا تستند على مواصفات تحمي من الآفات، وتقي من التلفيات، ولكنها ربما وضعت لتجاوز فقرة في النظام على أن كل شيء تمام، مع أنه لا تمام ولا سلاح ما دام المار يضع يده على قلبه خاصة الهبوب ووقت اشتداد الريح حيث تسمع الصرير وترى الحديد يطير، ونقول للجميع يا الله السلامة يا رب.