البلاستيك لقياس تلوث البحار

ينتهي المطاف بمياه المجاري وما تحتوي عليه من مواد ضارة إلى البحر وتختلط مع مياهه. وقد طور باحثون ألمان تقنية للكشف عن هذه المواد الضارة، توفر على الخبراء عناء الإبحار لأخذ عينات من مياه البحر لفحص مدى تلوثها

تضخ مدن كثيرة مياه المجاري في الأنهار أو البحار التي تقع عليها. وهذه المياه تكون ملوثة بمواد ضارة كثيرة، كمواد التنظيف المنزلية والمحروقات والمبيدات. وهناك دول تقوم بتنقية مياه المجاري قبل ضخها في البحر أو الأنهار، ومع ذلك لا تكون هذه المياه نقية مائة بالمائة، وتحمل بقايا من الملوثات والمواد السامة التي تختلط لاحقا مع مياه البحار. يعمل نوربرت تيوبالد باحثا لدى "الهيئة الفيدرالية للملاحة البحرية وعلوم المياه"، التي تتولى فحص نوعية المياه على الشواطئ الألمانية في بحر البلطيق وبحر الشمال وفي أنهار البلاد وبحيراتها. وهو يُبحر عدة مرات سنويا لأخذ عينات من مياه عشرين إلى ثلاثين موقعا محددا في بحر البلطيق، ثم يملؤها في قارورات لفحص نوعيتها على اليابسة. لكن دقة هذه الطريقة في الكشف عن نسبة تلوث المياه لا تعجب الخبير الألماني " اعتمدنا حتى الآن على هذه الوسيلة لأخذ العينات، رغم معرفتنا، أن نتائجها تنطبق فقط على لحظة أخذنا لها. لكننا لا نعرف شيئا عن نسبة تلوث المياه في الفترة بين أخذ عينة وأخرى". لهذا السبب فكر تيوبالد وزملاؤه في وسيلة أخرى تكون أكثر دقة لقياس مدى التلوث بشكل دائم.


محطة لتنقية مياه الصرف الصحي

المواد الضارة تعشق البلاستيك

اهتدى تيوبالد إلى فكرة تطوير مجسات تتولى هذه المهمة، " سوف نعلق شرائط بلاستيكية في المياه ونتركها معلقة لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، وفي هذه المدة ستتراكم عليها المواد الضارة، ثم نقوم بجمع الشرائط البلاستيكية وتحليلها كما كنا نفعل حتى الآن مع عينات المياه". لا يزيد حجم هذه الشرائط البلاستيكية عن علبة سجائر، وهي تشبه أكياس البلاستيك، لكن يجري معالجتها بطريقة معينة، ويقول تيوبالد "إنها من حيث المبدأ وسيلة سهلة ورخيصة الثمن". المهم في هذه الطريقة، أن المواد الضارة والملوِّثة للمياه تعشق البلاستيك وتعلق به. فهل يكفي إذن وضع هذه الشرائط البلاستيكية في وعاء في البحر وجمعها بعد أسابيع لتحليلها في المختبر؟

المشكلة تكمن في التفاصيل

نهر الغانج في الهند من أكثر أنهار العالم تلوثا يقول نوربرت تيوبالد إن الأمر ليس بهذه البساطة " لأن المشكلة تكمن في التفاصيل". ويضيف "تواجهنا مشكلة تحديد معيار تلوث المياه. فنحن نحصل على كمية من المواد الضارة تقاس بالنانوغرام والبيكوغرام (الغرام الواحد يساوي مليار نانوغرام ويساوي ألف مليار بيكوغرام)، لكننا لا نعرف نسبة تركيز هذه المواد في مياه البحر". لا يكفي أن يعرف العلماء كمية المواد الضارة التي تتراكم على الشرائط البلاستيكية خلال أسبوع، بل عليهم أن يعرفوا أيضا كمية المياه التي تدفقت على شرائط البلاستيك خلال ذلك الأسبوع. في هذه الحالة فقط يمكنهم تحديد نسبة التلوث بدقة. لهذا الغرض توضع الشرائط البلاستيكية في علب معدنية صغيرة على شكل أقفاص في البحر بعد طلائها بمادة خاصة، ثم يأتي التيار ويلامس الشرائط ويؤدي احتكاكه بها إلى جرف الطلاء عن سطحها، ومن كمية الطلاء المتبقية، يعرف الخبراء كمية المياه التي تدفقت على الشرائط البلاستيكية. بذلك يأمل الخبراء في الحصول على معلومات دقيقة عن نسبة المواد الضارة والتلوث في المياه، بشكل متواصل. فرانك غروتيلوشن/ عبدالرحمن عثمان مراجعة: منى صالح

إعجاب واحد (1)

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله!
موضوع شائق أخي م. أحمد.
سُبحان ربّنا علّم الإنسان ما لم يعلم!
وجزاكم الله تعالى خيرًا وجعله في ميزان حسناتكُم.

إعجاب واحد (1)