بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

فاطمة الزهراء زينب رقيّة أم كلثوم أمامة بنت أبي العاص بن الربيع

[B]فاطمة الزهراء[SIZE=4] بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية -صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها- كانت تكنى أم أبِيها بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة .

ونقل ابن فتحون عن بعضهم: بسكون الموحدة بعدها نون، وهو تصحيف، وتُلَقَّبُ الزهراء .

روت عن أبيها، روى عنها ابناها وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس، وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها .

قال عبد الرزاق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأحبهن إليه، وقال أبو عمر: اختلفوا أيَّتُهُنَّ أصغر؟ والذي يسكن إليه اليقين أن أكبرهن زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة، وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة رقية.

واختلف في سنة مولدها؛ فروى الواقدي، من طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تُبْنَى والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ابن خمس وثلاثين سنة؛ وبهذا جزَمَ المدائني .

ونقل أبو عمر، عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين .

وتزوجها علي أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك، وانقطع نسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلا من فاطمة .

ذكر ابن إسحاق في “المغازي الكبرى” حدثني ابن أبي نجيح، عن علي أنه خطب فاطمة، فقال له النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: هل عندك من شيء؟ قلت: لا. قال: فما فعلتْ الدرعُ التي أصبتها -يعني من مغانم بدر.

وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان هو ابن بلال، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه: أَصْدَقَ علي فاطمةَ درعًا من حديد.

وعن حازم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لعلي حين زوَّجه فاطمة: اعطها درعك الحطمية هذا مرسل صحيح الإسناد.

وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيوب أتم منه، وأخرج أحمد في “مسنده” من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ابنته، فقلت: والله مالي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: وهل عندك شيء؟ فقلت: لا.قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ قلت: هو عندي. قال: فأعطها إياها .

وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عباس وأخرج ابن سعد، عن الواقدي من طريق أبي جعفر، قال: نزل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على أبي أيوب، فلما تزوج علي فاطمة، قال له: التمِسْ منزلا فأصابه مستأخرا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلم حارثة بن النعمان، فقال: قد تحول حارثة حتى استحييت منه، فبلغ حارثة، فجاء، فقال: يا رسول الله، والله، الذي تأخذ أحب إليَّ من الذي تدع. فقال: صدقت، بارك الله فيك، فتحول حارثة من بيت له فسكنه علي بفاطمة .

ومن طريق عمر بن علي، قال: تزوج علي فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبني بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة.

وفي “الصحيح” عن علي قصة الشارفين لمّا ذبحهما حمزة وكان علي أراد أن يبني بفاطمة؛ فهذا يدفع قول من زعم أن تزويجه بها كان بعد أُُحد؛ فإن حمزة قُتل بأُحد.

قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة ما رأيت قط أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من “المعجم الأوسط” وسنده صحيح على شرط الشيخين إلى عمر

وقال عكرمة، عن ابن عباس خطَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أربعة خطوط، فقال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية

وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة مرفوعا: خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة .

وقال الشعبي، عن جابر: حسبُكَ من نساء العالمين أربع… فذكرهُنَّ، وقال عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري -مرفوعا: سيدة نساء أهل الجنة فاطمة إلا ما كان من مريم .

وفي “الصحيحين” عن المسور بن مَخرمة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على المنبر يقول: فاطمة بضْعَةٌ منِّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابَها .

وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لفاطمة: إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك ، وأخرج الدولابي في “الذرية الطاهرة” بسند جيد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة بنى علي بفاطمة لا تُحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما .

وقالت أم سلمة في بيتي نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت[/size][SIZE=4]الآية، قالت: فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي… الحديث.

أخرجه الترمذي والحاكم في “المستدرك”، وقال: صحيح على شرط مسلم .

وقال مسروق، عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأنَّ مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسَرَّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكتْ، فقلت: ما رأيت كاليوم أقربَ فرحًا من حزنٍ، فسألتها عما قال.

