صحارى العالم العربي قد تزود أوروبا قريبا بالطاقة الشمسية

fullplan-300x294

يعقد في مدينة ميونيخ الألمانية يوم 13 يوليو مؤتمر يعطي إشارة الإنطلاق لمشروع عملاق يهدف لاستغلال الطاقة الشمسية المتوفرة في صحاري بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط ونقلها إلى البلدان الأوروبية، وتشارك فيه عدد من كبريات الشركات الأوروبية من بينها شركة آزيا براون بوفري ABB السويسرية - السويدية

وبانعقاد مؤتمر ميونيخ بمشاركة عدد من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج الطاقة ونقلها وتمويلها، يدخل مشروع DESERTEC لإنتاج الطاقة المتجددة انطلاقا من استغلال الطاقة الشمسية في صحاري بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط ونقلها الى بلدان أوروبا، مرحلة عملية.

ومن الشركات الهامة المشاركة في هذا المشروع الذي يعد الأهم من نوعه، الشركة السويسرية - السويدية آزيا براون بوفري ABB التي يوجد مقرها الرئيسي في مدينة بادن والمتخصصة في تكنولوجيا نقل الطاقة الكهربائية. الناطق باسم الشركة السيد فولفرام إيبرهاردت أجاب عن أسئلة swissinfo.ch بخصوص المشروع ومشاركة آي بي بي فيه.!

swissinfo.ch: تشاركون في هذا المشروع الضخم الى جانب شركات أوروبية كبرى ودول من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هل من فكرة مختصرة عنه؟

فولفرام إيبرهاردت: يمكن في الواقع القول أنه أكبر مشروع للطاقة الشمسية على الإطلاق. ويجب التذكير بأن تقنية نقل الطاقة الشمسية تكتسي أهمية كبرى عندما ندرك بأن تسعين بالمائة من سكان المعمورة يعيشون عن بعد حوالي 3000 كيلومتر عن الصحاري. ولا نعني صحاري العالم العربي فقط، بل أيضا صحراء جنوبي آسيا والصحاري الشاسعة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكنه عبارة عن فكرة وتصور، لأن الحيز الزمني المحدد لتطبيق المشروع كلية يمتد الى حدود عام 2050، لذلك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت من أجل رؤية هذه المحطة الضخمة للطاقة الشمسية منصوبة في الصحراء.

أما فيما يتعلق بتخصص شركة آزيا براون بوفري، الذي هو تكنولوجيا نقل الطاقة الكهربائية من بلدان شمال افريقيا نحو الشرق الأوسط أو نحو أوروبا، فهي تكنولوجيا متوفرة ويمكن تطبيقها على الفور.

ويجب القول أن هذا المشروع المعروف باسم “DESERTEC” يولي أهمية أيضا الى إنتاج المياه الصالحة للشرب في المنطقة بشمال إفريقيا، لذلك، سيتم تخصيص جانب من هذه الطاقة لاستخراج المياه الصالحة للشرب او لتحلية مياه البحر.

ذكرتم أن التكنولوجيا المستخدمة في ذلك متوفرة، فهل تمت تجربة ذلك بالفعل في مشاريع قائمة حاليا في مناطق أخرى؟
فولفرام إيبرهاردت: لقد طورنا بالفعل العديد من المشاريع الكبرى في مجال نقل الطاقة. فعلى سبيل المثال، هناك مشروع في الصين لنقل طاقة تعادل إنتاج ست محطات نووية، وهذا عبر خط واحد، كما قمنا في العام الماضي بإنجاز أكبر مشروع لنقل الطاقة عبر أطول خط بحري ما بين النرويج وهولندا.

عندما نتحدث عن نقل الطاقة الكهربائية، هناك تخوف من فقدان جزء هام من هذه الطاقة أثناء عملية النقل، كيف هو الحال بالنسبة لمسافة طويلة كالتي تفصل بين شمال إفريقيا وأوروبا؟
فولفرام إيبرهاردت: يمكن القول أنه عند استخدام نقل الطاقة بواسطة تيار عالي التوتر، وهي التكنولوجيا المستخدمة في مثل هذه الحالة والتي ينظر لها على أنها بمثابة “الطريق السريع” لنقل الطاقة، لا يمكن تسجيل خسارة تفوق 10% بالنسبة لمسافة 2000 كيلومتر.

وما هو الدور الذي تقوم به شركة ABB في تجمع الشركات المساهمة في المشروع؟
فولفرام إيبرهاردت: نحن نمثل الشريك المكلف بالجانب التكنولوجي في هذا التجمع. ومشاركتنا تعود لعشرة أعوام سابقة ويتركز اهتمامنا على قطاع نقل الطاقة خصوصا عندما يتعلق الأمر بنقلها على مسافات طويلة.

وماذا عن الشركاء الاخرين؟
فولفرام إيبرهاردت: هناك مزيج من الشركات والتخصصات، ولا يتعلق الأمر فقط بشركات لإنتاج الطاقة الشمسية أو نقلها، بل أيضا مؤسسات مالية مثل “الدويتشي بنك” وشركة “ميونيخ لإعادة التأمين”، وهذا المزيج ضروري لتحويل هذه الرؤية وهذا التصور إلى واقع ملموس.

وما هي الجهات المشاركة من جانب دول شمال افريقيا ودول الشرق الأوسط؟
فولفرام إيبرهاردت: هناك اهتمام كبير بهذا المؤتمر الذي سيعقد في ميونيخ يوم الاثنين والذي سيعمل على تأسيس التجمع الساهر على إنجاز مشروع “ديزيرتيك” Desertec. ومن المتوقع أن يتحدث أثناء مؤتمر ميونيخ ممثل عن جامعة الدول العربية بالإضافة إلى وزيرة الطاقة المصرية.

أما عن الجهات الخاصة العربية المهتمة بالمشروع، فهي غير معروفة لحد الآن علما بأننا ما زلنا في بداية المشروع. وقد تتضح الأمور أكثر بعد التأسيس يوم الاثنين 13 يوليو.

سبق وأن ذكرتم أن هذا المشروع قائم منذ أكثر من عشرة اعوام، ولكن مع ذلك تواصلون وصفه بأنه عبارة عن تصور. فهل سيسمح مؤتمر ميونيخ بالإنتقال إلى التجسيد الفعلي؟

فولفرام إيبرهاردت: لربما لا يمكن توقع أكثر من مجرد تأسيس تجمع الشركات المشاركة في المشروع، لأن المشروع يتطلب التخطيط لمدة تصل الى عام 2050. يضاف الى ذلك أنه من الملاحظ أن الطاقة الشمسية ليست بالطاقة القليلة التكاليف، لأننا نلاحظ أنه مقارنة مع ما حققته تقنية إنتاج الطاقة باستخدام قوة الرياح في السنوات الأخيرة، ما زالت تقنية الطاقة الشمسية مُكلفة، ولكن مؤتمر ميونيخ يُعتبر مرحلة هامة في طريق التخطيط لتحقيق المشروع