الحجاج بن يوسف الثقفي .. سفاح أم بطل .. وهل ظلمه التاريخ

الحجاج بن يوسف الثقفي … سفاح أم بطل … وهل ظلمه التاريخ

الحجاج بن يوسف هو من اغرب الشخصيات عبر التاريخ ، تحول من معلم قران فى بلدة صغيرة الى قائد جيوش الدولة الاموية .

تارة يوصف بالايمان والتقوى والبعد عن الملذات و تارة يوصف بالدموية والجبروت وانه سفاح قاتل .

اختلف المؤرخون في شخصية الحجاج بين مدح وذم ، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل، يؤدي إلى نتيجة بعيدة عن الأمانة والنزاهة.

ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.

ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم .
( كتاب البداية والنهاية 9|133 )

نشأة الحجاج بن يوسف الثقفي

ولد الحجاج بن يوسف عام 660 ميلاديا ، الموافق عام 40 هجريا ، ولد و نشأ فى الطائف بالقرب من مكة المكرمة فى غرب السعودية .

ترجع اصول الحجاج بن يوسف الى قبيلة ثقيف بالطائف ، تعلم منذ صغره القران الكريم والحديث الشريف واللغة العربية الفصحى ، وقد عمل فى بداية شبابه معلما للقران الكريم مثل والده دون مقابل ، وقد عرف بحسن العبادة وأنه كان غيورا على القران الكريم والبراعة فى مجال الخطابة .

كان الطائف فى تلك الفترة يحكمها ولاة عبدالله بن الزبير الذي عرفوا بالقسوة على أهل الطائف ، فهاجر الحجاج بن يوسف من ثقيف الى بلاد الشام .

الحجاج بن يوسف فى شرطة الامارة

التحق الحجاج بشرطة الامارة تحت قيادة الوزير (روح بن زنباع) ، وكانت شرطة الامارة تعاني فى تلك الفترة من سوء التنظيم وقلة العدد وخروج افراد الشرطة على النظام والتهاون فى عملهم .

عرف الحجاج بن يوسف سريعا بالحماسة و الانضباط ، وسارع الى تنبيه الوزير (روح بن زنباع) لكل خطأ أو خلل بالشرطة .

نتيجة لما تعانيه الشرطة من مشاكل جمة ، طلب الخليفة (عبدالملك بن مروان) من الوزير (روح بن زنباع) اجراء اعادة هيكلة للشرطة ، فرشح الوزير ان يكون الحجاج بن يوسف نائبا له فى قيادة الشرطة بصلاحيات كبيرة .

بمجرد تولى الحجاج (30 عام) لمنصبه الجديد أسرف فى معاقبة المخالفين من رجال الشرطة وضبط امور الشرطة ، ولم يفوت الحجاج فرصة لاظهار الولاء للخليفة ، فما عاد من رجال الشرطة تراخ ولا لهو إلا بعض رجال الشرطة القدامى من رجال (روح بن زنباع) ، فجاء الحجاج فى احد الايام فوجدهم يأكلون ويتسامرون اثناء وقت العمل فى حديقة ملك (روح بن زنباع) ، فنهاهم الحجاج عن ذلك ، فسخروا منه ، فأمر الحجاج بالقبض عليهم و جلدهم بالسياط ، ثم امر باحراق تلك الحديقة .

واشتكى (روح بن زنباع) للخليفة من افعال الحجاج فى رجاله القدامى واحراق حديقته ، فأمر الخليفة (عبدالملك بن مروان) بإحضار الحجاج بن يوسف لسؤاله عن الواقعة , فلما حضر الحجاج بادره الخليفة بالسؤال ( ما حملك على ما فعلت ؟؟ ) ،

فأجاب الحجاج : ( انا ما فعلت ذلك )

الخليفة : ( و من فعل ذلك ؟ )

الحجاج : (إنما أنت من فعل يا** **أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، انما يدي يدك ، و سوطى سوطك ، وما على امير المؤمنين الا ان يخلف بن زنباع عوض الحديقة بحديقتين ، ولا يكسرني فيما قدمني اليه )

فأمر الخليفة بتعويض (روح بن زنباع) و رفع من منزلة الحجاج بن يوسف الثقفي .

الحجاج بن يوسف فى الجيش

قرر الخليفة (عبدالملك بن مروان) عام 72 هجرياً تسيير جيش لمحاربة (مصعب بن الزبير) تحت قيادة الخليفة بنفسه لاستعادة العراق ، ولكن اغلب أهل الشام رفضوا الانضمام للجيش ، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم ، ففعل الخليفة .

فأعلن الحجاج لأهالي الشام أن أيما رجل قدر على حمل السلاح ولم يخرج معه وينضم للجيش ، أمهله ثلاثة أيام ، فأن لم يخرج للجهاد أمر بقتله وأحرق داره وانتهب ماله ، وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه ، فأطاعه الجميع ، وخرجوا معه جميعا بالجبر لا الاختيار .

وانتهت الحرب بإنتصار جيش (عبدالملك بن مروان) على جيش (مصعب بن الزبير) فى معركة دير الجثاليق فى شهر جمادى الاخر من عام 72 هـ ، و مقتل (مصعب بن الزبير) بعد خيانة أهل العراق له ، و عادت العراق الى حكم الدولة الأموية .

الحجاج بن يوسف يقود الجيش لمحاربة عبدالله بن الزبير

بعد استعادة العراق ، قرر (عبدالملك بن مروان) عام 73 هـ تسيير جيش ضخم لمحاربة (عبدالله بن الزبير) واستعادة منطقة الحجاز و مكة المكرمة ، ونظرا لحساسية مهمة الجيش من الناحية الدينية فقد احتاج الأمر الى قائد قاسي القلب لا يهتم بما سيقوله التاريخ عنه ، فقرر الخليفة تكليف (الحجاج بن يوسف) بقيادة الجيش وخصوصا بعد نجاحه فى جميع المهمات التي كلف بها .

نتيجة لحكم (عبدالله بن الزبير) القاسي انفض الرجال من حوله و خذلوه ، ولم يبق حوله العديد من الجنود ، فقرر التحصن بمكة المكرمة بجوار الكعبة .

حاول (الحجاج بن يوسف) محاصرة مكة حصارا شديدا لشهور مع ترك مخرج واحد حتى يستسلم (عبدالله بن الزبير) و رجاله دون مقاومة ويخرجوا منه ، وبالفعل هرب اغلب الرجال حتى اولاد (عبدالله بن الزبير) ، الا ان استسلام الزبير تأخر كثيرا ، فقرر الحجاج دخول مكة بالقوة العسكرية فى يوم 17 من شهر جمادى الاول من عام 73 هـ ، وبالفعل نجح فى ذلك بعد اراقة الكثير من الدماء وقتل بالمعركة بن الزبير و إنتهت دولته التي استمرت نحو تسع سنين .

قطع الحجاج رأس بن الزبير و ارسله الى (عبدالملك بن مروان) ، وصلب الجسد منكسا على احد طرق مكة ، بعث (عبدالله بن عمر) للحجاج قائلا ( أما ان لهذا الراكب أن ينزل ؟ ) ، فأنزله الحجاج و أمر بالصلاة عليه و دفنه .

لقاء الحجاج بن يوسف مع اسماء بنت ابي بكر

بعد أن صلب الحجاج جسد بن الزبير ، كان له لقاء مهيب مع أمه اسماء بنت ابي بكر

الرواية الاولى :-

ارسل الحجاج لذات النطاقين لتأتين اليه أو يبعث جنوده يسحبوها اليه من شعره ، فردت على رسله بأن يرسل جنوده ، فحضر اليها الحجاج ،

فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك ، فأنصرف ولم يراجعها .

الرواية الثانية :-

حضر الحجاج الى اسماء بنت ابي بكر فقال: إن ابنك ألحد في هذا البيت ، وإن الله أذاقه من عذاب أليم.

قالت: كذبت ، كان برا بوالديه ، صواما قواما ، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان ، الآخر منهما شر من الأول .

**ولاية الحجاج بن يوسف على الحجاز

بعد ان انتصر الحجاج فى حربه على (عبدالله بن الزبير) ، ولاه الخليفة (عبدالملك بن مروان) عام 73 هـ ولاية الحجاز بما فيها مكة المكرمة والمدينة المشرفة ، و كان دائم الخلاف مع أهل مكة ، وفى عام 75هـ زار (عبدالملك بن مروان) مكة للحج ، فشكى له أهل مكة من الحجاج ، فعزله عن ولاية الحجاز و ولاه على العراق .

