تعرف على ما هو التصميم المعماري ومرحل تطوره

ما هو التصميم المعماري؟

التصميم هو عملية عقلية منظمة نستطيع بها التعامل مع أنواع متعددة من المعلومات و إدماجها في مجموعة واحدة من الأفكار و الانتهاء برؤية واضحة لتلك الأفكار. و عادة تظهر هذه الرؤية في شكل رسومات أو جدول زمني و التصميم يتضمن الطريقة و المنتج في نفس الوقت.

عمل الرسومات أم عمل المباني

يظهر التصميم المعماري في صورة رسومات الهدف منها التعبير عن أفكار المصمم و تصوراته عن المشروع أو المبنى المطلوب بنائه. و قد تنتهي مهمة المصمم عند هذه المرحلة لاسباب عديدة قد يكون منها عدم توافر تمويل لتنفيذ المشروع أو الاستعانة بشخص آخر لتنفيذ المشروع أو تغيير المهندس لخلافات شخصية أو أي سبب آخر.

و يخطئ الكثيرين في الاعتقاد بان مهمة المصمم هي إنتاج الرسومات. فهذه هي الخطوة الأولى فقط و التي تم التعارف عليها للبدء في المشروع و هي بالطبع مفيدة في توفير التصور الكامل للمشروع قبل البدء فيه حتى يمكن مراجعته مع العميل او المالك او المستعمل للوصول إلى افضل التصورات قبل البدء في تنفيذ المشروع.

فالهدف من التصميم المعماري ليس الرسومات بل هي المنشآت التي يتم تصورها مقدما و التعبير عنها في صورة الرسومات المعمارية.

المنتج أم الطريقة

و المنتج النهائي سواء كان المبنى أو الرسومات يتم من خلال طريقة او استراتيجية محددة تضمن الوصول إلى الهدف المطلوب بطريقة سليمة و دقيقة.

حتى وقت قريب اعتمد المصممون تماما على الطرق المدركة بداهة intuitive methods و القدرة التصميمية على أنها إحساس داخلي غير قابل للتعليم.

و كان تأثير مدرسة البوزار للتصميم بباريس كبيرا فى هذا المجال حيث اعتبرت اهم المؤثرات على التصميم هو المنتج النهائي للتصميم. و تحت نظام البوزار كان الطلبة يتلقون وصف للمشروع يأخذونه للمراسم للعمل عليه و يتقابلون مع أساتذتهم بصورة رسمية عندما ينتهون من الرسومات حيث ينتقدون من خلال لجنة تحكيم.

و كانت المشروعات تعطى درجات حسب زيادة التعقيد و التركيب فى الحلول. و كان المشروع يوصف كإنتاج لحل و ليس كحل لمشكلة. و تتطور المشروعات التي يقوم بها الطالب حسب رضاء معلمه عنه فى كل مرحلة و من فترة إلى أخرى يطلب منه تقديم رسومات رسومات قياسية لتطوير مهارات الرسم و القياس لديه و “الاسكيز” او المشروع السريع لتطوير قدرات التصميم السريع لديه.

كان الاهتمام التعليمي على المنتج و ليس الطريقة.

و قد أدي هذا الاتجاه إلى إهمال طويل لدراسة طرق و نظريات التصميم المعماري و الوصول إلى علم للتصميم. فقد اعتبر العديد من المعماريين أن التصميم المعماري هو خبرات تنتقل من خلال مراسم التصميم و بدون الحاجة للتعبير عنها و تسجيلها. و يتم داخل المرسم مناقشة التصميمات المقدمة من الطلبة و توجيههم الى مشاكل و اخطاء قد يراها المعلم. و يجد العديد من الطلبة أنفسهم فى حيرة أمام تضارب اراء المعلمين. و يتم إقناع الطلبة أحيانا بالمنطق السليم و أحيانا بالشخصية الجذابة للمعلم و أحيانا أخرى بالأمثلة و الصور بآراء متضاربة و مختلفة كل الاختلاف. و يجد الطالب نفسه مضطرا لتقبل و تنفيذ آراء غير مقتنع هو بها شخصيا كل الاقتناع.

علم التصميم

علم التصميم هو دراسة الطرق و الأسس و التطبيقات و الإجراءات المتبعة فى التصميم بصفة عامة. و الاهتمام الأساسي لها يكون في “ما هو التصميم” و “كيف يمكن تطبيقه”. و هذا الاهتمام يحتوى على دراسة كيف يعمل المصممون و كيف يفكرون و كيفية وضع هيكل مناسب للعملية التصميمية و تطوير التطبيقات و التقنيات و الإجراءات لطرق تصميم جديدة و التفكير فى طبيعة و امتداد المعلومات التصميمية و تطبيقاتها على مشاكل تصميمية.