فقالت: ما كنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سِرَّه، فلما قبض، سألتها فأخبرتني أنه قال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لُحُوقًا بي، ونِعْمَ السلف أنا لك فبكيتُ، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ فضحكتُ .

وقالت أم سلمة جاءت فاطمة إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة، فبكيت، فقال: أما يسرُّك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم؟ فضحكتُ أخرجه أبو يعلى .

وأخرج ابن أبي عاصم، عن عبد الله بن عمرو بن سالم المفلوج بمسند من أهل البيت، عن علي أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك .

وأخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: علي وفاطمة والحسن والحسين أنا حربٌ لمَنْ حاربهم، وسلم لمن سالمهم .

ونقل أبو عمر في قصة وفاتها أن فاطمة أوصت عليا أن يُغَسِّلَهَا هو وأسماء بنت عميس؛ واستبعده ابن فتحون؛ فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر الصديق

قال: فكيف تنكشف بحضرة علي في غُسل فاطمة؟! وهو محل الاستبعاد.

وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قبل موتها بقليل، وأوصت ألا تُكشف ويُكتفى بذلك في غُسلها؛ واستبعد هذا أيضا.

وقد ثبت في “الصحيح” عن عائشة أن فاطمة عاشت بعد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ستة أشهر، وقال الواقدي: وهو ثبت.

وروى الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار: أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر، وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل: شهرين، وعند الدولابي في “الذرية الطاهرة” بقيت بعده خمسة وتسعين يوما، وعن عبد الله بن الحارث: بقيت بعده ثمانية أشهر.

وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل من حديث أم رافع، قال: مرضت فاطمة، فلما كان اليوم الذي تُوُفِّيّتْ قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غُسلا فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم لبست ثيابًا لها جُدُدًا، ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه واستقبلت القبلة، وقالت: يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت فلا يكشفنَّ لي أحد كنفًا، فماتت، فجاء علي فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك .

وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى أن عليا غسَّل فاطمة.

ومن طريق عبيد الله بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عباس في حفرتها.

وروى الواقدي، عن طريق الشعبي، قال: صلى أبو بكر على فاطمة؛ وهذا فيه ضعف وانقطاع، وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووهَّاه الدارقطني وابن عدي .

قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لما زوَّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوُها ليف، ورحاءين، وسقاءين، قال: فقال علي لفاطمة يوما: لقد شقوتُ حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله بسبي، فاذهبي فاستخدمي، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى تجلت يداي، فأتت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ما جاء بك أي بنية؟

فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيتْ أن تسأله، ورجعت، فأتياه جميعًا، فذكر له علي حالهما، قال: لا، والله لا أعطيكما وأدع أهل الصُّفَّة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما، فثَارا، فقال: مكانكما، ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟

فقالا: بلى. فقال: كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان في دُبُرِ كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبِّران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبِّرا أربعا وثلاثين. قال علي فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن. وقال له ابن الكوَّاء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين .

وقال أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شِدَّة على فاطمة، فقالت: والله لأشكونَّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فانطلقت وانطلق علي في إثرها فكلمته، فقال: أي بُنَيَّة، اسمعي واستمعي واعقلي: إنه لا إمْرَةَ لامْرَأَةٍ لاتأتي هوى زوجِها وهو ساكت. قال علي فكففت عما كنت أصنع، وقلت: والله لا آتي شيئًا تكرهينه أبدا .

أخبرنا عبيد الله بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال فقيل له: دخلتَ وأنت على حال وخرجتَ ونحن نرى البِشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحب اثنين إليَّ.

وأخرج الواقدي بسند له، عن أبي جعفر، قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك، فقال العباس ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، وولد علي قبلها بسنوات.

وقال الواقدي: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلَوْنَ من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.

ومن طريق عمرة: صلى العباس على فاطمة، ونزل في حفرتها هو وعلي والفضل.

ومن طريق علي بن الحسين: أن عليا صلى عليها، ودفنها بليل بعد هدأه، وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك.

