هل نحن على الطريق؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي وأخواتي المهندسين والمهندسات؛
مقال نافع - بحوله تعالى - .

:books: هل نحن على الطريق؟ :books:

  • أ. محمد شكير.

<img src="/uploads/default/original/2X/2/2d8650abbde66b81a294f1f9d64b78aec80ed16c.png" width=“360” height="144

/

/

هل نحن على الطريق؟

1- السؤال الأعظم! تتقاطر الأنباء فينا عالَميًّا، وتتوارد الأخبار السيئة يوميًّا، فتتعالى الصيحات مندِّدة من خطر الاستهانة من عاقبة توالي جِسام الأحداث، وأنواع الخطوب علينا في هذه الأيام الكاشفات تؤزُّنا أزًّا، وتتوعدنا بالاقتلاع والاجتثاث، أو تكاد! فتنهال الأسئلة متراكضة متشابكة، وتتعارض متناكرة متصادمة، فتتباغض وتتدابر وتتقاطع، كما حال أصحابها، صائغيها وناقليها وواضعيها!

تعدَّدت عندنا المنطلقات، وتبعًا لها تعارضت الأهداف والغايات، وتفرَّقت بنا السبل وتكدرت النيات، تلبست وتشعبت المراجع، ونَزعت الأعراق، ونَزَغَت واختلطت المراضع، فساءت الأحوال وفسدت الطبائع.

حتى السؤال، مجرد السؤال ليس بريئًا! تجد فيه كلَّ روائح كل أمم الأرض، إلا ريح صاحبه وريح أمَّته، يستبد السؤال معربدًا متغطرسًا، متحديًا، يختال بجميع ألسُن ولغات الأجناس الموجودة، إلا لغةَ صاحبه، لغةَ أبيه وأمه وقومه! واردًا شريدًا غريبًا، لا تكاد تُحِسُّ له وقعًا، أو تجد له طعمًا، أو تعرف له ناسًا، أو ترى له قيمة! نبذَتْه الفهوم والعقول، قبل أن تصدَّه الآذان وتنكره القلوب، وتتعجب منه الناس والأرض والعجماوات!

لا الزمان زمانه، ولا الدار داره، ولا الأهل أهله، ولا المحل محله، لقيط دخيل، مأجور مأزور! لا يعدم صائغوه - ناقلين وواضعين - خُلَّصًا، بعدد مآربهم ومنافعهم وأطماعهم، منا ومن أصلابنا، لا يتورعون عن ترقيع الحجة وتلفيق البرهان، افتراءً وزورًا وبهتانًا

[color=maganta] هل نحن على الطريق؟

1- السؤال الأعظم!

تتقاطر الأنباء فينا عالَميًّا، وتتوارد الأخبار السيئة يوميًّا، فتتعالى الصيحات مندِّدة من خطر الاستهانة من عاقبة توالي جِسام الأحداث، وأنواع الخطوب علينا في هذه الأيام الكاشفات تؤزُّنا أزًّا، وتتوعدنا بالاقتلاع والاجتثاث، أو تكاد! فتنهال الأسئلة متراكضة متشابكة، وتتعارض متناكرة متصادمة، فتتباغض وتتدابر وتتقاطع، كما حال أصحابها، صائغيها وناقليها وواضعيها!

تعدَّدت عندنا المنطلقات، وتبعًا لها تعارضت الأهداف والغايات، وتفرَّقت بنا السبل وتكدرت النيات، تلبست وتشعبت المراجع، ونَزعت الأعراق، ونَزَغَت واختلطت المراضع، فساءت الأحوال وفسدت الطبائع.

حتى السؤال، مجرد السؤال ليس بريئًا! تجد فيه كلَّ روائح كل أمم الأرض، إلا ريح صاحبه وريح أمَّته، يستبد السؤال معربدًا متغطرسًا، متحديًا، يختال بجميع ألسُن ولغات الأجناس الموجودة، إلا لغةَ صاحبه، لغةَ أبيه وأمه وقومه! واردًا شريدًا غريبًا، لا تكاد تُحِسُّ له وقعًا، أو تجد له طعمًا، أو تعرف له ناسًا، أو ترى له قيمة! نبذَتْه الفهوم والعقول، قبل أن تصدَّه الآذان وتنكره القلوب، وتتعجب منه الناس والأرض والعجماوات!

لا الزمان زمانه، ولا الدار داره، ولا الأهل أهله، ولا المحل محله، لقيط دخيل، مأجور مأزور! لا يعدم صائغوه - ناقلين وواضعين - خُلَّصًا، بعدد مآربهم ومنافعهم وأطماعهم، منا ومن أصلابنا، لا يتورعون عن ترقيع الحجة وتلفيق البرهان، افتراءً وزورًا وبهتانًا!

أصغِ إليهم وهم يصيحون في كل نادٍ، يَغُرون الأولاد، ويَسُمُّون البلاد، يقولون: أين أنتم من العالم المتحضر حولكم، في سمو ورقي دائب، وأنتم في هويٍّ سحيق، وانحدار واندحار رهيب؟!