ومن دلائل دهاء الحجاج و فصاحته أن جمع أهل مكة فى المسجد و خطب فيهم :-

يا أهل مكة ، بلغني بكاؤكم و حزنكم على قتل عبدالله بن الزبير ، الا أن الزبير كان من خيار هذه الأمة ، حتى رغب فى الخلافة ، و نازع فيها أهلها ، فخلع طاعة الله ، واستكن بحرم الله ، ولو كان شيئ مانع للعصاة لمنعت ادم حرمة الجنة ، لأن الله سبحانه وتعالى خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وأسكنه جنته ، فلما عصا أخرجه من الجنة بخطيئته ، و ادم اكرم على الله سبحانه وتعالى من ابن الزبير ، والجنة اعظم حرمة من الكعبة ، فأذكروا الله يذكركم … ونزل من على المنبر .

خطبة الحجاج بن يوسف لأهل العراق و الكوفة

بعد تولى الحجاج ولاية العراق ، سافر الى الكوفة ، و أمر جنده بدعوة أهل الكوفة لإجتماع فى المسجد ، ثم دخل المسجد ملثما ، وظل صامتا ، فلما على صوت الناس وضجوا من الانتظار ، خلع عمامته وقال خطبته الشهيرة :-

انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ، أما والله فإني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله . والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى . والله يا أهل العراق ، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه ، فعجم عيدانها عودا عودا ، فوجدني أمرّها عوداً ، وأشدها مكسراً ، فوجهني إليكم ، ورماكم بي . يا أهل العراق ، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق ، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة ، واضطجعتم في مناخ الضلال ، وسننتم سنن الغي ، وأيم الله لألحونكم لحو العود ، ولأقرعنكم قرع المروة ، ولأعصبنكم عصب السلمة و لأضربنكم ضرب غرائب الإبل ، إني والله لا أحلق إلا فريت ، ولا أعد إلا وفيت ، إياي وهذه الزرافات ، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟ يا أهل العراق! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان ، فكفرتم بأنعم الله ، فأتاها وعيد القرى من ربها ، فاستوسقوا واعتدلوا ، ولا تميلوا ، واسمعوا و أطيعوا ، وشايعوا وبايعوا ، واعلموا أنه ليس مني الإكثار و الإبذار و الإهذار ، ولا مع ذلك النفار والفرار ، إنما هو انتضاء هذا السيف ، ثم لا يغمد في الشتاء والصيف ، حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم ، ويقيم له أودكم وصغركم ، ثم إني وجدت الصدق من البر ، و وجدت البر في الجنة ، ووجدت الكذب من الفجور ، ووجدت الفجور في النار. و إن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم وأشخاصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين ، وقد أمرت لكم بذلك ، وأجلتكم ثلاثة أيام، وأعطيت الله عهداً يؤاخذني به ، ويستوفيه مني، لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه أحد لأضربن عنقه ، ولينهبن ماله. ثم التفت إلى أهل الشام، فقال: يا أهل الشام أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأذفر، وإنما أنتم كما قال الله: “ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء” والتفت إلى أهل العراق فقال: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله: “ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار”. اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: “أسكت يا غلام”، فسكت، فقال:" يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام"، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة .

وكانت هذه الخطبة القت الرعب فى قلوب أهل العراق ، فحكم العراق لمدة 20 عاماً .

أهم اصلاحات الحجاج بن يوسف الثقفي

  • وحد نظام الموازين والمكاييل لكامل اقطار الدولة الأموية .

  • سك عملة خاصة بالعرب لأول مرة فى التاريخ .

  • جعل التجنيد بالجيش إجباري .

  • حول لغة دواوين الحكومة من اللغة الفارسية الى اللغة العربية .

  • ارسل الجيوش لفتح بلاد قارة اسيا ونجح فى فتح بلاد السند (باكستان) و تركستان و وصلت الفتوح الإسلامية فى عهد الحجاج الى (كاشغر) على حدود الصين ، ونحسب ان الحجاج لو امتد به العمر لكان فتح باقي بلاد الهند و الصين و لأصبحوا دولا اسلامية الان ، لأن الجيوش تراجعت بموت الحجاج لمحاربة الفتن والثورات الداخلية بالدولة الأموية .