الأبعاد المختلفة للتصميم المعماري

  • الطبيعية
  • الإنسانية
  • الاجتماعية
  • الثقافية
  • السياسية
  • الاقتصادية
  • الدينية
إعجابَين (2)

المراحل الأساسية للتصميم المعماري

برنامج التصميم

اول مهمة من مهام المهندس المعمارى هى اعداد برنامج التصميم و هى فى الواقع اهمها. هناك عدد من الاساسيات الواجب تطبيقها لوضع برنامج للتصميم سواء كان التصميم مركب مثل مستشفى او بسيط مثل مسكن.

خطوات وضع البرنامج:

  • تحديد الاهداف
  • جمع و تحليل الحقائق
  • إظهار و اختبار الأفكار
  • تحديد الاحتياجات
  • تقرير المشكلة

المشكلة التصميمية

يعرف المصممون غالبا بالحلول التى يقدمونها و ليس بنوع المشاكل التى يتعاملون معها. فالمصمم الداخلى يتعامل مع الفراغات الداخلية و المهندس المعمارى يتعامل مع المبنى ككل. و فى الواقع العملى لا يلتزم اى منهم بتلك المحددات. و يعتقد البعض خطا ان مجالات التصميم تختلف بمدى صعوبة المشاكل التى يتعاملون معها فى حين ان الصعوبة معامل كيفى يختلف الاحساس به من شخص الى آخر.

و من الصفات الاساسية للمشكلة التصميمية انها غالبا ما تكون غير مرئية بل يجب البحث عنها. ففى المشكلة التصميمية لا نجد الهدف و لا عوائق الوصول اليه واضحة. و من الاساليب التى اقترحها ايبرهارد سنة 1970 هو اللجوء إلى “تصعيد او تبسيط” المشكلة لرؤيتها بصورة مختلفة. و تتسم المشكلة التصميمية كذلك بصعوبة تحديدها و معرفة نوعية المعلومات مناسبة لها.

مستويات مجالات التصميم البيئى

تتسم المشكلة التصميمية بوجود ابعاد متعددة لها. من النادر ان نقوم بتصميم شئ له هدف واحد محدد. فالمصمم يتعامل مع التصميم لتأدية وظيفة مطلوبة و ان يكون شكله جميل و ان تكون تكلفته مقبولة و وسائل تصنيعه متاحة و المواد المصنوع منها متوفرة مع التفكير فى متانته و صيانته.

فعلى سبيل المثال يتضمن تصميم شباك لغرفة عناصر متعددة تؤثر جميعها على التصميم. فالشباك ينبغى ان يوفر الاحتياجات الفيزيائية و النفسية لمستعمل الغرفة.

العوامل المؤثرة فى تصميم شباك لغرفة

المحددات التصميمية

يشارك فى وضع المحددات التصميمية العديد من الاشخاص منهم المصمم و المالك و المستعمل و المشرع.

يقوم المصمم بوضع محددات يراها هو مناسبة للمشكلة التصميمية. و تتسم تلك المحددات بقابليتها للتغيير و مرونتها حيث يستطيع المصمم ان يغيرها وقتما يشاء. و يقوم المالك بوضع محددات لما يريده من التصميم. و فى العديد من المشروعات يكون المالك مستثمر يريد الوصول الى اقصى انتفاع من امواله. اما مستعمل التصميم فربما يكون المالك نفسه او شخص او اشخاص اخرين. و فى بعض الاحيان يستطيع المصمم معرفة مستعمل التصميم و معرفة المحددات التى يريدها من التصميم. و اخيرا هناك المشرع و التشريعات المحددة للتصميم من قبل المجتمع و الدولة. و غالبا ما تكون تلك التشريعات ملزمة للجميع و هى جامدة غير قابلة للتغيير فى اغلب الاحيان.

الإسقاط المعماري

الإسقاط المتعامد: هي الواجهات المتعامدة المسقطة على للمستويات الأساسية التي تستخدم لدراسة أي مجسم. و لنتصور أن المجسم المطلوب دراسته يقع داخل مكعب شفاف، كل إسقاط للمجسم عن طريق خطوط متوازية عمودية على واجهة من واجهات المكعب تكون واجهة للمجسم. و نحصل من هذه الطريقة على 6 واجهات لأي مجسم. و في الرسم المعماري يسمى إسقاط القطاع على ارتفاع 1,5 م المسقط على المستوى الأفقي “المسقط الأفقي” و الواجهة المسقطة على المستوى الأمامي “الواجهة الأمامية” و الواجهة المسقطة على المستوى الجانبي “الواجهة الجانبية”.

