[SIZE=4]
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصاروخ
[/size]
أصبحت تكنولوجيا الفضاء تتربع على عرش الاختراعات والإنجازات العلمية , ونموذجا لدقة التخطيط ودقة التصنيع باعتبارها خلاصة الفكر الإنسانى المتقدم وثمرة لجهود حشد كبير من العلماء . ومن ثم فقد جلبت إليها سائر تكنولوجيا العصر ودفعتها الى عجلة التطوير.
فكان لمشاركة الكهرباء وهندسة الإلكترونات أكبر الأثر فى نجاح العلماء فى غزو الفضاء الخارجي , حيث دخلت المعدات الإلكترونية فى تصميم الصواريخ والأقمار الصناعية , و شاركت المعدات اللاسلكية فى إطلاق الصواريخ التى تحمل الأقمار الصناعية , وقدمت الآلات الحاسبة الإلكترونية أعظم الخدمات فى حساب مسار القمر الصناعى وتصميمه.
وسوف نتناول مدى التقدم والتطور الذى لحق بشكل آلة الانطلاق إلى الفضاء الخارجي بهدف استكشافه والسيطرة عليه .
المراحل الرئيسية فى تاريخ إطلاق الصاروخ :
1903
وضع عالم الرياضيات الروسى "زيولكوفسكى " Ziolkowski نظريات لإطلاق الصواريخ فى الفضاء وتحول رد فعل الغازات إلى حركة .
1923
نشر العالم الفلكى الألمانى " هرمان اوبرث" Hermann Oberth كتيبا باسم" الصاروخ عابر الفضاء الكونى" وقد لاقى هذا الكتاب ترحيبا فى الوسائط العلمية .
كما قام العالم العالم الأمريكى " جودارد" R.H.Goddard , بوضع تصميمات بسيطة لعدة صواريخ وأخذ يطور أساليب إطلاقها ويجربها أمام الجماهير فى الحدائق , حتى أفلح فى الارتفاع بصواريخه إلى ارتفاع (7500) قدم .
1923 -1935
فى هذه الفترة أجريت دراسة على الصواريخ ذات المحرك النفاث الذى يعمل بالوقود السائل , وتستخدم فيه أجهزة " الجيروسكوب" للسيطرة على طيرانها.
1937
بدأ فعلا العصر الذهبى للسفر عبر الفضاء , وقامت ألمانيا بإنتاج الصواريخ الحديثة . وكان ذلك راجعا إلى جهود الضابط المهندس الألمانى " وولتر ورد نبررجر" مع مستشاره الفنى الشاب " فيرنر فون براون" Wernher Von Braun من قرية " بينموند"Peenemunde التى خصصها لهما “هتلر” لإجراء أبحاث الصواريخ وبنيت هناك قاعده لإطلاق الصواريخ . وفى نفس الوقت أجريت فى إيطاليا دراسات فى نفس المجال. وكانت ثمار أبحاثهما صاروخ " ف2" و أطلق عليه سلاح الانتقام , ووجهت منه آلاف القذائف الى مدينة لندن .
1942
تمكن المهندس الألمانى " ستيفانينى " Stefanini من وضع تصميم لصاروخ ذى عبوة متفجرة , يمكن توجيهه آليا من قاعدة أرضية .
1943
قام الألمان بأجراء تجارب على أول صاروخ ناجح , وهو المعروف باسم " فاسرفال" Wasserfall .
1944
قام الألمان بصنع الصاروخ " ف 2" , والذى يعد أول صاروخ فى التاريخ يخترق حاجز الصوت , وتم تحميله بحمولة طن من المواد المتفجرة وكان يزن 14 طنا , وطوله 12 مترا , ويصل لمسافة 370 كيلو مترا , وبلغت سرعته 5600 كم / ساعة , و وصل إلى ارتفاع 80 كم .
وبعد الحرب العالميه الثانية قام " فيرن رفون براون " بصناعة أول صاروخ قصير المدى حامل للمواد النووية بعد أن أسر فى الحرب لدى الولايات المتحدة , وعينته مشرفا على أبحاث وبرامج غزو الفضاء وجنسته هو وزميله بالجنسية الأمريكية , كما صمم الصاروخ الأمريكى الضخم من طراز ( ساترون) الذى حمل أغلب سفن “أبولو” إلى الفضاء ويزيد ارتفاعه عن عمارة مكونة من 22 طابقا .
وقد تبنت الولايات المتحدة الأمريكية آراء “فون براون” والتى مكنتها من إطلاق صاروخ أمريكي صغير من طراز " كوربولال" على الصاروخ الألمانى “ف2” بعد كشف أسراره , ثم شاع استخدام الصواريخ متعددة المراحل والتى يعود إليها الفضل فى نجاح وصول الأقمار الصناعية لمداراتها فى الفضاء .
وأصبحنا نسمع اليوم عن الصواريخ العابرة للقارات , والتى تستخدم فى ترسانات الأسلحة العسكرية لكى تصب المتفجرات على الأعداء على بعد آلاف الكيلو مترات . وهناك صواريخ يمكنها أن تحمل كذلك قنابل نووية أو ذرية عبر المسافات الطويلة ويمكنها أن تحمل قمرا صناعيا أو سفينة فضاء مع إحكام توجيهها إلى الارتفاع المناسب فى الفضاء وهذا الجيل من الصواريخ العابرة للقارات قد انتشر فى أمريكا والاتحاد السوفيتي . وقد تطورت التكنولوجيا الخاصة بإطلاقها من فوق الأرض أو من فوق الغواصات , أو من فوق قطارات السكك الحديدية .
م ن ق و ل
والله من وراء القصد