الحرارة على عجلات – تخزين الفائض الحراري ونقله إلى المستهلك

05652396_100

هذه الحاوية تخزن الفائض الحراري لاستخدامه في مكان آخر

هناك قدر هائل من الحرارة يتولد في المرافق الصناعية غير أنها تضيع هدراً نظراً لعدم نقلها حيث يمكن الاستفادة منها في التدفئة مثلاً. ألا توجد طرق للاستفادة من هذه الطاقة المهدورة؟ هذا ما نجح فيه مشروع رائد في ألمانيا.

مفاعل "بلوكهايتس" في مدينة دورتموند يولد الطاقة الكهربائية من الغازات المتصاعدة من القمامة. ويستخدم القائمون على المفاعل جزءاً من هذه الطاقة في تدفئة حجرات المباني، أما بقية الطاقة فتُهدر، لعدم وجود من يستفيد بها بالقرب من المفاعل. ولهذا فكر مدير شركة "لا ترم" في دورتموند في البحث عن سبل جديدة للاستفادة من هذه الطاقة المهدورة في المفاعل،؛ وبالفعل طورت شركته طريقة لسحب فائض الطاقة وتخزينه في حاويتين يُنقلان إلى حمام السباحة في المدينة.

عن ذلك يقول رالف كاربوفسكي مدير مفاعل دروتموند: "نستخدم حاويتين، وهما تغطيان إلى حد كبير الطاقة التي يحتاجها حمام السباحة المغطى." حتى الآن نجحت هذه الفكرة، ولكن إذا حدث شيء يوماً ما، ولم تستطع الشركة نقل الطاقة، فإن المسبح يضم مولداً لتسخين المياه. غير أن هذا لم يحدث حتى الآن، يؤكد كاربوفسكي.

الحرارة على عجلات: تجارة مربحة

05652407_100

أثناء تشغيل مفاعل "بلوكهايتس" في مدينة دورتموند يتولد فائض حراري كبير، تقوم الحاويات بتخزينه ونقله حيث يستخدم. هذا الفائض الحراري كان يعتبر من الفضلات الصناعية، لكن هذا لا يعني أن الحصول عليه بالمجان، فالحاوية تكلف في اليوم نحو 65 ألف يورو. وللاستفادة من الطاقة المخزنة في الحاويات لا بد أن يكون لدى العملاء نظام تدفئة حديث. رغم ذلك يعتقد كاي بيترسن، مؤسس شركة "لا ترم" أن هناك عملاء كثيرين يودون الاستفادة من هذه التقنية، مثل حمامات السباحة والمستشفيات وبيوت المسنين والصالات الرياضية والمدارس والفنادق وأجهزة غسيل السيارات، فكل هذه المرافق تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة.

ونظراً لارتفاع أسعار زيت التدفئة والغاز الطبيعي ارتفاعاً كبيراً، فإن الإغلاق يهدد بعض حمامات السباحة المغطاة. وكلما ارتفعت الأسعار، زاد الإقبال على استخدام تلك الحاويات الزرقاء، يقول بيترسن. ولهذا تنوي شركة "لا ترم" أن تزود ثكنة عسكرية في جنوب ألمانيا ومرافق بلدية في منطقة الرور بـ"الحرارة المتنقلة على عجلات". أما مصادر الطاقة فهي وفيرة، يقول بيترسن. فهناك نحو 2000 منشأة صناعية في ألمانيا تستهلك قدراً كبيراً جداً من الطاقة؛ مثل شركات الحديد والصلب وصناعة المعادن وتصنيع الزجاج والشركات الكيمائية أو شركات تصنيع الفخار والأسمنت والجص. بالإضافة إلى ذلك هناك 4500 منشأة غاز بيولوجي. كما أن هناك أيضاً الغازات المتصاعدة في منشآت جمع القمامة والتخلص منها.

استخدام الفائض الحراري يوفر بيئة نظيفة

ولكن، ليس كل منشأة صناعية قادرة على توفير الطاقة على مدار الساعة، فأحياناً يتعطل الإنتاج بسبب صيانة الآلات، وأحياناً يتم – لأسباب اقتصادية – تخفيض ساعات العمل. إذا اقتصت الضرورة ذلك، فمن الممكن تخزين الطاقة في الحاويات إلى أن تُستخدم؛ فالملح السائل الموجود بها لا يفقد سوى نصف درجة حرارية كل يوم. غير أن نقل هذه الطاقة الحرارية عبر مسافات طويلة، يقلل من مزايا هذا المصدر الحراري باعتباره مصدراً بيئياً نظيفاً. أما استخدام الطاقة في محيط عشرين كيلومترا،ً أو ثلاثين على أقصى حد، فهو يعني تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 95 في المائة.

الكاتب: ماتيلدا يوردانوفا دودا/ سمير جريس

مراجعة: هشام العدم

إعجاب واحد (1)