أغلى وجبة في العالم l مواقف من سيرة السلف

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي روّاد مُنتدى المُهندس؛
خواطر في خاطرة؛ تحوي العظة والعبرةِ.

:: مقال وتذكرة.

أغلى وجبة في العالم

د. محمد السيد.

ضيف يشكو جوعا للنبي صلى الله عليه وسلم ،( إني مجهود)، أي: أصابني سوء العيش والجوع

وبعد أن أرسل إلى بعض بيوته، وكان الجواب هو هو :
“والذي بعثك بالحق ماعندنا إلا الماء” !!


" من يضيف هذا ، الليلة، رحمه الله ؟ "
هنا ، من سيكون صاحب الوجبة الأغلى ، والليلة الأغلى ، بل وسبب الضحكة الأغلى ؟!
وبكل حب لإكرام ذلك الضيف ، ولدعوة رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ :“رحمه الله” .


يقول طلحة :" أنا يارسول الله " .
ويأخذ طلحة _ رضي الله عنه _ ذلك الضيف ليتعشى معه .
بيت طلحة على موعد مع أغلى وجبة في هذا الكون .
وكل من يقرأ على موعد مع مهارات طلحة ، وقلب طلحة ، وفكر طلحة ، وإحساس طلحة ، الذي لا يمكن أن تستوعبه كل مراجع الجامعات ، لتخرج إنسانا بهذه المعاني كطلحة ، إنه تربية محمد صلى الله عليه وسلم، النبي العالمي، برحمته يسأل زوجته هل عندكم طعام؟ فكانت الإجابة سريعة ومحددة ، لأنه لامجال للتفكير بأكثر من صنف ، هو صنف واحد و الحمد لله ، ليس عندنا إلا طعام أولادنا !.

untitled

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

قال لها : عللي الأولاد حتى يناموا !
أبلغ بك الحد أن تلاعب الأولاد بكل حب حتى يناموا ؛ لتوفري للضيف لقمة أولقمتين .
قال لها: أيضا إذا نضج الطعام ، نقدمه بين يدي الضيف ، فإذا هوى عليه ، قومي وأطفئي السراج ، ولنشعر الضيف أننا نأكل، ولا نأكل!


يا الله ! أي مهارة هذه ؟! أي إحساس هذا ؟!
يكفى أنك استضفته ، لماذا تجعل كل العشاء له ؟!
بل لماذا تسعى أن لا يشعر أنكم لا تأكلون ؟ فتحسسوه بصوتكم أنكم تأكلون ، وأنتم ربما لم يصل إلى بطونكم طعام منذ الصباح ! .
ليتني كنت معكم لأسمع صوتكم ، وأنتم تحركون ألسنتكم لرائحة الطعام دون طعام ، فقط من أجل أن تشبع نفس ذلك الضيف (المجهود ) دون حياء .
أي روح هذه ؟ أي بيت؟
أي جامعة ؟ صنعت منكم هذه العظمة وهذا الإحساس ؟!


يشبع الضيف تماما (فكل الوجبة من نصيبه).
ينامون !!
الضيف ينام في رخاء تلك الوجبة الخاصة به بكل امتياز .
يتدثر الزوج والزوجة والأولاد بدثار إكرام الضيف ، رغم خلو بطونهم من أي طعام !.
لكنهم ناموا على ضحك السماء لهم ، الكون شاهد هذه الملحمة وشعر بأثرها، فهناك رب قد ضحك !


وربما رسولنا ينتظر الخبر، يصلون الفجر مع الرسول ، ويصلي طلحة الذي يحمل حكاية أغلى ليلة في بيته .
هل سيتربع أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتنفس تنفس المتقن لتلك الضياف ، ويخبر حبيبه عن أفكار ضيافته لضيفه ؟ هل سيخبره ؟
عن فكرة تعليل الأولاد حتى يناموا؟
أم يسعده بفكرة إطفاء السراج؟
أم يضحكه بفكرة إشعار الضيف أنهم يأكلون وهم لايأكلون!؟
أم يخبره بأن أفراد أسرته ناموا ولم يصل إلى بطونهم إلا رائحة وجبة ذلك الضيف المسكين المجهد .


مافعلته ياطلحة شي يتعدى حد الوصف !، وسوف يفرح النبي بكل هذه الأفكار .
تكلم ، إرو الحكاية ، إجعل الصحابة يتحلقون حولكم لتروي لهم مايسعدهم ، ويرفع مقامك عندهم ، لا لم يفعل !!
يقوم طلحة والصمت على محياه ليخرج من المسجد ، وقلبه يردد الوجبة لضيف الله ، والليلة لله ، هي لله هي لله .
لوكان يحمل جوالا أو اسنابا ، فلن يلتقط من أحداث تلك الليلة صورة، ولايعلم أن الصورة التقطت ، والأنفاس رصدت ، والإتقان قبل ، والرحمة كتبت ، والليلة خلدت ، والرب ضحك، والخبر قد وصل .
.
يناديه صلى الله عليه وسلم بوجه المعلم المفتخر بطالبه، والرسول المعتز بصاحبه:
“ياطلحة : لقد ضحك الله بصنيعك بضيفكم البارحة”
ياطلحة : الله الذي خلقك ، يعجب ويضحك بصنيعك .
ياطلحة: كان الله معك في كل أنفاسك .
ياطلحة: أنت وزوجتك وأولادك ،أضحكتم الله!

عندما يكون هذا الاكرام تكون الرحمة"!


المصدر/ موقع صيد الفوائد.

اللّهمّ أعنا على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.

إعجاب واحد (1)