الاهنمام بالمظهر

[SIZE=“4”]ان أبو حنيفة جالساً يوماً بين طلابه في المسجد يدرس …
…وكان به ألم في ركبته … وقد مد رجله … واتكأ على جدار …
في هذه الأثناء … أقبل رجل عليه لباس حسن … وعمامة حسنة … ومظهر مهيب … كان وقوراً في مشيته … جليلاً في خطوته …
أفسح له لطلاب حتى جلس بجانب أبي حنيفة …
فلما رأى ابو حنيفة مظهره … ورزانته … ورتابة هيئته , استحى من طريقة جلسته وثنى رجله … وتحمل ألم ركبته لأجله …
استمر أبو حنيفة في درسه والرجل يسمع …
فلما انتهى من الدرس …
بدأ الطلاب يسألون … فرفع ذلك الرجل يده ليسأل …
التفت إليه الشيخ … وقال : ما سؤالك ؟
فقال : يا شيخ … متى وقت صلاة المغرب ؟
قال : إذا غربت الشمس … !!
قال : وإذا جاء الليل والشمس لم تغرب … فماذا نفعل ؟!
فقال أبو حنيفة : آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه … ومد رجله كما كانت …
وسكت عن هذا السؤال المتناقض !!.. إذ كيف يأتي الليل والشمس لم تغرب ؟!!
يقولون إن النظرة الأولى إليك تكوِّن في ذهن المقابل أكثر من 70% من تصوره عنك …
ويبدو أنه عند التأمل ستجد أن النظرة الأولى تكون أكثر من 95% عنك … حتى تتكلم … أو تعرِّف بنفسك …
ولو مشيت في ممر في مستشفى أو شركة وبجانبك شخص عليه ثياب حسنة … وعليه وقار في مشيته … لرأيت أنك – ربما لا شعورياً – إذا وصلت إلى باب في الممر التفتَّ إليه وقلت له : تفضل … طال عمرك !!
ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرأيتها فوضى … هنا فردة حذاء مرمي … وهنا روق شاورما … وهما منديل … وأشرطة كاسيت متناثرة …
لكونت فكرة عن الشخص مباشرة أنه فوضوي … غير مبال بالترتيب …
وكذلك في لباس الناس … ومظهرهم العام …
والذي أعنيه هنا هو الاهتمام بالمظهر لا الإسراف في اللباس أو السيارة … أو الأثاث … أوغيرها …
كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) يعتني بهذه النواحي كثيراً …
فكان له حلة حسنة يلبسها في العيدين والجمعة …
وكانت له حلة يلبسها في استقبال الوفود …
كان يعتني بمظهره ورائحته …
وكان يحب الطيب …
قال أنس (رضي الله عنه ) : كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) … أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ … إذا مشا تكفأ …
وما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) …
ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة النبي (صلي الله عليه وسلم ) … وكانت يدُه مطيبةً كأنما أخرجت من جؤنة عطار …
وكان (صلي الله عليه وسلم ) … يعرف بريح الطيب إذا أقبل …
وقال أنس (رضي الله عنه ) ( كان رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) لا يرد الطيب ) …
قال أنس : ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) …
وكان (صلي الله عليه وسلم ) أحسن الناس وجهاً … كان وجهه مستنيراً كالشمس …
وكان إذا سُرّ استنـار وجهه … حتى كأن وجهه قطعة قمر …
قال جابر بن سمرة رأيت رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) في ليلة مضيئة مقمرة …
فجعلت أنظر إلى رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) وإلى القمر … وعليه حلة حمراء … فإذا هو عندي أحسن من القمر …
وكان يأمر المسلمين بذلك يأمر المسلمين بمراعاة المظهر …
عن أبي الأحوص عن أبيه (رضي الله عنهما ) … قال : أتيت النبي (صلي الله عليه وسلم ) وعليّ ثوب دون ( أي ردئ ) …
فقال (صلي الله عليه وسلم ) : ألك مال ؟ قلت : نعم …
قال : من أي المال ؟ قلت : من الإبل والبقر والغنم والخيل والرقيق …
فقال (صلي الله عليه وسلم ) : فإذا آتاك الله مالاً … فلُيرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامتِه …
وقال (صلي الله عليه وسلم ) : ( من أنعم الله عليه نعمة … فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) .
وعن جابر بن عبدالله (رضي الله عنه ) قال :
أتانا رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) … زائراً في منزلنا فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره …
فقال : أما كان يجد هذا ما يُسكن به شعره ؟
ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال : أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه ؟ …
وقال : ( من كان له شعر فليكرمه ) …
وكان يحرّص على حسن السمت … وجمال الشكل … واللباس … وطيب الرائحة …
وكان يردد في الناس قائلاً : ( إن الله جميل يحب الجمال ) ( ) …

تجربة …
النظرة الأولى إليك تطبع في ذهن المقابل 70% من تصوره عنك …
لد\محمد العريفي
[/size]