إعجاب واحد (1)

من هو المهندس المعماري…؟

المهندس المعماري:يختص في البحث والدراسة في مجال تصميم الأبنية الجديدة أو تطوير وترميم الأبنية القائمة وتعديلها:يدرس توصيف المشروع من حيث موقعه ووظيفته ، يجمع ويحلل البيانات المناخية لموقع المشروع ، يدرس طبيعة موقع البناء ويعد المخططات الأولية للمشروع ويتدارسها مع الجهة صاحبة الشأن ويدخل التعديلات والتطويرات المتفق عليها بما يتفق وقواعد المهنة ، يعد التصميم النهائي للمشروع العمراني ويدقق الرسومات التفصيلية بالتنسيق مع المهندسين الإختصاصيين ، يشارك في إعداد المواصفات المطلوبة ووثائق التنفيذ وإعداد تكلفة المشروع ، يتابع التنفيذ ويجري التعديلات على المخططات ، يشارك في التسليم النهائي للمشروع ، يعدم ويقدم تقارير العمل الفنية للجهات المعنية ، يدرب المرؤوسين ويعمل على رفع كفاءتهم ، يعزز ويراعي تطبيق تعليمات وقواعد الصحة والسلامة المهنية ، ينفذ ما يكلف به في مجال العمل

تطور طرق التصميم المعماري

في بداية الستينيات توافرت النظم الهندسية و البحوث التطبيقية و نظريات المعلومات و الرياضيات الحديثة و الحاسبات لمطوري نظريات التصميم في أشكال متطورة و ساعدت العديد من الأحداث على ظهور طرق التصميم من هذه المصادر كمجال متخصص.

1950 مالدونادو Maldonado

و ظهر ذلك فى بداية الخمسينيات فى مدرسة اولم للتصميم Ulm School of Design حيث حاول مالدونادو و آخرين إرساء قواعد “علم الإنسان التطبيقي” الذي يجعل المصمم جزء متكامل مع المجتمع و يتعامل مع مراكز الحضارة الصناعية حيث تقوم الصناعة باتخاذ القرارات الهامة التي تؤثر على الحياة اليومية.

1956 ماكس بل Max Bill

حاول ماكس بل و زملائه تحرير أنفسهم من سيطرة أسطورة مدرسة البوزار و حاولوا الوصول إلى طريقة اكثر حزما و تتبع الاتجاه العلمي. و تم استبدال الأحاسيس و الفن بالطرق التحليلية و العلمية

1962 موريس اسيمو Morris Asimow

قدم موريس اسيمو كتاب بعنوان “مقدمة للتصميم” حيث يصف التصميم كأنساق معلومات التي تتضمن الجمع و المعالجة و التنظيم الإبداعي للمعلومات المتعلقة بالمشكلة. و يصف طرق الوصول للقرارات المثالية و توصيلها و اختبارها و تقييمها. و لطريقة موريس اسمو خاصية التفاعل حيث يتم غالبا أثناء العمل ظهور معلومات جديدة و رؤية جديدة مما يتطلب العودة لخطوات السابقة. و طريقته مأخوذة بوضوح من النظم الهندسية.

و تتضمن المراحل التالية:
دراسات الجدوى Feasibility Study

  • التصميم الأولى Preliminary Design
  • التصميم التفصيلي Detailed Design
  • التخطيط لنسق الإنتاج Planning the Production Process
  • التخطيط للتوزيع Planning for Distribution
  • التخطيط للاستهلاك Planning for Consumption
  • التخطيط لزوال المنتج Planning for retirement of the Product

وتتضمن مرحلة التصميم التفصيلي ما يلي:

  • الإعداد للتصميم Preparation for Design
  • النظم العامة للتصميم Overall design Subsystems
  • المكونات العامة للتصميم Overall Design Components
  • التصميم التفصيلي للأجزاء Detailed Design of Parts
  • الإعداد للرسومات التجميعية Preparation of Assembly Drawings
  • الإنشاء التجريبي Experimental Construction
  • برنامج تجربة المنتج Product test Programme
  • التحليل و التوقعات Analysis and Prediction
  • إعادة التصميم Redesign

و يتضمن نسق حل المشاكل و هو ما يسميه نسق التصميم ما يلى:

  • التحليل Analysis
  • الحل Synthesis
  • ُالتقييم و القرار Evaluation and Decision
  • القياس Optimization
  • المراجعة Revision
  • التنفيذ Implementation

و نسق التصميم Design Process هو وصف لكل ما يحدث منذ تحديد المشكلة الى الانتهاء من التصميم. و بناء على طبيعة و نوع المشكلة يتضمن نسق التصميم نشاطات ذهنية و هي التي تسمى تتابع القرارات

سبتمبر 1962 المؤتمر الأول لطرق التصميم - الكلية الملكية - لندن

كان الهدف من المؤتمر هو تجميع الأفراد و الجماعات ذوى الاهتمام المشترك و الهدف المشترك في التخصصات المختلفة من العلوم و الفنون لاستكشاف تطبيق الطرق العلمية و المعرفة على المشكلات التى يتعاملون معها. و التغلب على الحواجز بين الأنشطة و بعضها البعض و اكتشاف العلاقات المحتملة التي تربط كل الأنشطة الإبداعية و الوصول إلى لغة مشتركة للاتصال بين التخصصات المختلفة و على الأخص تلك الغير مترابطة.

