" الأسبستوس ".. مطالب بفرض حظر عالمي


صحيفة الاقتصادية الالكترونية

" الأسبستوس "… مطالب بفرض حظر عالمي

م .صالح المطيري
تعمل الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي (ISSA) على عمل نشرات دورية حول مادة الأسبستوس في محاولة فرض حظر عالمي عليه، كما دعت أعضاء الجمعية إلى المشاركة في هذا العمل بما يمكن أن يسهم في تحقيق الهدف المرجو، وبذلك فإنه وباسم المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية سنورد بعض الحقائق حول هذه المادة الخطيرة لما يمكن أن ينجم عن استخدامها أو التعامل معها من مخاطر جسيمة.
لقد عرفت مادة الأسبستوس منذ أقدم العصور ونظر إليها على الدوام على أنها مادة طبيعية ثمينة. ويشتق اسمها من كلمة يونانية تعني “غير قابل للتغيير”، “غير قابل للتلف”، و"غير قابل للاحتراق".
يندرج تحت اسم الأسبستوس ستة من المعادن الطبيعية التي يمكن تصنيفها بناء على صفاتها المعدنية إلى مجموعتين أو عائلتين هما سيليكات المغنيسيوم الصخرية والتي تعرف بـ serpentines في اللغة الإنجليزية وتشتمل على الكريسوتايل (الأسبستوس الأبيض)، والأمفيبولات أو ما يعرف بـ “الحائرات”، وهي عبارة عن خامات سيليكات الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم وغيرها، وتشتمل على الكروسيدولايت (الأسبستوس الأزرق) والأموسايت (الأسبستوس البنّي)، وهما الأكثر شيوعاً من حيث استعمالهما في الصناعة.
وتتكون مادة الأسبستوس من ألياف طويلة بالغة النعومة، حيث إنها مقاومة للحرارة والأحماض والمواد القاعدية ، إضافة إلى أنها موصل ضعيف للحرارة والكهرباء تتمتع بقوة ميكانيكية عالية (قوة القص والشد) فقد دخلت في طائفة واسعة من الاستخدامات. ونسيج الألياف الذي تتسم به يسمح بنسجها أو حياكتها، كما أن ألياف الأسبستوس ممكن أن تكون غباراً ذراته دقيقة جداً وغير مرئية بالعين المجردة، ومن الممكن استنشاقها ودخولها إلى الجسم لتستقر في أعماق الرئتين، وهذا مكمن الخطر في مادة الأسبستوس.
وقد استخدم الأسبستوس وما زال يستخدم في العديد من الدول في عدة صناعات مثل صناعة أسمنت الأسبستوس كمادة عازلة، وصناعة أنابيب أسمنت الأسبستوس لتوزيع مياه الشرب وصناعة الكرتون والورق وبطانة للكوابح ومجموعة القابض (الكلتش أو الدبرياج) في صناعة السيارات، وأيضاً في الدهانات وطبقات التغليف والحشوات، كما دخلت مادة الأسبستوس في بناء وتشكيل العديد من الأجهزة المختلفة مثل الأفران ومواقد الطبخ والتدفئة والثلاجات وسخانات الماء.
وقد أجمع العلماء على أن الأسبستوس مادة مسرطنة للبشر بغض النظر عن أنواعه واستخداماته ولا يوجد ما يمكن أن يسمى بالأسبستوس الجيد، فقد قتلت هذه الآفة المعروفة مئات الآلاف من بني البشر، حيث إن معظم الأورام التي تتسبب بها وبخاصة ورم المتوسطة mesothelioma ما زالت بحاجة إلى علاج طبي فاعل، كما أن التعرض لألياف الأسبستوس يزيد من خطر الإصابة بالسرطان القصبي الرئوي، وتراوح فترات الحضانة بين فترة التعرض للأسبستوس وبداية ظهور الأعراض المرضية في معدلها من 15 إلى 20 سنة وقد تطول إلى 30 سنة .
وعلى الرغم مما تقوم به الجمعيات والهيئات والمنظمات العالمية الهادفة إلى منع المخاطر وحماية الأيدي العاملة من المطالبة بفرض حظر على هذه المادة ومنع استخدامها أو التعامل معها وما تم حول هذا الأمر من عقد مؤتمرات وطباعة منشورات توضح ما يمكن أن ينتج عن استخدام هذه المادة، إلا أنه ما زال هناك إنتاج لمادة الأسبستوس يفوق مليوني طن سنوياً، وهذه الكمية في ازدياد حسبما أفادت به الجمعية العالمية للضمان الاجتماعي كما أنه ما زالت هناك دعوات بأن هناك أنواعا من الأسبستوس أقل خطرا ودعوات للسماح باستخدامها.

مفتش الصحة والسلامة المهنية
في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية