تضامناً مع موضوع “الإنترنت ونقل الشائعات!!” للأخت هدير أقدم لكم هذا الموضوع عن كيفية التثبت في نقل الأخبار في صورة مبسطة كما أصل العلماء في علم مصطلح الحديث.
هناك أصول في نقل الرواية والأخبار عن الغير اصلها علماء المسلمين حتى صار هذا العلم حكراً على المسلمين ولا يوجد له نظير في أي ديانة أو حضارة أخرى، وينبع هذا الاهتمام في التحري في نقل الأخبار من أن طريقة حفظ الدين حتى يبقى ببقاء الزمان لا تكون إلا بسلامة الأخبار التي تنقل هذا الدين، وإلا يقع فيه من التحريف ما وقع في غيره من التحريف، حتى أنك ترى ذلك واضحاً في الإنجيل، حيث لا يعرف من بالتحديد الذي كتبه، ولا متى كتبه، ولا باي لغة كُتِبَ الإنجيل أول ما كُتِبَ.
ولكن الأمر لم يقتصر على تحقيق الأخبار الدينية فحسب بل وعلى الأخبار التاريخية فلا يقبل منها إلا ما كان موثقاً معتمداً.
ثم إن الباب لم يغلق على ذلك فحسب، لأنه بعدم الاهتمام بهذا العلم في نقل الأخبار العامة يكثر الفساد وينتشر الكذب وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يكذب المؤمن)
ومن هذه الأصول:
- تسمية ملقن أو مصدر الخبر (شيخ الراوي) بحيث تنتفي عنه الجهالة كأن تقول “قرأت في موقع طريق الإسلام” أو سمعت في قناة الناس" أو “أخبرني المهندس أحمد الديب” ولا تنتفي الجهالة بأن تقول “قرأت في موقع إسلامي” أو سمعت في قناة إسلامية" أو " أخبرني المهندس أحمد -لوجود آلاف من المهندسين أحمد"
2.إيضاح وسيلة النقل عن المصدر فمثلاً لا يقول “سمعت من الشيخ أبي إسحق” ويسكت هكذا، لأن وسائل السماع اختلفت الآن فيقول"سمعت الشيخ أبي إسحق في قناة الناس-مثلاً، أو في درس في مسجد كذا" وكذلك لا يقول “قرأت للشبخ ابن عثيمين” ويسكت هكذا، ولكن “يقول قرأت للشيخ ابن عثيمين في كتاب كذا، من موقع الشيخ أو من موقع طريق الإسلام أو من الكتاب المطبوع” وذلك لأن الكتب الموجودة على النت قد تكون فيها بعض أخطاء تنسب للشيخ وليست من كلامه وموقع الشيخ أوقوى منها والكتاب المطبوع أقوى منهما جميعاً
- وما سبق يسمى بالتلقي، أما عن الرجال فلاحول ولاقوة إلا بالله، الجرائد الرسمية وغير الرسمية كلها لا تصلح في نقل الأخبار حيث أنها واهية من وجهة نظر العدالة، ولذلك فلابد من تواتر هذه الصحف جميعاً حتى نتثبت من النقل عنها وكذلك القنوات الفضائية -ومنها قناة الجزيرة-، وأضعف هذه الأنواع ثقة هي مواقع الإنترنت لا يجوز النقل عنها مطلقاً إلا بالتواتر من كذا مصدر بحيث تطمئن النفس أنهم يستحيل اتفاقهم على كذبة واحدة
لو اتبعنا هذا النظام في نقل الأخبار لما وصلت لأسماعنا هذه الأكاذيب، ولما انتشرت بيننا، ولا تستحي أبداً أيها الأخ الكريم أن تطلب ممن ينقل لك الخبر أن تسأله من أين لك هذا الخبر فإن أجابك بما يكفيك وإلا… فاعلم أنه حرام أن تنقل هذا الخبر وأنت تعلم أنه ربما يكون كذباً وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يكذب المؤمن)، وإذا قررت أن تذكره فاذكره كما هو وانسبه لناقله لك واذكر أنك غير متثبت من هذا الخبر لعدم ثقتك في مصدر تلقيك
أحبتي هناك كتاب اسمه “نزهة النظر في شرح نخبة الفكر” وهو كتاب بسيط قيم جداً برجاء مطالعته