و كانت نتيجة المؤتمر تحديد ثلاثة مراحل أساسية لطرق التصميم و تسمى بمسميات مختلفة حسب المجال التخصصي:

  • الاستيعاب Conception
  • الإدراك Realization
  • الاتصال Communication
  • أو بصورة أخرى:
  • التحليل Analysis
  • الحل Synthesis
  • التقييم Evaluation

1962 دنيس ثورنلى Dennis Thornley و تعليم التصميم المعمارى

في هذا المؤتمر قدم دنيس ثورنلى Dennis Thornleyبحث عنوانه “طرق التصميم فى التعليم المعماري” كنتيجة لدراسات قام بها منذ عام 1958 عندما عاد للتدريس بعد ممارسة المهنة فى جامعة مانشستر حيث لاحظ ان "التصميم الذي يتم تدريسه في مدارس العمارة له علاقة ضئيلة لما يحدث في الممارسة و تدهور مستوى تعليم التصميم.

كانت مصطلحات نظم البوزار Beaux Arts مازالت تستخدم و كان شكل المبنى و شكل الرسومات هو اهم شئ دون النظر للتحليلات الوظيفية او التفاصيل. و لم يكن هناك أي أساس منطقي للتحكيم حيث كان التحكيم يتم بناء على أهواء المعلمين. المهم هو تطابق المسلمات بين المعلم و الطالب.

حاول ثورنلى إرساء قواعد لتعليم التصميم بالتفكير فيما يفعله المعماري عندما يقوم بالتصميم.

و الطريقة تتكون من سبعة مراحل:

  • جمع المعلومات Accumulation of data
  • تحديد الفكرة العامة أو الشكل Isolation of a General Concept or Form
    ا) الغرض الرئيسي للمبنى
    ب) علاقة المبنى بالفرد
    ج) علاقة المبنى و المستعملين بالمجتمع المحيط و النمط التجارى
    د) علاقة المبنى بلالبيئة المادية المحيطة
    هـ) الاقتصاديات
    و) الاهتمامات الأولية
    ز) الاهتمامات الأولية
    ح) وضع فكرة عامة للشكل المناسب او الفكرة العامة
    3- تطوير الشكل للتصور النهائي Development of Form into Final Scheme
    ا) اهتمامات تفصيلية بالتنظيم الفراغي و الشكلي
    ب) اهتمامات تفصيلية بالتنظيم الإنشائي
    ج) تطوير القيم المعمارية

4- تقديم التصور النهائي Presentation of Final Scheme

و قد كانت طريقة ثورنلى أساسا أداة تعليم التي يتمكن من خلالها المعلم من متابعة عمل الطالب. فكل مرحلة يتم تقييمها في حين كانت الدرجة الكاملة في الماضي تعطى للمشروع النهائي.

1963 هانز جوجيلوت Hans Gugelot

تعتمد طريقة هانز جوجيلوتس على ما يلى:

1- مرحلة المعلومات Information Stage
العميل - المنتجات المشابهة - مجال العمل

2- مرحلة البحث Research Stage
المستعمل - الاحتياجات - البيئة - الاستخدام - الوظيفة

3- مرحلة التصميم Design Phase
الإبداع - الاحتمالات الجديدة للتشكيل - احتياجات الآخرين المشاركين فى العمل

4- مرحلة اتخاذ القرار Decision Stage
الإنتاج - التسويق - التقنيات

5- الحسابات Calculation
المواصفات القياسية

6- عمل النماذج Model Making
عمل نماذج للتوضيح

1963 طريقة التصميم المنظم لكريستوفر جونس

ظهر الاتجاه نحو طرق منطقية و منظمة للتصميم خلال الخمسينيات و ظهرت كنتيجة للتقدم التكنولوجي فى مجالات الكمبيوتر و التحكم الآلي و النظم. و في نفس الفترة كانت هناك محاولات لاعطاء أهمية اكبر للخيال و الإبداع في التصميم تحت مسميات مثل “الهندسة الإبداعية” و “العاصفة الذهنية”. و تطبق طريقة جونس على أي عملية تصميمية سواء معمارية أو صناعية و فنية او خلافه.

