بم سبقتني إلى الجنة؟!

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
في رحاب رفع الهمّة والتزكية…
مقال؛ أسأله تعالى أن ننتفع به جميعًا.

/

:star2: بم سبقتني إلى الجنة؟! :star2:

/

/

:bookmark: عن بريده رضي الله عنه قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً فدعا بلالاً فقال : " يا بلال ! بم سبقتني إلى الجنة البارحة ، سمعت خشخشتك _ الصوت والحركة _ أمامي ، فأتيت على قصر من ذهب مربع مشرف فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لرجل من قريش ، فقلت : أنا قرشي ؟ لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فقال بلال : يا رسول الله ، ما أذنت قط ، إلا صليت ركعتين ، وما أصابني حدث إلا توضأت ، عندها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بهذا " رواه الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وكذا قال الذهبي في التلخيص.

• في القصة ما يدل على اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام بأصحابه وقربه منهم , يظهر ذلك في دعوته لبلال ومحاورته له وتحفيزه لما عمله من طاعات , وهذا شأن القدوة والمربي تجدهيتلمس حاجات أبناءه وطلابه وأفراد أمته ويسعى لقضائها ويحل مشاكلهم وينشر الحب والوئام بينهم .

• فضل المسابقة إلى الجنة والمبادرة إليها , فهاهو الرسول عليه الصلاة والسلام يسأل بلالاً عن سبب سباقه له إلى الجنة , وقد أمر الله عباده المؤمنين بالمسارعة والمسابقة إلى الجنة فقال تعالى " وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " وقال " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ " وقال " فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ " وقد ظهر ذلك في مواطن عدة فقد أثنى على أبي بكر لمّا كان صاحبه في الهجرة وعلى عثمان يوم العسرة وعلى خالد في الجهاد وغيرهم.

• في القصة ما يدل على فضل بلال رضي الله عنه , ومن أبرز فضائله أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وحركته في الجنة , ومن فضائله رضي الله عنه تضحياته التي قدمها لدين الله حيث عذب من قبل قريش بأنواع العذاب ليعيدونه عن ما ذهب إليه إلا أنه كان يرد عليهم وعلى عذاباتهم بالتوحيد , ومن فضائله أيضاً أنه مؤذن الإسلام الأول رضي الله عنه وأرضاه.

• في الجنة قصور وبيوت وغرف وهي مساكن طيبة جعلها الله للفائزين بجنته يتمتعون بها ويسكنون فيها ويتجدد نعيمهم فيها قال تعالى : " يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " وقال تعالى " وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ : 37] ، قال ابن كثير في تفسير (3/714) : ((أي في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأسٍ وخوف وآذى ومن كل شر يُحذر منه" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً ، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)) متفق عليه.

• في القصة بيان لمكانة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنه من أهل الجنة وأن له قصر مربع مشرف فيها ومما ثبت في فضله رضي الله عنه قوله صلى الله علي وسلم “: إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به.” رواه ابن ماجة وصححه الألباني. وقوله: " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب “. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وفي صحيح مسلم : أن عليا ترحم على عمر وقال: " ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايّم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر … وفي مسلم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال فيه: " والذي نفسي بيده؛ ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك” .


انتهى بحمد الله تعالى.

اللهمّ إنّا نسألك - برحمتك - الجنّة لنا ولوالدينا.

كتبه/ أ. حسين بن سعيد الحسنية.
المصدر/ صيد الفوائد.

إعجاب واحد (1)