جمعية المهندسين العراقية ... مرآة صادقة للنخبوية الضيقة والشلل المهني

جمعية المهندسين العراقية … مرآة صادقة للنخبوية الضيقة والشلل المهني


المهندس الاستشاري/ سلام إبراهيم عطوف كبــة

[RIGHT]مع بداية الاحتلال البريطاني لبلادنا سنة 1914 وارتباطا مع التنقيب والحفر والشروع في ضخ النفط وأعمال نصب مكائن الكهرباء والورش ومعامل التصليح الصغيرة نهض المهندسون الإنجليز والهنود بإدارة المعدات الجديدة واعدوا معهم فئة من المهندسين المدربين جيدا…الا ان عدد المهندسين العراقيين لم يتجاوز بعيد تشكيل الدولة العراقية الاولى في القرن العشرين أصابع اليد الواحدة ، وفي مقدمتهم ضباط الهندسة المتقاعدون في الجيش العثماني وخريجو المدارس العثمانية في الأستانة .ولم تفتح أول كلية وطنية للهندسة بالدرجة الجامعية في العراق إلا في عام 1942… وحتى موعد تأسيسها أرسلت الحكومة العراقية بعثات من الطلاب النابهين إلى الخارج فعادوا واحتلوا مواقعهم المعدة لهم الى ان بلغ عدد المهندسين سنة 1935 بضعة عشر من حملة الشهادات الجامعية . ومع نهوض الحركة النقابية العمالية وتشكيل نواتات اتحاد عمال العراق سنة 1932 بادر المهندسون هم ايضا لتكوين جمعية تلم شملهم وتعمل على ترقية مستواهم العلمي ، فكان تاريخ أول طلب لتأسيس الجمعية 6/2/1938 عندما تقدم لفيف من المهندسين بطلب تأسيس الجمعية حسب قانون الجمعيات لسنة 1922 وهم السادة : عبد الأمير الازري ، فخري الفخري ،احمد سوسة ، احمد عدنان حافظ ، نيازي فتو ، بوجاليك تاجريان ، ارام سيتان ، قسطنطين عارف ، وقد وافقت وزارة الداخلية على الطلب في 4/5/1938 . باشرت الجمعية نشاطها في 4/3/1940 فاجتمع المهندسون الثمانية لانتخاب الهيئة الإدارية الأولى بينما وصل عدد المهندسين سنة 1950 إلى (42) عضوا ارتفع إلى (58) عضوا سنة 1951.
فقدت جمعية المهندسين شرعيتها القانونية صيف 1954 اثر إقدام السلطات الملكية على إلغاء الجمعيات والاحزاب والنوادي … وقد بلغ عدد الجمعيات والنوادي الملغاة عام 1954)465( وحدة في بغداد وبقية المدن العراقية ، فقد حل (نوري السعيد) بجرة قلم البرلمان والأحزاب وألغى امتياز الصحف والمجلات وحل النقابات والتنظيمات الاجتماعية والمهنية، واصدر مراسيم تحرم العمل من اجل السلم "وما شاكل ذلك ".ومن جديد تقدم المهندسون بطلب إجازة الجمعية في 2/10/1954 مستثمرين صدور مرسوم الجمعيات رقم (19) في 22/9/1954 ، فردت الداخلية بالإيجاب في 7/10/1954 وصدر العدد الأول من مجلة (المهندس) في عام 1956.
في 20/11/1958 دعت الهيئة الإدارية لجمعية المهندسين العراقية أعضاءها إلى اجتماع عام لانتخاب هيئة تحضيرية مهمتها إعداد لائحة قانون نقابة المهندسين ، وقد رأس اللجنة المنتخبة المؤلفة من (10) أعضاء د. جميل الملائكة بينما كان الأستاذ عبد الرزاق مطر سكرتيرا لها . بمعنى أخرى لم تر نقابة المهندسين العراقية النور إلا بعد ثورة 14 تموز المجيدة سنة 1958 لأن الحكم الملكي قد خشي من انبثاق نقابة هندسية ذات طابع جماهيري ضاغط تضم كوادر من انحدارات عمالية وفلاحية . وبعد إعداد ودراسة وتنقيح جرى إعداد اللائحة الداخلية بصيغتها النهائية وشرعت حسب قانون رقم (62) لسنة 1959. بلغ عدد أعضاء النقابة في عام 1958 (990) مهندسا موزعين في مختلف أرجاء البلاد ، وأصبح المهندس عبد الرزاق مطر أول نقيب للمهندسين وجرى عقد المؤتمرات الهندسية المتعاقبة في بغداد .
