(( رسالة صادقة إليك أخي العزيز ****

السلام عليكم و رحمة الله

أنا أخوك … خالد
أسمي نفسي المعمِِّّر … فناديني بأي منهما…هي سواء…
هذه رسالة مني إليك…من القلب إلى القلب… لكن قبل أن تقرأها…تنفس الصعداء…واسترخي قليلا…ثم اقرأها بالتأني…و لا تشغل نفسك بأشياء أخرى خلال قراءتها…

أوجه إليك هذه الكلمات… من تجارب عدة، رأيتها و عشتها و مررت بها… فأريدك أن تصدقني أني بهذه الكلمات التي سأوجهها لك، أحب لك الخير، كل الخير…!

أخي العزيز… ما أجمل الحياة اذا عشت فيها سعيدا، محبوبا، و تحب الجميع…!

ما أجمل الحياة حين ينظر إليك الآخرين بعين الغبطة والاعتزاز والفخر…!

ما أجمل الحياة حين تكبر و سجلك خالي من الأخطاء الجسيمة أو من المشوهات… …!

ما أجمل الحياة حين تملك صديقا يحبك، و يخلص لك، ويضحي من أجلك…!

ما أجمل الحياة حين تكون قائدا و قدوة و مثالا يحتذى به…!

ما أجمل الحياة حين يفتخر أبوك بك، و تعتز أمك بك، وتقوى بك أختك، يقتدي بك أخوك…!

ما أجمل الحياة حين تملك إيمانا، و مالا، وعلما وقوة…!

ما أجمل الحياة حين تكافح، و تجاهد، و تصبر، لترى بعد أمد أنك أنجزت إنجازا عظيما، وحققت نصرا مجيدا… ماذا سيكون شعورك حينها؟

أخي العزيز… صافح يدي اذا سمحت… بارك الله فيك… دعنا نمشي بعض الخطوات إلى الأمام… تخبرني عن نفسك…

سبحان الله…! ما زلنا نمشي بهدوء… و أنت أخي العزيز تخبرني عن نفسك… فأنت تعرفني…لكني للأسف لم أكن أعرفك…

أسعدني التعرف إليك أيها الأخ العزيز، الذي يقرأ كلماتي الآن، في الانترنت…

صدقني أخي أنني أخطأت كثيرا…لكن ليس معنى ذلك أن أستسلم، و أقول هكذا الحياة الآن… و أستمر على أخطائي… لا… لا …

اذا أطلقت على نفسي أني مستسلم فسأصدق نفسي و أصبح فعلا مستسلما، و ستأسرني قوة الأخطاء، و لذة الشهوات والمعاصي… دعني أقل أني قوي… و سيمدني الله سبحانه بالقوة إن شاء الله… إذن أنا قوي بما فيه الكفاية…لأصبح مثل بلال بن رباح … حين كان يجلد و يجلد… و هو صبور يقول أحد أحد… أتظن أن ذلك كان من عنده…؟ بل هو من عند الله…
= ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين = صدق الله العظيم

أخي العزيز… لا تكن كالذين قال الله عنهم
= و لا تتولوا مجرمين =
و العياذ بالله. وأنا واثق أنك بعقلك الذي تستخدمه لأشياء كثيرة لمنفعة نفسك و عائلتك العزيزة… ستستطيع التمييز بين الخبيث و الطيب…

أخي العزيز… أنت قائد، و أنت رجل، و أنت متعلم شهم، أنت ابن الإسلام، و ابن العرب…
= الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير =

و أنت الآن بمرحلة الفتوة والصحة والعافية، حرام عليك أن لا تستثمر هذا الآن فيما سيرفع لك رأسك حين تشيب، وفيما سينفعك حين تأتي عاريا، لتحاسب… في يوم الحشر… ذلك اليوم… طوله خمسين ألف سنة
= تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبرا جميلا، إنهم يرونه بعيدا و نراه قريبا، يوم تكون السماء كالمهل، وتكون الجبال كالعهن، ولا يسئل حميم حميا، يبصرونهم، يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته و أخيه، و فصيلته التي تؤويه، و من في الأرض جميعا ثم ينجيه، كلا إنها لظى، نزاعة للشوى =

ثم يقول الله تعالى :
= تدعو من أدبر و تولى، و جمع فأوعى =

و من أنت؟؟

= إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، و إذا مسه الخير منوعا =

لا تكن منوعا أخي العزيز… أرجوك… أعلم أنها طبيعة الإنسان…لكن يجب أن تصبر ليآجرك الله على هذا الصبر… و كيف تصبر ؟؟؟ كيف؟

