الخليج يختطف صناعة الطيران.. ويصبح مفترق الطرق الطبيعي مع العالم

عندما دفعت شركة طيران الإمارات 198 مليون دولار، لنادي أرسنال الإنجليزي لكرة القدم لكتابة علامتها التجارية على النادي الرياضي في لندن، لم يكن مثل هذا العمل مجرد رعاية لعلامة تجارية لناد رياضي، بل كان مؤشراً على تغير في ميزان القوى في صناعة الطيران المدني العالمية.

وفي الوقت الذي تعاني فيه صناعة الطيران العالمية من الزيادة المستمرة في أسعار النفط، تستخدم دول الخليج ثروتها الهائلة من البترودولارات في إطلاق عنان صناعة، تبرز بسرعة كقوة أساسية على الساحة العالمية.

ويقدر مصرف “إتش إس بي سي” قيمة إجمالي إنتاج النفط لدول الخليج مجتمعة عند 750 مليار دولار هذا العام بحساب سعر برميل النفط عند 130 دولارا. وفي حال استمر السعر على مدى السنوات الأربع المقبلة فإن الإيرادات النفطية ستبلغ 4300 مليار دولار.

تنويع الاقتصاد
وفقا لـما ورد في تحقيق لـ"الفايننشال تايمز" عربته جريدة “القبس” الكويتية ونشرته اليوم السبت 19-7-2008 تستخدم منطقة الخليج إيراداتها المالية لتنويع اقتصاداتها ومصادر دخلها بعيدا عن النفط والغاز. وتتخذ حكومات دبي وقطر وأبوظبي من الطيران، مجالاً أساسيًّا من مجالات تنويع مصادر الدخل.

ويقول مدير العمليات في شركة مبادلة للتنمية وليد أحمد المهيري، “صناعة الطيران تضفي القيمة التي نريدها لاقتصادنا والتي تتوزع إلى أجزاء أخرى منه”. وتعتزم شركة قطر للطيران مضاعفة أسطولها من الطائرات إلى 110 طائرات بحلول عام 2013 في حين تقول طيران الإمارات وهي أكبر شركة للطيران في العالم العربي أن لديها “طلبيات” وخيارات شراء متميزة لـ 244 طائرة بوينغ وإيرباص تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

كما أعلنت شركة الاتحاد للطيران التي تأسست قبل خمس سنوات فقط عن إبرام صفقة شراء 205 طائرات ذات الجسم العريض والضيق في معرض فارونبورو والجوي العالمي بقيمة 43 مليار دولار.

تنويع الاقتصاد
وفقا لـما ورد في تحقيق لـ"الفايننشال تايمز" عربته جريدة “القبس” الكويتية ونشرته اليوم السبت 19-7-2008 تستخدم منطقة الخليج إيراداتها المالية لتنويع اقتصاداتها ومصادر دخلها بعيدا عن النفط والغاز. وتتخذ حكومات دبي وقطر وأبوظبي من الطيران، مجالاً أساسيًّا من مجالات تنويع مصادر الدخل.

ويقول مدير العمليات في شركة مبادلة للتنمية وليد أحمد المهيري، “صناعة الطيران تضفي القيمة التي نريدها لاقتصادنا والتي تتوزع إلى أجزاء أخرى منه”. وتعتزم شركة قطر للطيران مضاعفة أسطولها من الطائرات إلى 110 طائرات بحلول عام 2013 في حين تقول طيران الإمارات وهي أكبر شركة للطيران في العالم العربي أن لديها “طلبيات” وخيارات شراء متميزة لـ 244 طائرة بوينغ وإيرباص تبلغ قيمتها 60 مليار دولار.

كما أعلنت شركة الاتحاد للطيران التي تأسست قبل خمس سنوات فقط عن إبرام صفقة شراء 205 طائرات ذات الجسم العريض والضيق في معرض فارونبورو والجوي العالمي بقيمة 43 مليار دولار.
نقطة جذب
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد ،جيمس هوغان، “لقد أصبح الخليج مفترق الطرق الطبيعي مع العالم”. وبشكل عام، ستزيد شركات الطيران العربية أساطيلها بحدود الثلثين إلى 900 طائرة بحلول عام 2015 من 550 طائرة في عام 2006، بحسب منظمة شركات الطيران العربية.