أليس حريًّا بكم، وأنصحَ لكم، وأسلمَ وأغنمَ، أن تضجوا على آثارهم شعثًا غبرًا؛ تتلمسون مواطئ أقدامهم، ومواقعَ منازلهم وديارهم، تشربون من أسآرِ أقداحهم، وتقتاتون من فضل موائدهم، وتدينون بما به يدينون، وتتعلمون مما به عليكم يجودون، وتتناقلون ما يقولون ويفعلون، وتعجبون وتدهشون وتقهقهون وتتثاءبون، ثم تتناومون لتُفيقوا وتتلاوموا وتتباغضوا، فتتشاجروا وتتدابروا وتتقاطعوا فتتأخروا؟![/color]

هناك كان للسؤال إجابةٌ واحدة، وطريق واحد لا يخطئ غايتَه، وهنا أصبح السؤال يحار بيعابيب الإجابات المهزومة.
هناك قبل أن يختلط الحزنُ بالفرح، وقبل أن يتشبَّث المظلوم بالظالم، وقبل أن يُستَعبَد الأحرار، وأن يُعبَد العبيد مِن دون القهار، وقبل أن نستجلب مَن يُذِلُّنا ليلَ نهارَ!

[color=navy] صحيح “الاتِّباع مذلة للتابع”!
ثم ألستم أجناسًا وأعراقًا، وقبائل وشعوبًا، وأفخاذًا وتحوتًا ووعولًا، وعمومًا وأشرافًا، وأَلْسُنًا وأَدْيانًا، وثقافات وأعرافًا، وأنغامًا ورقصات ومواويل، وألوانًا وعمائم وسراويل، من مُضَر وعقيل، وربيعة وهذيل، وزهرة وكليب، ومزيغ وعجم وعريب؟!

فأعطوا لكل ذي حق حقه، ولكل عِرق مِصرًا، ولكل قبيلة رَبعًا، وألحقوا كل شعب بشعابه، واقتطعوا لكل فخذ واديًا، واصنعوا لكل شريف إمارة، ولكل وعلٍ ولاية، ثم ائتوا أَلْسُنًا وأديانًا وأعرافًا، وابتاعوا لكل منها اعترافًا، واطلبوا انفصالًا، وازعموا استقلالًا!

حالٌ ووضع عجيب، يذهب بعقل الرجل اللبيب، ملء الأرض والسماء، ومثليهما أرضين - واللهِ - يعجِزُ أن يحصي أو يحيط بهذه الدعاوى والفِرَى!

[color=blue] تلك الأسئلة المريبة ومثيلاتها، ستظل تؤرق الأفهام والأقلام، وتعمِّق الجراح وتولِّد الآلام، وتوسع مساحة رقعة المواجع! ليس فيها منٌّ أو سلوى، ولا عندها عز أو حقوق، ولا بها جبرٌ لكسير، أو رشد لقاصر شارد لاهث! “ما هكذا يا سعد تورد الإبل”!

شغلَتْنا بنيَّاتُ الطريق عن جادتها المشرعة السالكة، واستغفلَتْنا متاهات سُبُل أفضت بنا إلى هاويات حالكة، وأعقبَتْنا ما ترى وتسمع وتتوقع!

يجب إعادة النظر في اختيار نوع السؤال، وطريقة صياغته وصائغيه وواضعيه وأدواته.

كنا - وما زلنا - نغفل أو نتحاشى السؤال الأعظم الجامع، الذي في جوابه قد نعثر على أسباب الخلاص والفكاك، من أنواع القيود والشراك!

ضيعناه فضِعْنا، وتركناه فتُرِكْنا، ولا ينفعنا إلا أن نتقصى أثره، محاولين استرضاءه واستعادته، لنضعه على أنفسنا كما يلي:
هل نحن على الطريق، أم فقط نحن في الطريق؟!
هذا السؤال والبابُ الأعظم، يا ليت شعري فما الجواب بعد السؤال، أو “ما الدار بعد الباب”؟![/color]

2- كيف تكون على الطريق؟

أن تكون على الطريق، أن تمتلك خطام وزمام أمرها، تتصرَّف بمحض إرادتك فيها، تختار متى وأين تكون منها، وكيف ولمَ أنت عليها، وتُقرِّر الوجهة، وتحدد الخطة والطريقة، تسير عليها بعزة وهمة، وخطى واثقة، لا تستقيل، ولا تحيد عن المنهج الصحيح والجادة الموصلة، عليها ظهور وشرف وإشراف، ظرف يفيد الاعتلاء والتمكن والبروز، أمر شاق ومكلف، ولكنه المطلوب الممكن.

السائرون على الطريق قلة، ولكنهم قلةٌ متميزة ومستنفرة، والناجح من حجز لنفسه راحلة ضمن رَكْبهم، وسرى بسراهم!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم بحمد الله تعالى.
المصدر/ شبكة الألوكة.