= إلا المصلين، الذين هم على صلاتهم دائمون، و الذين في أموالهم حق معلوم، للسائل و المحروم، و الذين يصدقون بيوم الدين، و الذين يصدقون بيوم الدين، و الذين هم من عذاب ربهم مشفقون، إن عذاب ربهم غير مأمون =
أتأمن من عذاب الله أخي العزيز؟؟ ماذا فعلت من أجل ارضاء الله ولوجهه الكريم؟ ماذا فعلت؟ لا أريدك أن تجاوبني…بل جاوب نفسك…
= و الذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى غير ذلك فأولئك هم العادون =
لا إله إلا الله…يا رب لا تجعلني أنا و أخي الذي يقرأ هذه الرسالة الآن من العادين، يا رب …رحماك و غفرانك… اجعلنا من الذين قلت عنهم
= و الذين هم لفروجهم حافظون =
يا رب …
= و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون =
و الأمانات كثيرة كثيرة… و العهود كثيرة… أمانات تجاه الأمة والعائلة ، اللهم غفرانك اني كنت من الظالمين …
= و الذين هم بشهاداتهم قائمون ، و الذين هم على صلاتهم يحافظون =
الصلاة… عماد الدين ،، و أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة… يا أخي العزيز… انصحني وأنصحك لنحافظ على صلواتنا في أوقاتها
= إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا =
لنكون في جنات النعيم، خالدين، و يكمل الله عز و جل
= أولئك في جنات مكرمون =
ما أحلاها من جنات… وستكون فيها بعون الله… وفوق هذا، ستكون معزز مكرم… أمير آمر… مشير ماهر…

أخي العزيز… رأيت كيف أن الله صاغ لك الحياة، و مثل لك الصفات العظيمة، فاصبر و احتسب…
و عد إلى الله…

فكر، أين كنت، تلك الطفولة في المدرسة… و ها أنت الآن تتصفح الانترنت… و الله أعلم أين ستكون غدا…و أين سأكون أنا…

أخي العزيز… إن كنت تفعل خطأ، أي خطأ، فلا تستهين به…اتركه…
و استبدله بشئ أفضل منه… !

ستجد في الصلاة سلوة و فسحة عظيمة…خاصة آناء الليل…

لست ناصحا، بل محبا لك في الله…فلست أهلا للنصحية… فلا تنساني في دعائك الصالح…

أخي العزيز…إذا أطلت عليك فسامحني… سآتي إليك بعد أن تنساني…

سأعود إليك، و سأرسل إليك رسالة آخرى…

عسى أن تفتقدني…و أتمنى أن تكون قد أحببتني… فذلك يسعدني… و إلى ذلك الوقت… دع هذه الرسالة لديك…قد تجد فيها فائدة… و أنتفع أنا منها بأجر…

ربما يصل صوتي اليك … وقد لا يصل … وقد أسمعك أنا و لا تسمعني … وقد لا نبلغ الامل و لكننا لا نيأس منه …فيا رب رحمتك بالانسان

أخوك ،، خالد ( المعمِّر )

هذه الرسالة كتبتها قبل أكثر من سنة، في الغربة، و نشرت عبر مواقع أخرى، فأحببت أن يقرأها رواد هذا المنتدى العزيز، سائلا الله الإخلاص.

يا سلام خالد بدون مجاملة عندك موهبة ولازم ما تخبيها الله يوفقك والله كلمات من نور وتستاهل منا التدبر والتفكير بس بصراحه تجذبني مواضيعك كثير مشكور …
إنت كتبتها بالغربة وفهالمواقف بس تبرق الموهبة وتصقل كم من المؤلفات أخرجها أصحابها وهم بالسجن وكم من أشعار نشرت لفلسطين لأخواننا بالمهجر …
أشكرك أخوي خالد وأقدر مواضيعك وتستاهل كل خير لا هنت أخوي ولا شلت يمينك يا رب …
أخوك السبع …

أخي السبع… نسأل الله الإخلاص.

لكم ربت الغربة فينا مدارس الصبر و معاني الحياة الحقيقية، لا شك أن القرين بالمقارن يقتدي، والحمد لله على ما رزقنا من تفكير و تربية ساعدتنا على تخطي كثير من العقبات.

وفقك الله.

كلام جميل و رااائع اخونا حالد
اشكرك عليه و اتمنى لك التقدم

أكثر من رائع…

جزالك الله الخير…

فعلا أن الغربة تصنع الانسان و تجعله يتعلم أكثر من أي مكان آخر…

وفقك الله

و جعلك ذخرا لوالديك

تحياتي

شكرا لك أيضا أختي miss s ، و كذلك أتمنى لك التوفيق.

ليس دائما… بل إن الغربة تبني أعمدة مهمة فوق قواعد تربية الإنسان، ما إذا فقدت تلك القواعد، لن تقوم تلك الأعمدة…

وفقك الله.

اللهم آمين و إياكم.

شكرا لدعائك.

والله موضوع شيق ورائع و هذا بفضل اسلوبك الجميل و احب ان اعرفك انى ايضا مثلى كنتى غريبا عن اهلى خلال فتره الكليه و ليس غريبا عن وطنى و لكن اعتقد ان الغياب عن الوطن اصعب

شكرا لك أخي المهندس أحمد الذيب، و عسى أن يكون لهذه الكلمات أثر على حياتنا جميعا و في مقدمتهم أنا بنفسي…

في الغربة فوائد لا تحصى، و هي تصقل معادن الرجال و تقوم نفسياتهم، و تنمي فكرهم لمن أراد ذلك، و ليس شرطا أن يكون لها فوائد، بل سلبياتها كثيرة… للذي لا توجد عنده جدية في الحياة، أو منهج طموح، و لا خطوات واضحة.

شكرا لوقتك…

وفقك الله

اخي خالد المعمر
خاطرتك رائعه ( اقل مايقال عنها)
مفيده وجميله( ابسط ما توصف به)
اتمنى ان نقرأ المزيد من مقالاتك وخواطرك قريبا
امتعنا بخبراتك وتجاربك فى الحياه
مشكوررررر