وصف جونز في كتابه “مقارنة طرق التصميم: الاستراتيجيات” الذي صدر عام 1966 الأهداف العامة لفكر طرق التصميم المتبعة فى ذلك الوقت بان "الطريقة هى اساسا وسيلة للتغلب على التعارض الموجود بين المنطق التحليلى و التفكير الابداعى. و الصعوبة تكمن فى ان الخيال لا يعمل الا اذا كان حرا فى التنقل بين جميع عناصر المشكلة بحرية و باى ترتيب و فى اى وقت فى حين ان المنطق التحليلى يتهدم لو ان هناك ادنى تخلى عن الترتيب المنتظم خطوة خطوة. و لذلك يجب ان تتيح اى طريقة تصميم للنوعين المختلفين من التفكير الحركة سويا لتحقيق التقدم. و الطرق الموجودة تعتمد على تباعد متعمد بين المنطق و التخيل - المشكلة و الحل - و يعود فشلها الى صعوبة ابقاء هذين النسقين منفصلين فى عقل الانسان. لذلك فالتصميم المنتظم هو أداة لابقاء المنطق و التخيل منفصلين بوسائل خارجية و ليست داخلية.

و يتم ذلك بتسجيل عناصر معلومات التصميم بطريقة مرتبة خارج الذاكرة. و يجب ان يكون الشخص حريصا فى فصل الافكار التخيلية و التصميم من الافتراضات المنطقية عن المعلومات و الاحتياجات.

و تسجيل الافكار يتطور فى ثلاثة مراحل:

1- التحليل Analysis

و يتم فيها تسجيل قائمة بكل متطلبات التصميم و تقليصها الى مجموعة كاملة من مواصفات الاداء المنطقية المترابطة. و يبدأ التحليل بلقاءات يقرأ فيها كل فرد الافكار التى حدثت له عندما تعرض للمشكلة لاول مرة. و يتم تجميع تلك الافكار بدون مناقشة او نقد لتكون المجموعة الاولى العشوائية من المؤثرات. و يتم تقسيمها الى مجموعات. على سبيل المثال تختص المجموعة الاولى بالحجم و التكلفة و يتم تقسيم باقى المؤثرات الى مجموعات مترابطة. و يمكن ان يوضع المؤثر فى اكثر من مجموعة. و بعد الحصول على المجموعات المتكاملة من المؤثرات يتم دراسة التفاعلات بين المجموعات. و بعدها يتم كتابة مواصفات الاداء p-specsو التى يتم التعبير فيها عن المتطلبات باستخدام لغة الاداء بدون تحديد الشكل او المواد او التصميم.

و تتضمن مرحلة التحليل ما يلى:

  • قائمة عشوائية بالمؤثرات
  • قائمة مرتبة بالمؤثرات
  • تحديد مصادر المعلومات
  • دراسة التفاعل بين المؤثرات
  • تحديد مواصفات الاداء
  • الاتفاق على التحليل

2- الحل Synthesis

و فيها يتم الحصول على الحلول لكل من مواصفات الاداء و يتم تجميعها لتشكل التصميم المتكامل. و يتم ايجاد الحلول المقبولة لكل من مواصفات الاداء و عمل تصميمات باقل التنازلات الممكنة.

و يتضمن الحل ما يلى:

  • التفكير الابداعى
  • الحلول الجزئية
  • المحددات
  • الحلول المتراكبة
  • وضع الحل المتكامل

و يصف جونز عدة تقنيات للحل مثل العاصفة الذهنية Brain Stormingو يشير الى ان التصميم المنظم يختلف عن طرق التصميم التقليدية فى هذه المرحلة فى ان التصميم التقليدى يعمل للوصول الى حل واحد الذى يتم العمل على تفاصيله فى حين ان التصميم المنظم يهتم بالنظر الى الحلول الجزئية لكل من مواصفات الاداء التى يتم تجميعها فيما بعد فى مرادفات مختلفة لتعطى مجموعة من الحلول المركبة التى يتم الاختيار من بينها. و لا بد ان تتعارض بعض حلول الاجزاء مع بعضها البعض و يمكن رسم التفاعلات بينها لتفادى عدم التجانس بينها.

3- التقييم Evaluation

و يتم فيها اختبار مرادفات التصميم المختلفة بالمقارنة بمواصفات الاداء و خاصة المتعلقة بالتشغيل و التصنيع و المبيعات. و تقييم دقة مرادفات التصميم لكى تقابل متطلبات الاداء للعمل و الانشاء و التسويق قبل اختيار التصميم النهائى. و الهدف من التقييم هو معرفة السلبيات و العيوب فى التصميم قبل ان يتم تطوير التصميم و قبل ان يتم عمل رسومات التصنيع و قبل الانتاج و قبل بيع المنتج و قبل التركيب و قبل الاستعمال. فمعرفة الخطأ بعد هذه المرحلة سوف يكون مكلفا جدا بعد وضع الوقت و التكاليف فى التصميم. و التقييم كان يعتبر تقليديا نتيجة الخبرة و الحكم و لكن هذا غير فعال حيث اصبح التصميم اكثر تعقيدا عن ذى قبل. و يحبذ جونز طريقة احصائية للتقييم تعتمد على ما يلى:

  • تجميع و تقييم خبرات التقييم الموجودة.
  • استخدام الجداول و الرسومات و التجارب و الحسابات لتوفير رؤية مصطنعة.
  • وضع التقديرات المنطقية لجميع ظروف التشغيل المختلفة التى قد يتعرض لها المنتج.
  • تطوير نماذج مصغرة للانتاج و التسويق و التشغيل قبل عمل النموذج الحقيقى.

