لا تتواعد معي ثانية

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمة الله وبركاته

إخوتي وأخواتي؛ روّاد مُنتدى المُهندس؛
موضع نافع؛ عسى أن نستفيد منه جميعًأ.

/

لا تتواعد معي ثانية

هناك كُثر يتضايقون من الشخص الحازم في مواعيده؛ وقد يصفونه بالمتشدد؛
والصحيح أن يُلام على من يتهاون في أوقات الذين أعطوه وقتهم؛
وفرط فيه هذا المتهاون الذي لم يقرأ قول الباري جلَّ في عُلاه :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ))[الصف:2]
(( كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ))[الصف:3].


ألم يخش هذا المتهاون أن تلتصق به خصلة من النفاق؛
التي حذر منها الرسول عليه الصلاة والسلام: ( وإذا وعد أخلف ) ؟.

فالأولى بمن يتضايق من الشخص الملتزم بمواعيده الخائف من وعيد الله جلَّ وعز
والمُتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم أن يتضايق حقيقةً من المُفرط لا المتمسك!


تأمل معي حفظك الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ))[التوبة:119] أليست هذه لنا جميعاً …؟!.

وانظر لهذه الميزة التي تميز بها إسماعيل عليه السلام ((ِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ))[مريم:54].


إذن لماذا نلوم المتمسك بدينه المطبق له ونشجع المخالف له؛
– وإن كان وعداً – وهو في نظر البعض من الصغائر مع أنه عكس ذلك ؛
إذ لو كان من الصغائر لما وجهنا القرآن إليه ولما حذرنا نبينا من إخلافه .

فالوقت الذي أقتطعه لك من وقتي - لوعدك -
لم يعد ملكك كي تفرط فيه كيف أردت،
بل هو لي وملكي ولا أسمح لك بتضييعه إلا بعذر عذرك الله به!


أخيراً : " إن أخلفت وعدي فلا تتواعد معي ثانية " .

ليتنا نطبق هذه القاعدة لما تساهل متساهل وأصبح وعدنا - أمريكي - للجاد،
والعربي للإخلاف ، تنازلنا عن عادة إسلامية عربية أصيلة ؛
فأصبحت مضرباً للغرب في وفائهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .

كتبته : أ. محمد بن محَّه غويدي.

المصدر/ صيد الفوائد.


إن شاء الله تعالى؛ يجمعنا جديدُ لقاء.
وفّقكم اللهُ.

إعجاب واحد (1)