فضل الرضا بالقدر

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
مقال قيم أسأل الله تعالى أن ينفعنا به.

:: فضل الرضا بالقدر ::

وجوب الإيمان بالقدر، وتعريف الإيمان:

قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، قال ابن عمر: (والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أُحُد ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قَبِله الله منه حتى يؤمن بالقدر)، ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمانُ أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه))؛ رواه مسلم.


وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بنيَّ، إنك لن تجدَ طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطِئَك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبَك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فقال: ربِّ، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كلِّ شيء حتى تقوم الساعة)) يا بني: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن مات على غير هذا فليس مني))، وفي رواية لأحمد: ((إن أول ما خلق الله تعالى القلم، ثم قال له: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة)).


فضل الرضا بالقدر وخطر السخط به:

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وحسَّنه: ((إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)). وقال علقمة في معنى قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]: هو الرجلُ تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى، ويُسلِّم.


وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعنُ في النسب، والنياحة على الميت))، ولهما عن ابن مسعود مرفوعًا: ((ليس منا من ضرب الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية))، وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أراد اللهُ بعبده الخيرَ عجَّل له العقوبةَ في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشرَّ أمسك عنه حتى يُوافى به يوم القيامة))؛ رواه الترمذي وحسَّنه، ورواه الحاكم.

كتبه/ فضيلة عبدالرحمن بن حماد آل عمر.
المصدر/ شبكة الألوكة.

إعجاب واحد (1)