و يتضمن التقييم ما يلى:

  • طرق التحليل
  • تحليل الاداء و التصنيع و التسويق

و يمكن تطبيق تلك الطريقة على المجالات التالية:

  1. وجود كم كبير من المعلومات التصميمية متوفر او يمكن الحصول عليه
  2. وجود مسئوليات واضحة لفريق التصميم خالية من الروتين التقليدى مما يمكنه من التركيز على التطوير
  3. الانطلاق بعيدا عن التصميم التقليدى

وتهدف طريقة جونس الى:

  1. تقليل كمية الخطأ التصميمى و اعادة التصميم و التأخير -
  2. الوصول الى تصميم اكثر ابتكار و تقدما.

تهدف طريقة جونس كذلك الى معالجة المشاكل بين التحليل المنطقى و التفكير الابداعى و تكمن المشكلة فى ان التخيل و التفكير الابداعى لا يحدث بصورة جيدة الا اذا تمتع بالحرية فى التنقل بين مختلف جوانب المشكلة بأى ترتيب و فى اى وقت فى حين يحدد التحليل المنطقى الخطوات المنظمة الواجب اتباعها خطوة خطوة. و لذا يجب على اى طريقة تصميم السماح لطريقتى التفكير فى التقدم معا. لذا يجب عدم الفصل بين المنطق و التخيل او بين المشكلة و الحل بطريقة متعمدة لان الفشل سببه فى صعوبة تباعد طريقتى التفكير فى عقل الانسان. و طريقة التصميم المنظم تبقى المنطق و الابتكار منفصلين باساليب خارجية و ليس داخل عقل الانسان.

و الطريقة هى:

  1. يبقى العقل حرا لانتاج الافكار و الحلول فى اى وقت دون ان يقيد بمحددات او يعيق عملية التحليل
  2. توفير نظام للتسجيل يقوم بتسجيل كل بند من بنود معلومات التصميم خارج الذاكرة

و يبقى جميع متطلبات التصميم و الحلول منفصلة عن بعضها البعض و توفر طريقة منظمة لربط الحلول و المتطلبات باقل قدر من التنازلات. و هذا يعنى انه عند انتقال العقل من تحليل المشكلة الى ايجاد الحلول يتطور التسجيل فى ثلاثة مراحل اساسية:
و قد طور جونز عددا من تقنيات الرسوم البيانية للتحليل و التى اصبحت متداولة فى مجال التصميم منذ ذلك التاريخ و يعتبرها العديد من المصممين هى طرق التصميم

1963 طريقة منظمة للمصممين لبروس ارشر Bruce Archer

فن التصميم التقليدى و هو اختيار المادة المناسبة و تشكيلها لمقابلة احتياجات وظيفية و جمالية مع مراعاة محددات طرق التصنيع المتاحة اصبح اكثر تعقيدا فى السنوات الاخيرة. كانت احتياجات المستعملين بسيطة و المواد محدودة و طرق التصنيع بدائية و كان بأمكان المصمم مقابلة كل ذلك بسهولة و يسر. و اليوم تقابل المصمم احتياجات مستعملين و تسويق متباينة. فهناك عدد لا حصر له من المواد و طرق تصنيع حديثة و تكاليف لا مجال للخطأ فى حساباتها. لذا نجد تحول من الاتجاه الفنى للتصميم الى الاتجاه التقنى للتصميم الذى يتعامل مع المعلومات الخاصة بالبيئة و الانسان و النظم و التسويق و علوم الادارة من خلال الفكر التصميمى. فهناك تحول نحو التصميم بالنظم بدلا من التصميم الحرفى.

يقوم المهندس المعمارى بالتصميم عند اعداد مخططات لمسكن و يقوم المحرر بالتصميم عند اعداد صفحة الجريدة و لكن الفنان الذى ينحت تمثال لا يقوم بعملية التصميم الا اذا اعد نموذج مسبق لما سيقوم بنحته اما اذا قام بالعمل الفنى مباشرة دون وضع تصور سابق لما يتوقعه فى النهاية فهو لا يقوم بالتصميم و انما يقوم بعمل فنى. فالعنصر الهام و الاوحد فى عملية التصميم هو توقع ما سيكون عليه الشئ قبل عمله بتحديد ما هو متوقع كعملية ابتكارية. و هذا التعريف يضم انشطة الهندسة المعمارية و اغلب التخصصات الهندسية بما فيها هندسة النظم و التصميم الصناعى و اغلب الحرف و الفنون التطبيقية و بعض العلوم. و هى تحدد الحلول بدلا من الاستكشاف و هى تعنى بالتعامل مع المحددات و المصادر بدلا من اتخاذ اجراءات عشوائية.

