الأمراض الجنسية عقوبة ربانية (3)

كتبه/ د.علاء بكر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ذكرنا أن الأمراض الجنسية عقوبة دنيوية عاجلة للمصابين بها دون غيرهم، وذكرنا بعض الأوجه الدالة على اختصاص المصابين بها بأمور ليست لغيرهم من المرضى، بما يدل على اختصاصهم بالعقوبة بهذه الأمراض الجنسية، ونذكر كيف أن الميكروبات المسببة للأمراض الجنسية لها خصوصيات ليست لغيرها من الميكروبات، فقد خصصت بتلك الخصائص؛ لتكون وبالاً وعذاباً مستمراً لا ينقطع عن الممارسين للمتع المحرمة من الزناة والشواذ.
فمن تلك الخصائص لميكروبات الأمراض الجنسية :-
1- أنها تتمتع بقدرة فائقة على اختراق جلد الإنسان حول الأعضاء التناسلية، رغم أن الجلد يعد من الموانع الطبيعية للجسم أمام الميكروبات الأخرى، كما أنها سريعة التكاثر فتتضاعف بالملايين، وتنتشر بسرعة في مناطق عميقة من جسم الإنسان، فتحدث فيه الآلام المبرحة، وتكوِّن البثور والتقرحات والثآليل والأورام الكثيرة، والتي يعاني معها المريض لفترات طويلة إذ أنها لا يعرف لها في الغالب العلاج الفعال.
2- أن هذه الميكروبات لا يقدر جسم الإنسان على تكوين المناعة ضدها، ففي معظم الأمراض الأخرى على اختلافها ينجح الجسم في تكوين مضادات طبيعية لميكروبات المرض، تساعد على شفاء المريض، وتحميه بعد الشفاء لفترات طويلة أو قصيرة، أو تحميه طول العمر من التعرض للإصابة بهذا الميكروب من جديد، أما في ميكروبات الأمراض الجنسية فلا يكوِّن جسم المريض هذه المضادات الطبيعية، فيبقى المريض مهدداً بالإصابة بنفس الميكروب ونفس المرض إذا شفى منه لعدم قدرة الجسم دفعها عنه.
3- إن ميكروبات الأمراض المختلفة على تنوعها فقد نجح العلماء في إنتاج الأمصال والطعوم الواقية منها؛ لذا أمكن التحكم في كثير من الأمراض المعدية، والحد من خطورتها: كالسل والجدري والحصبة وشلل الأطفال والدفيتريا وغيرها، بينما يقف العلم عاجزاً عن تحضير أي طعوم أو أمصال واقية من الأمراض الجنسية، رغم الجهود الطبية والعلمية في هذا المجال لعشرات السنين، لتبقى لهذه الميكروبات قدرتها المستمرة على إصابة الممارسين للمتع المحرمة والشذوذ الجنسي.
4- إن هذه الميكروبات يصعب دراستها، لغموض أحوالها وغريب أطوارها، وقدرتها على التحور والتغير، مما يتعسر معه السيطرة الكاملة عليها أو القضاء عليها، لذا فهي تعاود الظهور والانتشار من فترة لأخرى بصور أشد مما ظهرت من قبل، فتحصد الأرواح وتسبب المضاعفات المزمنة، أما غيرها من الميكروبات فقد أمكن دراسة أكثرها والتعرف عليها، والتعامل معها والحد من خطورتها، بل تم القضاء والاستئصال لبعضها بالكلية كالجدري والجمرة الخبيثة.
5- أنه رغم التقدم العلمي المذهل خاصة في مجال الطب الحديث، فلم يستطع العلماء أن يحدوا أو يقللوا من الإصابة بالأمراض الجنسية، فما زالت ميكروبات الأمراض الجنسية ترتع كما تشاء في أبدان مقترفي المتعة الحرام وأصحاب الشذوذ الجنسي وتفتك بهم، بينما تم الحد والتحجيم للعديد من الأمراض الأخرى وتمت السيطرة عليها.
6- إن هذه الميكروبات حصدت أرواح الملايين، وتكلف البشرية المليارات من الدولارات سنوياً، وتسبب المعاناة لمرضاهم وأقربائهم بما لا يعرف عن غيرها من ميكروبات الأمراض الأخرى التي أمكن السيطرة عليها والحد من خطرها.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف