موعظة في فصل الصيف ابن رجب رحمه الله تعالى

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛

:: في رحاب الموعظة ::
مقال مختار؛
أسأل الله تعالى أن ننتفع منه.

موعظة في فصل الصيف ابن رجب رحمه الله تعالى

/

/

موعظة في فصل الصيف ابن رجب رحمه الله تعالى

خرجا في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم".

دخل ابن وهب الحمام فسمع تاليا يتلو: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} [غافر: 47] فغشي عليه..

كان بعض السلف إذا أصابه كرب الحمام يقول: يا بر يا رحيم من علينا وقنا عذاب السموم
صب بعض الصالحين على رأسه ماء من الحمام فوجده شديد الحر فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} [الحج: 19] .
.

كل ما في الدنيا يدل على صانعه ويذكر به ويدل على صفاته فما فيها من نعيم وراحة يدل على كرم خالقه وفضله وإحسانه وجوده ولطفه وما فيها من نقمة وشدة وعذاب يدل على شدة بأسه وبطشه وقهره وانتقامه واختلاف أحوال الدنيا من حر وبرد وليل ونهار وغير ذلك يدل على انقضائها وزوالها .

قال الحسن: كانوا يعني الصحابة يقولون: الحمد لله الرفيق الذي لو جعل هذا الخلق خلقا دائما لا ينصرف لقال الشاك في الله: لو كان لهذا الخلق رب لحادثه وإن الله قد حادث بما ترون من الآيات أنه جاء بضوء طبق ما بين الخافقين وجعل فيها معاشا و {سِرَاجاً وَهَّاجاً} ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق وجاء بظلمة طبقت ما بين الخافقين وجعل فيها سكنا ونجوما وقمرا منيرا وإذا شاء بنى بناء جعل فيه المطر والرعد والبرق والصواعق ما شاء وإن شاء صرف ذلك الخلق وإذا شاء جاء ببرد يقرقف الناس وإذا شاء ذهب بذلك وجاء بحر يأخذ بأنفاس الناس ليعلم الناس أن لهذا الخلق ربا يحادثه بما ترون من الآيات كذلك إذا شاء ذهب بالدنيا وجاء بالآخرة.
قلوب العارفين لها عيون … ترى ما لا يراه الناظرونا.
.

وأما الأزمان فشدة الحر والبرد يذكر بما في جهنم من الحر والزمهرير وقد دل هذا الحديث الصحيح على: أن ذلك من تنفس النار في ذلك الوقت. .

قال الحسن: كل برد أهلك شيئا فهو من نفس جهنم وكل حر أهلك شيئا فهو من نفس جهنم . .

وفي الحديث الصحيح أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم”..

أبواب النار مغلقة وتفتح أحيانا فتفتح أبوابها كلها عند الظهيرة ولذلك يشتد الحر حينئذ فيكون في ذلك تذكرة بنار جهنم.
وأما الأجسام المشاهدة في الدنيا المذكرة بالنار فكثيرة منها الشمس عند اشتداد حرها وقد روي أنها خلقت من النار وتعود إليها .
.

المصدر/ صيد الفوائد.
اللهم إنا نعوذ بك من النار وما قرّب إليها من قول وعمل.

إعجابَين (2)

جزاك الله خيرا

إعجاب واحد (1)