بداية التصميم هو “احتياج”. اما ان يقابل هذا الاحتياج مباشرة او تكون هناك عوائق لمقابلته. ايجاد الوسائل للتغلب على المصاعب يوجد المشكلة. و بمحاولة حل المشكلة لتحديد الوسائل لاحتواء الصعوبات تتواجد المشكلة التصميمية.

و اهم عناصر التصميم هو الاخذ فى الاعتبار النظام المطلوب توفيره ككل.
1965 خطة العمل للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين RIBA
فى كتاب ممارسة المهنة و ادارتها للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين (RIBA)

تظهر الخريطة التالية التى توضح مراحل العملية التصميمية الاربعة التالية:

1- جمع المعلومات Assimilation
مرحلة جمع المعلومات و ترتيبها و خاصة المعلومات الخاصة بالمشكلة محل الدراسة. و تتضمن التعريف بالمشروع و البرنامج الاولى و البرنامج النهائى.

2- دراسة عامة General Study
دراسة عامة و استكشاف طبيعة المشكلة و الحلول المتاحة و طرق الحل. و ايجاد الاشكال و التقييم.

3- تطوير الحل Development
تطوير الحل او الحلول المختارة خلال الخطوة الثانية.

4- توصيل الحل Communication
توصيل الحل او الحلول للاشخاص داخل او خارج فريق العمل.

و يعيب هذا التصور للعملية التصميمية عدم وجود محددات لكل مرحلة او ان هذه المراحل ليست بالضرورة متتالية غير لنه يبدو انه من المنطقى تتبع الخطوات من 1 الى 4 للوصول الى التصميم و لكن مع وجود عودة للمراحل السابقة كلما استدعى الامر ذلك. كذلك نجد ان هذا التصور يركز على المنتج من كل مرحلة و ليس على الطريقة.
و يتضمن كتاب ممارسة المهنة و ادارتها للجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين (RIBA) ايضا خطة تفصيلية للعمل Plan of Work و مراحله كالتالى:

  • الشروع فى العمل Inception
  • الجدوى Feasibility
  • الاقتراح الاولى Outline Proposals
  • التصميم الاولى Scheme Design
  • التصميم التفصيليى Detailed Design
  • معلومات الانتاج Production Information
  • قوائم الكميات Bills of Quantities
  • طرح العطاءات Tender Action
  • التخطيط للمشروع Project Planning
  • عمليات الموقع Operations on Site
  • استكمال العمل Completion
  • مراجعة العمل Feedback

و اهم ما فى هذه الخطة هو انها تتعدى مهمة المعمارى التصميمية الى الكميات و العطاءات و استكمال العمل و حتى مراجعة المشروع التى يتعلم من خلالها المصمم الدروس المستفادة لتحسين العملية القادمة. و هى ايضا تحتوى على نقطتين فاصلتين فى العمل الاولى بعد التصميم الاولى و قبل تفاصيل التصميم حيث لا يجب تغيير وصفالمشروع بعد هذه النقطة و الثانية بعد تفاصيل التصميم حيث " اى تغييرات فى الوظيفة و الحجم و الشكل او التكلفة بعد ذلك تحدث اجهاض للعمل".

سبتمبر 1965 مجموعة التصميم الابتكارى Design Innovation Group

عقدت مجموعة التصميم الابتكارى مؤتمرا فى كلية برمنجهام للعلوم و التكنولوجيا (جامعة اوستن الان) فى سبتمبر 1965 و اصدرت كتابا بعنوان “طرق التصميم” سنة 1966.

ابريل 1966 مؤتمر تعليم التصميم - طرق التصميم فى العمارة

عقد المؤتمر فى اولم Ulm فى ابريل 1966 و قدمت فيه عدد من مشروعات طرق التصميم المبنية على الطريقة المنظمة المصممة للتطبيق فى مدارس العمارة.

ابريل 1966 تأسيس مجموعة بحوث التصميم فى لندن

تأسست مجموعة بحوث التصميم فى لندن Design Methods Group (DMG) - Londonالتى اصدرت مجلة و عقدت مؤتمر فى كلية ماساشوستس للتكنولوجيا MITفى ابريل 1968 و جمعية بحوث التصميم البيئى فى امريكا Environmental Design Research Association (EDRA) - United Statesالتى عقدت اجتماعاتها فى شابل هيل 1969 و بتسبرج 1970 و لوس انجلوس 1972.

