الحجارة وفنون العمارة اليمنية

الحجارة وفنون العمارة اليمنية

* صنعاء - واس:
[FONT=Tahoma] لا غرابة أن تكون مدينة شبام اليمنية هي من احتضنت أول ناطحة سحاب في العالم، ولا غرابة أيضا من اندهاش السائح حين رؤية دار الحجر الشهير وهي تعتلي قمة صخرة ضخمة بأدوارها الأربعة؛ فصنعاء التي تعتبر متحفاً طبيعياً قائماً بذاته تدهشك بفنها المعماري المتميز وزخرفتها التي ليس لها مثيل.
جيولوجيا اليمن
فجيولوجيا اليمن تتميز بتنوع صخورها بسلسلتها الجبلية الممتدة من خليج عدن حتى شمال صنعاء. وقد استغل الإنسان اليمني منذ قديم الزمن هذه الصخور وصنع منها إبداعاته الفنية المعمارية المتميزة، حيث يقوم اليمنيون بجلب الأحجار من مناطق متفرقة من اليمن للتفنن في البناء. وتتميز هذه الأحجار بألوانها الجميلة المتعددة التي تصل إلى خمسة عشر لوناً وأكثر من 35 نوعاً.
ويذكر المهندس عبدالحكيم أحمد عثمان في كتابه (أحجار البناء والتشييد والصناعات التقليدية والاستخراجية في اليمن) أن هناك قرابة (383) موقعاً من الأحجار القابلة للتنمية أو الاستثمار. ويضيف أن أحجار البناء في اليمن لم تُستغل بعد الاستغلال الأمثل بالرغم من جودتها العالية التي تضاهي أجود أنواع الأحجار في العالم، حيث يمكن قطع بعض أحجار النايس والجرانيت بهيئة صفائح تصل إلى ثلاثة أمتار.
أنواع الحجر
وتتنوع أحجار البناء اليمنية بين عدة أشكال وألوان؛ فهناك حجر مناخي يتميز باللون الأخضر المتجانس والأخضر الفاتح ببقع بيضاء وأخضر بحبيبات سوداء، وحجر (ثبرة) ويتميز باللون الأخضر المتجانس وأخضر فاتح، أما حجر (توالب) فيتميز باللون الأصفر الفاتح، والحجر (القاعدي) ذو اللون الأحمر البني بحبيبات بيضاء، وحجر (رداعي- صباحي) ذو اللون الأحمر بحبيبات بيضاء, وحجر (الصريفة) بني فاتح، وحجر (بخراني) رمادي فاتح، والحجر العباصري ولونه وردي ويحتوي على عروق، إضافة إلى الحجر الصعدي ذي اللون الأصفر والأبيض.
وحسب إحصائيات رسمية عن مواد البناء المستخدمة في العمارة اليمنية يتضح أن أعلى معدل للبناء يجمع بين مادة الحجر والمسلح، خاصة في المدن الرئيسية والمزدحمة بالسكان، كمناطق أمانة العاصمة ومحافظات تعز وإب وحضرموت… كما أن استخدام مادة البلك أو البلك مع المسلح يحتل رقماً لا بأس به، وخاصة في منطقتي أمانة العاصمة وحضرموت، حيث يستخدم الطوب الأحمر المصنع بطرق عصرية في منطقتي حضرموت وصنعاء بشكل كبير. أما بالنسبة إلى الياجور، وبالرغم من منافسة الطوب الأحمر له، إلا أن استخدامه ما زال قائماً ولكن بشكل محدود في منطقة صنعاء.
اللبن البلدي
وبالرغم من تواجد مادة الطين في مناطق كثيرة في اليمن إلا أن الاستخدام الحالي لما يسمى ب(اللبن البلدي أو المحلي) يتراجع كثيراً؛ حيث تشير الإحصائيات إلى انحصار استخدامه في مناطق محدودة. واللبن البلدي هو طوب غير محروق يتم إعداده من خلط وتخمير المواد الطينية اللدنة مع إضافة مواد منشفة مثل التبن، ومن ثم قولبته وتجفيفه بالشمس أو الهواء واستخدامه في البناء مباشرة. ويمكن القول إن العمارة الطينية في اليمن تراجعت بشكل كبير.
وحسب المهندس عبدالحكيم أحمد عثمان فإن أحجار البناء اليمنية التي أخضعت للاختبارات تتمتع بالمواصفات القياسية من حيث أوزانها النوعية والحجمية أو نسبة الامتصاص والمسامية، فضلاً عن متانتها ومقاومتها للعوامل الجوية. ويضيف أن تراجع العمارة الطينية والعمارة بالياجور المحلي يمكن إيقافه من خلال تخصيص مناطق حضرية مدعومة بهدف الحفاظ على فن هذه العمارة، وكذا تشجيع الصناعات المرتبطة بها، وحفاظاً على التراث المعماري اليمني المميز الذي يستهوي كثيراً من السياح والزائرين لليمن.
الحجر ثروة
والخلاصة أن الأحجار اليمنية يمكن أن تمثل وحدها ثروة حقيقية خاصة أنها تتميز بصلابتها وجمالها وألوانها الخلابة، وتدخل في كثير من الصناعات منها الأدوات المنزلية والفخار والجواهر والعقيق وخام الزجاج والرخام.

منقول من جروب الهندسة[/font]