من تدعي ان التبرج امر عادي

وهذه حجة عجيبة تدّعي قائلتها أن التبرج الذي تبدو به المرأة قاسية عارية لا يثير انتباه الرجال ، بينما ينتبه الرجال عندما يرون امرأة متحجبة حجاباً كاملاً يستر جسدها كله بدون استثناء ، بما في ذلك الوجه والكفين ، فيريدون التعرف على شخصيتها ومتابعتها لأن كل ممنوع مرغوب !

ولهذه أقول : مادام التبرج أمراً عادياً لا يلفت الأنظار ، أو يستهوي القلوب ، فلماذا تبرجت ؟… ولمن تبرجت ؟ ولماذا تحمّلت نفقات أدوات التجميل وأجرة الكوافر ؟ ومتابعة الموضات أتت غيرك ؟ حتى لقد حسب ما تستهلكه النساء بملايين الجنيهات من العملات الأجنبية سنوياً والتي أثرت على الإقتصاد ، وميزانية الدول العربية.

ولو كان كل ممنوع مرغوباً حقاً لرغب الناس في أكل لحم الميتة ، والجيفة المنتنة ، إذ أن ذلك مما يمنع الشرع من أكله.

وكيف يكون كل ممنوع مرغوباً ، وأنت تأكلين الخبز يومياً ، ومع ذلك ترغبين في أكله دائماً ولا تخلو منه مائدة أو وجبة من الوجبات ؟ لو كان كل ممنوع مرغوباً حقاً ؛ أو ما يعتاده الإنسان يزهد فيه لزهدنا في الخبز مثلاً.

وكيف يكون التبرج أمراً عادياً ونحن نرى أن الأزواج ( على سبيل المثال ) تزداد رغبتهم في زوجاتهم كلما تزيّنّ وتجملن ، كما تزداد الشهوة إلى الطعام كلما كان منسقاً ، متنوعاً ، جميلاً في ترتيبه ، حتى ولو لم يكن لذيذ الطعم ؟

ولو كان التزين أمراً عادياً لما تنافس الناس في تزيين البيوت وزخرفتها وفرشها بأفخر المفروشات ، وكل ذلك لتتمتع أنظارهم ، ولما تكبد الناس مشاق السفر ، وتكاليفه الباهظة في الرحلات إلى مختلف بلاد العالم ، وكل ذلك للمتعة والتغيير ، ويزداد سرورهم كلما شاهدوا في رحلاتهم مناظر جميلة وأشكالاً متنوعة.

بل لو كان التبرج أمراً عادياً لما نهى الله عنه ، لأن الله هو الذي خلق الإنسان ، ويعلم ما يصلحه وما يفسده ، ولولا أن الفساد الحاصل من التبرج كبير لما نهى الله عنه ، ولما جعله الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من كبائر الذنوب.

أما أن العيون تتابع المتحجبة السائرة لوجهها ، ولا تتابع المتبرجة ؛ فلهذه أقول : إن المتحجبة تشبه كتاباً مغلفاً ، لا تعلم محتوياته ، وعدد صفحاته ، وما يحمله من أفكار ، فطالما كان الأمر كذلك ، فإنه مهما نظرنا إلى غلاف الكتاب ، ودققنا النظر ، فإننا لن نفهم محتوياته ، ولن نعرفها ، بل ولن نتأثر بها ، وبما تحمله من أفكار ، وهكذا المتحجبة ، غلافها حجابها ، ومحتوياتها مجهولة بداخله ، وإن الأنظار التي ترتفع إلى نورها لترتد حسيرة خاسئة ، لم تظفر بشروى نقير ولا بأقل القليل !

أما تلك المتبرجة ؛ فتشبه كتاباً مفتوحاً تتصفحه الأيدي ، وتتداوله الأعين سطراً سطراً ، وصفحة صفحة ، وتتأثر بمحتوياته العقول ، وتفسد النفوس لكونه كتاباً يحمل فكراً منحرفاً ، فلا يترك حتى يكون قد فقد رونق أوراقه ، فتثنت ، أو حتى تمزق بعضها ، إنه يصبح كتاباً قديماً لا يستحق أن يوضع في واجهة مكتبة بيت متواضعة ، فما بالنا بواجهة مكتبة عظيمة ؟!

إن هذه المتبرجة كتاب منحرف لا يحمل علماً فاضلا ، ولا فكرا مستقيما ، وإنه وإن كان يعطي تأثيراً معيناً لدى ضعاف النفوس فإن هذا الكتاب ، وأمثاله مصيرهم معروف لدى كل إنسان عاقل مهذب مستقيم تقول السيدة نعمت صدقي :

« لقد غفل الناس وخادعوا أنفسهم ، فزعموا أن التبرج قد أصبح أمراً عادياً مألوفاً ، لا يؤثر في الأخلاق ، ولا يثير دفائن الشهوات ».

كلا !.. فإن الرجولة هي الرجولة ، والأنوثة هي الانوثة ، وإن الجاذبية بين الرجل والمرأة هي الجانبية الفطرية ، لا تتغير ولن تتغير مدى الدهر ، وهي شيء يجري في عروقهما ، وينبه في كل من الجنسين ميوله وغرائزه الطبيعية ، فإن الدم يحمل الإفرازات الهرمونية من الغدد الصمّاء المختلفة ، فتؤثر على المخ والأعصاب ، وغيرها من الأعضاء ، وهذه قواعد فطرية طبيعية لم تتغير من يوم خلق الله الإنسان ، ولن تتغير حتى تقوم الساعة ، ( ألم يك نطفة من مّني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوّى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) سورة القيامة : 37 ـ 39.

( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلاً ) سورة فاطر : 43 ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) سورة الروم : 30 » (1)

وإليكم شهادة من طبيب يكذب الزعم القائل بأن التبرج أمر عادي :

يقول الدكتور السيد الجميلي :

« أودع الله الشبق الجنسي في النفس البشرية سراً من أسراره ، وحكمة من روائع حكمه جلّ شأنه ، وجعل الممارسة الحسية من أعظم ما نزع إليه العقل والنفس والروح ، وهي مطلب روحي وحسي وبدني ، ولو أن رجلاً مرت عليه امرأة حاسرة سافرة على جمال باهر ، وحسن ظاهر ، واستهواء بالغ ، ولم يخف إليها ، وينزع إلى جمالها ، يحكم عليه الطب بأنه غير سوّي وتنقصه الرغبة الجنسية ، ونقصان الرغبة الجنسية ـ في عرف الطب ـ مرض يستوجب العلاج والتداوي ، ناهيكم عن انعدام الرغبة تماماً… وهذا بدوره مرض عضال » .

أقول : هذه الشهادة من طبيب حجة على من يزعمون أن خروج المرأة كاسية عارية بدون حجاب لا يثير الشهوات ولا يحرك النفوس ، واعتبروه أمراً عادياً ، وكذبوا ، فإن أعلى نسبة من الفجور ، والإباحية ، والشذوذ الجنسي ، وضياع الأعراض ، واختلاط الأنساب قد صاحبت خروج النساء متبرجات كاسيات عاريات ، وتتناسب هذه النسبة تناسباً طردياً مع خروج النساء على تلك الصورة المتحللة من كل شرف وفضيلة ، بل إننا نجد أعلى نسبة من الأمراض الجنسية ، ومنها : مرض الإيدز القاتل الذي إنتشر حديثاً في الدول الإباحية التي تزداد فيها حرية المرأة تفلتاً ، وتتجاوز ذلك إلى أن تصبح همجية وفوضى ! ناهيك عن الأمراض والعقد النفسية التي تلجئ الشباب للأنتحار بأعلى النسب في أكثر بلاد العالم تحللاً من الأخلاق ، وأعظمها إباحية وفوضى كالسويد ، وغيرها من دول الغرب !

يقول أحد الشخصيّات الإسلامية :

« إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ، ولا تستثار ، فعمليات ( الإستثارة ) المستمرة تنتهي إلى شعار شهواني ، لا ينطفيء ولا يرتوي ، والنظرة الخائنة ، والحركة المثيرة ، والزينة المتبرجة ، والجسم العاري ، كلها لا تصنع شيئاً إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون.

ولقد شاع في وقت من الأوقات أن النظرة المباحة ، والحديث الطليق ، والإختلاط الميسور ، والدعابة المرحة بين الجنسين ، والإطلاع على مواطن الفتنة المخبوئة… شاع أن كل هذا ( تنفيس ) وترويح ، ووقاية من الكتب ، ومن العقد النفسية… شاع هذا على أثر انتشار بعض النظريات المادية القائمة على تجريد الإنسان من خصائصه التي تفرقه عن الحيوان ، والرجوع إلى القاعدة الحيوانية الغارقة في الطين ـ وبخاصة نظرية فرويد ـ ولكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية.

رأيت بعينيّ في أشد البلاد إباحية ، وتفلتاً من جميع القيود الإجتماعية ، والأخلاقية ، والدينية ، والإنسانية ما يكذبها ، وينقضها من الأساس… نعم شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي ، والإختلاط الجنسي بكل صوره وأشكاله ؛ أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجسدية ، وترويضها ، إنما إنتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ، ولا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ والإندفاع.

وشاهدت من الأمراض النفسية ، والعقد التي كان مفهوماً أنها لا تنشأ إلا من الحرمان ، شاهدتها بوفرة ، ومعها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه ، ثمرة مباشرة ( للإختلاط ) الذي لا يقيده قيد ، ولا يقف عنده حد.

إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق ، وإثارته في كل حين تزيد من عرامته ، فالنظرة تثير ، والحركة تثير ، والضحكة تثير ، والدعابة تثير ، والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات ، وذلك هو المنهج الذي يختاره الإسلام ، مع تهذيب الطبع ، وتشغيل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة ، غير تلبية دافع اللحم والدم » .
منقوووووووووووووول

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخت عبير الزهر

جزاك الله خير الجزاء ، مع رجاء تغيير لون الخط حيث أنه من الصعب قراءته بشكل مباشر.

نأسف جدا
وتم تغيير اللون

جزاك الله خير اختي

بس الموضوع ده معبر عن مدي الأضمحلال الفكري العقائدي اللي أحنا فيه ومعبر عن الضياع اللي أحنا وصلناله
بس فكرك بعد كم الأفلام السخيفه والأغاني والمسخره اللي أحنا فيها يكون فيه ايه غير أفكار زي دي
دي وصلت أن فيفي عبده الراقصه بتقول أن الرق مش حرام

ولاحول ولا قوه الا بالله