1966 تافيستوك Tavistock

كان من المفترض ان يتم تعديل خطة العمل للجمعية الملكية للمهندسين المعماريين البريطانية بناء على دراسة اعدها تافيستوك خلال الاعوام 1963 الى 1966 الا ان التقرير النهائى لتلك الدراسة لم يكن مشجعا على الاطلاق. اشار التقرير الى الصعوبات الملازمة لكل انساق التصميم التى تربط المجموعاتاو الافراد لترتيب جامد للاحداث. فقد اشار التقرير الى بعض الحالات الدراسية التى تم اختبارها و قال التقرير:

فى كل مرة يتم فيها اتخاذ قرار تصميمى يحدث سلسلة من ردود الافعال التى قد تحدث تغيير فى القرار نفسه. و اذا كان من الصعب توقع التأثير الكامل لكل قرار باى درجة من الدقة فان نظام الاتصال الذى يتوقع حدوث هذا التأثير لن يقوم بعمله. وجدنا ان فى كل الحالات الدراسية ان الشك حول تصريحات التخطيط و ملكية الارض و الموافقات و التمويل تحير مراحل الموجز و التصميم. عدم التاكد من توافر المواد و العمالة تضحد اى محاولة لتخطيط العمل بشكل منتظم. و التشوش يحدث ايضا من سوء تقديم المعلومات المعلومات الخاطئة.

و يؤكد تقرير تافيستوك حقيقة ان نسق التصميم لا يمكن ان يكون متتابعا. فيتحتم على اى نسق تصميم وجود حلقات مراجعة تسمح للمعلومات الجديدة بالدخول مرة اخرى فى اى مرحلة.

1967 مؤتمر طرق التصميم فى العمارة فى كلية بورتسماوث للتكنولوجيا

1967 ليفن و نسق التصميم فى التخطيط

يرى ليفن انه اذا تم اتخاذ القرار فلا يوجد اى دليل انه سوف يتم تنفيذه. فمن الممكن اهماله او فهمه ليعن شئ مختلف تماما عن ما قصد منه.

1969 ماركوس و 1970 ميفر Marcus and Meaver

قام ماركوس سنة 1969 و ميفر سنة 1970 بتطوير خريطة العملية التصميمية لتشمل مراحل اتخاذ القرار و العملية التصميمية. و قد اقترحوا ان المصمم يجب ان يمر فى المراحل المختلف (تحليل - حل - تقييم - قرار) فى مستويات مختلفة من التصميم تتدرج فى تفاصيلها.

التحليل هو استكشاف العلاقات و الروابط فى المعلومات المتاحة و ترتيب الاهداف و هو اساسا ترتيب و تحديد المشكلة التصميمية.

الحل هو محاولة لتكوين رد فعل للمشكلة المطروحة و هو اساسا محاولة ايجاد الحلول.
التقييم هو تقديم تقييم ناقد للحلول المقترحة مقارنة بالاهداف المحددة فى التحليل.

مشكوووووووووورة اختي Arc

صح اني ما قرات كل حاجة بس اللي قريته كفاية ولي رجعة لقراة الموضوع كاملا

ودمتم بخير وعافية

[size=4][/size]
/
[size=4][/size]
/
شكراً على التواجد،، :slight_smile:

كلام كله عسل ومشكورررررررررررررررة

[size=5][/size]
/
[size=5][/size]
/
العفو ~~ أخي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جيد اشكرك على المووضع الجيد يا باش مشرفة + مهندسة
بالتوفيق للجميع
اخوكم ابو سلطان

العفو ~ أخي الكريم…

شكرا الك اختي المشرفة
الموضوع جميل وجيد
بارك الله فيكي والى الامام انشاء الله

العفو ~ أخي / أختىي :slight_smile:

مشكورة على هذا الموضوع المتكامل والغني

أشكرك أختي المهندسة والمشرفة على الموضوع القيم
لكن للأسف لاتظهر عندي الروابط لأنها مغلقة في بلدي …
مع أن الأماكن الاباحية مفتوحة…لكن هذه التعليمية مغلقة…
كيف أستفيد أنا أحد يقدر يساعدني بلييز وأجره على الله
والله محتاجة الموضوع لأني متيسة فيه…وحابة أطلع التيرم
أنقذوني

سأحاول أختي…:frowning:

ويا هلا بيك في منتدى المهنــدس…:slight_smile:

سأحاول أختي…
ويا هلا بيك في منتدى المهنــدس…

Awesome SIS

رائع الله يعطيك العافية اختي
كان في السابق تختلف بعض الامور لدي اما الأن فتوضح كل شي
ارجو تثبيت الموضوع لأنه مهم جدآ