وبدعم من حكوماتها، فإن شركات تأجير الطائرات، وشركات الطيران في الإمارات والكويت وقطر تعتبر ضمن قلة من كبار مشتري الطائرات في العالم في وقت تتداعى فيه المشتريات في أماكن أخرى من العالم بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتراجع الأرباح. ويقول المهيري “إن مركز عالم الطيران المدني ينتقل هنا، وصانعو الطائرات يهتمون بالرد على مكالماتنا الهاتفية”.

وتتنافس حكومات الخليج مع الغرب في مجال تأجير الطائرات أيضا. إذ أعلنت شركة آلافكو الكويتية عن خطط لشراء طائرات جديدة بقيمة 4,2 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة. كما اشترت دبي يوروسبيس إنتربرايزيس دي إيه آي كابيتال وتقدمت بطلبيات شراء طائرات بقيمة 31 مليار دولار، وذلك بحسب تقارير صحفية محلية.

نفوذ الطيران
المؤشرات على تزايد نفوذ الخليج في صناعة الطيران واضحة على الأرض، كما هي في الأجواء. فبالإضافة إلى ازدياد الطلب المحلي على الرحلات الجوية، تتنافس كل من الإمارات وقطر على السيطرة على الرحلات الجوية المربحة بين أسيا وأوروبا وتوسعان من مطاراتهما للتعامل مع ارتفاع عدد المسافرين.

ويقول محلل الطيران العالمي في دويتشه بنك بنجامين فدلر، الكثير من طلب شركات الطيران القادم من المنطقة جديد، لكن بعضها قوي بشكل واضح، وخصوصا أن الإمارات تسعى لأن تحل محل عدد من المراكز الموجودة حاليا مثل سنغافورة بل وحتى باريس وهيثرو".

الإنفاق على السفر
وسيتضاعف الإنفاق على السياحة والسفر في الشرق الأوسط في غضون عقد من الزمن بفضل النمو الاقتصادي الذي يغذيه النفط والمشروعات المصممة لاجتذاب الزوار، بحسب مجلس السفر والسياحة العالمي. ولاستقطاب مزيد من المسافرين من جميع أنحاء العالم، يتم العمل على مشروعات ضخمة لتطوير المطارات في الخليج بقيمة 40 مليار دولار والتي ستزيد من الطاقة الاستيعابية السنوية لتلك المطارات بأكثر من 10 مرات من التعداد السكاني للمنطقة بحلول 2015.

أما دبي، التي تبني مطار آل مكتوم في جبل دبي، والمتوقع أن يكون أكبر مطار في العالم إضافة إلى أن التوسعات التي تُجرى في أبوظبي ستزيد من الطاقة الاستيعابية لمطارات الإمارات لتصل إلى 250 مليون مسافر في السنة.

توسيع المجال
وتستخدم دي إيه آي وشركة مبادلة لتنمية الأموال الحكومية لتوسيع نطاق الخدمات والتقنيات المرتبطة بالطيران. إذ اشترت “مبادلة” مع دي إيه آي حصة نسبتها 40% في شركة إس آر تكنيكس السويسرية وحصة 35% في بياجيو يورو إندستريز في إيطاليا، بهدف زيادة قدرتهما التقنية وخبرتهما في قطاع الطيران المحلي. ويقول فدلر “لن يفاجئني أن أرى مزيدا من الاهتمام بإبرام صفقات استحواذ جديدة بالنظر إلى الاستراتيجيات التي أعربت عنها دول الخليج وتأثر أسعار أسهم شركات صناعة الطيران الأوروبية بالاضطرابات الحالية”. وبحسب المهيري فإن الهدف النهائي لأبوظبي هو إنجاز قطاع طيران متكامل من الطيران المدني إلى صناعة الطيران يساهم في 2 – 4% في الاقتصاد في غضون جيل.

ومع ذلك فإن المخاوف من أن الاندفاع في الخطط الرامية إلى تأسيس صناعات طيران محلية، قد يكون مبالغا فيها بالنسبة إلى قطر وأبوظبي ودبي إذ يقول فدلر “ما هو المجال المتوافر للجميع لتنفيذ ناجح لاستراتيجيات متشابهة ومتزامنة؟ على المدى الطويل، لا بد من التعامل مع تطلعاتهم للنمو بدرجة من الحذر”.