  • منع بيع الخمور فى العراق .

  • الاهتمام الشديد بالزراعة ، بحفر الترع والقنوات وتوفير الادوات اللازمة للزراعة ، حتى وصل به الامر بعمل ختم على يد كل مزارع فيه اسم قريته حتى لا يتركوها ويعملوا فى المدينة .

  • أمر بتشكيل القران الكريم فى المصاحف و وضع النقاط على الكلمات حيث كانت اللغة العربية صعبة الفهم على المسلمين الجدد فى اسيا .


أول درهم عربي بأوامر من الحجاج بين يوسف


الفتوحات الاسلامية بجيوش الحجاج بن يوسف

أشهر اقوال الحجاج بن يوسف الثقفي

  • إني رأيت الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه .

  • إن الله عز وجل كتب على الدنيا الفناء ، وعلى الآخرة البقاء ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء ولا بقاء لما كتب عليه الفناء ، فلا يغرنكم شاهد الدنيا من غائب الآخرة ، فطول الأمل يقصر الأجل .

اخر كلمات الحجاج بن يوسف الثقفي قبل موته

اصيب الحجاج فى اخر بما يبدوا أنه مرض سرطان المعدة ، وتوفى بمدينة (واسط) فى العشر الاواخر من شهر رمضان الكريم من عام 95 هـ عن عمر يناهز الـ 53 عام .

وقد وصل اليه اثناء مرض الموت شماتة أهل العراق وباقي الاقطار فى موته ، وكان رده الفصيح كالاتي :-

قالوا: “مات الحجاج”. فهل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت؟ والله ما يسرني أن لا أموت وأن لي الدنيا وما فيها.

وما رأيت الله رضي التخليد إلا لأهون خلقه عليه، إبليس، قال الله له: { إنَّكَ مِنَ المُنْظَرينَ } فأنظره إلى يوم الدين.** **ولقد دعا الله العبد الصالح فقال: { هَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي } فأعطاه الله ذلك إلا البقاء. ولقد طلب العبد الصالح الموت بعد أن تم له أمره، فقال: { توفَّني مُسْلِماً وألحقني بالصَّالِحِينَ }.

واخر اقوال الحجاج قبل موته بلحظات

يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ ؟

هل كان الحجاج بن يوسف ظالما ؟؟

تعريف كلمة (الظلم) فى اللغة العربية هو : وضع الشيئ فى غير موضعه والتصرف فى حق الغير .

ما عرف عن الحجاج هو القسوة فى عقوبة المذنب ولنسرد قصة من قصص الحجاج .

بعد خطبة الحجاج الشهيرة بالمسجد فى أهل الكوفة فى أول ايام حكمه ، وجد رجلا من كبار الكوفة يدعى (عمير بن ظابئ التميمي) بالمسجد قبل سماع الخطبة يقول ( لعن الله بنى امية حيث يستعملون مثل هذا) وهم بضرب الحجاج بحجراً فى يده إلا انه تراجع خوفا بعد سماع خطبة الحجاج ، فسأل الحجاج عنه فعرف انه ممن دخل على (عثمان بن عفان) يوم مقتله و وطئه برجله وكان يتفاخر بذلك ، فأمر بقطع رأسه .

يقول بعض المؤرخين أن ما كتب فى التاريخ عن الحجاج من فظائع بأوامر من الخليفة (سليمان بن عبدالملك بن مروان) وكان يبغض الحجاج ، و انه أمر جميع الولاة بذم الحجاج على المنابر فور توليه الحكم و رغم موت الحجاج قبلها بسنوات ، حتى ان الوالي (خالد بن عبدالله القسري) رفض ذلك ، فهدده (سليمان) .

فصعد (خالد) على المنبر وقال : ( إن إبليس كان من الملائكة ففسق ، و كذلك الحجاج ) واكتفى بذلك .

المصادر :-

ابن كثير / كتاب البداية والنهاية / الجزء التاسع

المصدر

إعجاب واحد (1)