وقال الواقدي: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون إن قبر فاطمة بالبقيع، فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع . [/size][/b]
==============
[B]زينب بنت سيد ولد آدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشية الهاشمية
[SIZE=4]
هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهن، ولدت قبل البعثة بمدة قيل: إنها عشر سنين، واختلف هل القاسم قبلها أو بعدها، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي وأمه هالة بنت خويلد .

أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبى زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بينهما.

وعن الواقدي بسند له، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا، فأسر فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عرفها، ورق لها، وذكر خديجة فترحم عليها، وكلم الناس، فأطلقوه، ورد عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها ففعل .

قال الواقدي: هذا أثبت عندنا، ويتأيد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال: صلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الصبح فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع فقال بعد أن انصرف: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم قال: والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سمعت، وإنه يجير على المسلمين أدناهم .

وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش فبعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب، فلقوا العير بناحية العيص في جمادي الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص فدخل على زينب، فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت

فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه ففعل، وأمرها ألا يقربها، ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول .

ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة، وأخرج مسلم في الصحيح من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت:

لما ماتت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا … الحديث.

وهو في الصحيحين من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم أن أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها علي بعد فاطمة وقد تقدم ذكرها في الهمزة، وقد مضى لها ذكر في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع وكانت وفاته بعدها بقليل. [/size][/b]
===============
[B]رقية بنت سيد البشر[SIZE=4] -صلى الله عليه وآله وسلم- محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية هي زوج عثمان بن عفان وأم ابنه عبد الله

قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أن زينب أكبر بنات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهن على هذا الترتيب، ونقل أبو عمر، عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن.

وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد الله هناك، فكان يكنى به.

وقال أبو عمر: قال قتادة: لم تلد له قال: وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم، فإن عثمان تزوجها بعد رقية، فماتت أيضا عنده، ولم تلد له، قاله ابن شهاب والجمهور، وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدي أم عثمان حماتها.

وقال ابن سعد: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هي وأخواتها، وتزوجها عتبه بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد الله، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات، فلم تلد له بعد ذلك.

وأخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: لما ماتت رقية قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: مهما يكن من العين ومن القلب فمن الله والرحمة، مهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان، فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه .

قال الواقدي: هذا وهم، ولعلها غيرها من بناته؛ لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر.

وأخرج ابن منده بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي، وهو مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالغار فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام فقال لي: ما فعل عثمان ورقية؟ قلت: قد سارا فالتفت إلى أبي بكر فقال: والذي نفسي بيده إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط .

قلت: وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، والذي عليه أهل السير أن عثمان رجع مكة من الحبشة مع من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر، وقيل وصل لما دفنت.

وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: ما ماتت رقية قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: لا يدخل القبر رجل قارف فلم يدخل عثمان .

قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم، وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية.

ومن طريق قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا فاحتبس خبرهما، فأتت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأة فأخبرته أنها رأتهما، فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: قبحهما الله إن عثمان أول من هاجر بأهله يعني من هذه الأمة.

وذكر السراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة ما هذا؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر. [/size][/b]
=================
[B]أم كلثوم بنت سيد البشر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
[SIZE=4]
اختلف هل هي أصغر أو فاطمة ؟ وتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية عنده.

قال أبو عمر: كان عتبة بن أبي لهب تزوج أم كلثوم قبل البعثة، فلم يدخل عليها حتى بعث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فأمره أبوه بفراقها، ثم تزوجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع، ولم تلد له.

قال: وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدثت بذلك.

قلت: وحديثها بذلك سقته في فتح الباري. والمحفوظ أن قصة أم عطية إنما هي في زينب كما ثبت في صحيح مسلم، ويحتمل أن تشهدهما جميعا.

قال ابن سعد: خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مع فاطمة وغيرها من عيال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فتزوجها عثمان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول سنة ثلاث، وماتت عنده في شعبان سنة تسع، ولم تلد له.

وساق بسند له عن أسماء بنت عميس قالت: أنا غسلت أم كلثوم، وصفية بنت عبد المطلب .

ومن طريق عَمرة: غسلتها نسوة منهن أم عطية .

وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد، عن أنس رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على قبرها، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: فيكم أحد لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا. فقال: انزل في قبرها .

وقال الواقدي بسند له: نزل في حفرتها علي والفضل ، وأسامة بن زيد .

وقال غيره: كان عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلما نزلت: تبت يدا أبي لهب وتب [/size][SIZE=4]قال أبو لهب لابنيه: رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد.

وقالت لهما أمهما حمالة الحطب: إن رقية وأم كلثوم صبتا فطلقاهما. فطلقاهما قبل الدخول.

قلت: وهذا أولى مما ذكر أبو عمر تبعا لابن سعد: إن ولدَي أبي لهب تزوجا رقية وأم كلثوم قبل البعثة. فإنه فيه نظر؛ لأن أبا عمر نقل الاتفاق على أن زينب أكبر البنات، وتقدم في ترجمتها أنها ولدت قبل البعثة بعشر سنين، فإذا كانت أكبرهن بهذه السن، فكيف تزوج من هو أصغر منها؟ نعم، إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل، فكأن الفراق وقع قبل ذلك.

وقال ابن منده: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم.

وروى سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثوب حرير سِيراء. أخرجه ابن منده، وأصله في الصحيح.

وقد تقدم في ترجمة أم عياش مولاة رقية أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء . قال ابن منده: غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد.

وأخرج ابن منده أيضا من حديث أبي هريرة رفعه: أتاني جبرائيل فقال: إن الله يأمرك أن تزوج عثمان أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل صحبتها . وقال: غريب، تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني. [/size][/b]
==================
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية
[FONT=Times New Roman][SIZE=4]
وهي من زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ، قال الزبير في كتاب النسب: كانت زينب تحت أبي العاص فولدت له أمامة وعليا، وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث أبي قتادة : أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها .

أخرجاه من رواية مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير، وأخرجه ابن سعد من رواية الليث عن سعيد المقبري عن عمرو بن سليم أنه سمع أبا قتادة يقول: بينا نحن على باب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذ خرج يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهي صبية فصلى وهي على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها .

وأخرج من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال: لأدفعنها إلى أحب أهلي إلي، فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمامة بنت زينت فأعلقها في عنقها .

وأخرجه ابن سعد من رواية حماد بن زيد عن علي بن زيد مرسلا، وقال فيه: لأعطينها أرحمكن ، وقال فيه: فدعا ابنة أبي العاص من زينت فعقدها بيده وزاد: وكان على عينها غمص فمسحه بيده .

وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أن النجاشي أهدى إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حلية فيها خاتم من ذهب فصه حبشي فأعطاه أمامة .

قال أبو عمر: تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة ، زوجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير فلما قتل علي فآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية: أشاب ذوائبي وأذل ركني أمامة حين فارقت القرينا تطيف به لحاجتها إليه فلما استيأست رفعت رنينا

قال: وكان علي قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص فتزوجها المغيرة فولدت له يحيى، وبه كان يكنى، وهلكت عند المغيرة وقد قيل: إنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة كذلك، وقال الزبير: ليس لزينب عقب.

وقال عمر بن شبه: حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه أنه حدثه عن أهله أن عليا لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي يعني معاوية فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا، فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، وبذل لها مائة ألف دينار فأرسلت إلى المغيرة إن هذا قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه.

قلت: النوفلي ضعيف جدا مع انقطاع الإسناد، والراوي مجهول فيه، لكن قال أبو عمر: روى هيثم عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: كانت أمامة عند علي فذكر معي ما تقدم سواء كذا.

قال: وأخرجه ابن سعد عن الواقدي بمعناه، وقال ابن سعد: أخبرنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل إن معاوية خطبني فقال لها: أتتزوجين ابن آكلة الأكباد فلو جعلت ذلك إلي؟ قالت: نعم. قال: قد تزوجتك. قال ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه.

وقد قال الدارقطني في كتاب الأخوة: تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل وقيل: بل تزوجها بعده أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. [/size][/font]