كثف الفكر القومي البائس من نشاطه داخل جمعية المهندسين ونقابة المهندسين منذ انقلاب رمضان الاسود 1963 بغية اشاعة ثقافة الفكر الواحد والرأي الواحد والجمود والتهميش، وإحتقار المهندس- المنتج- المثقف- الكفاءة العلمية - المتقدم وعيا!.. ثقافة الفساد وآليات إنتاجه… ثقافة سيادة عبادة الفرد وتأليه الطغاة … ثقافة وديمقراطية "حاضر سيدي ومولاي " … ثقافة الامة الواحدة والرسالة الخالدة …الثقافة التوتاليتارية الشمولية… الثقافة الهجينية الانتقائية النفعية … والممهدة للثقافة الفاشية ! … واستغل هذا الفكر ادراج المهندسين عادة في الطبقة الوسطى ليبسط هيمنته وسطوته على جمعية المهندسين كون هذه الطبقة قد تآكلت أصلا بسبب تشوه النسيج الاجتماعي العام طيلة العهد الصدامي . ومثل الفكر القومي البائس مصالح مهندسي الشرائح الاجتماعية العليا والتي بحكم الرواتب والأرباح والمنافع والدخول الأخرى والموقع الاجتماعي وطراز الحياة انتقلوا إلى النشاط التجاري الطفيلي والكومبرادوري وليشكلوا هيئة اركان حرامية القطط السمان الذين توثقت مصالحهم الشخصية مع الطغمة الحاكمة وليحتلوا المناصب القيادية في جمعية المهندسين ونقابة المهندسين رمزا للوصولية والانتهازية واحيانا النفعية المتقلبة حسب الأهواء والمناخات السياسية .أدار الجمعية منذ تأسيسها حتى اليوم 36 هيئة إدارية ضمت عدد كبير من هذه العناصر التي سلمت الى اليوم ولم تطالها مجالس الانضباط النقابية والإحالة إلى المحاكم المختصة
صدر قرار إلغاء جمعية المهندسين ليجر ربطها بنقابة المهندسين عام 1988 وسميت عندها باللجنة العلمية تمارس اختصاصاتها من خلال النقابة وعبرها فقط ، وفي عام 2000 الغي القرار السابق الصادرعام 1988 لتعود الجمعية الى ممارسة نشاطاتها المتعارف عليها في التنظيم الاكاديمي والمهني للعلوم الهندسية والتكنولوجية ، ونشر البحوث والنتاجات العلمية الهندسية ، والاسهام في تنظيم اعتماد الترقية العلمية لأساتذة الكليات والجامعات الهندسية والتكنولوجية والبوليتكنيكية ، وادارة شؤون التعليم المستمر والمستدام للمهندسين على ضوء التطور التكنولوجي المتسارع والثورة المعلوماتية وإشاعة التقنيات المعاصرة في المجتمع ، وتنظيم عمل المكاتب الاستشارية ومكاتب الخبرة الهندسية واعادة تجديد التزاماتها واختصاصاتها ومهامها واعادة قنونتها وابعادها عن احكام قوانين تنظيم الوكالات التجارية إلا إذا مارست أعمال الوكالة التجارية او أدت دور الوسيط في التعاقدات وتوخي الدقة في تصنيف الخدمات الاستشارية. وشاركت الجمعية في المؤتمرات والندوات الهندسية والعلمية الوطنية ، والعربية وبالاخص عبر اتحاد المهندسين العرب(FAE)، والعالمية بما فيها فعاليات الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية (WFEO).
تضررت نشاطات جمعية المهندسين بعد سقوط النظام السابق في 9/نيسان/2003 الا ان اضرارها لم تكن اكبر حجما من كامل الخراب الذي اصاب المؤسساتية المدنية والحكومية ومنظومة القيم الاجتماعية في بلادنا طيلة العهد الدكتاتوري البائد والعهد الطائفي الحالي ! … ولم تكن جهود اعادة اعمار الجمعية خارقة واستثنائية مثلما حاول اعضاء الهيئة الادارية الحالية عكسها لجموع المهندسين ولغاية في نفس يعقوب بل جرت ضمن وتيرة التطور التقليدي لمسيرة العملية السياسية الجارية ان لم تكن ابطء من المتوقع بحكم الامكانيات التي توفرت في حينها ! …
كان تشكيل الهيئة الادارية على ضوء كتاب مجلس الحكم/ لجنة شؤون المواطنين والمجتمع المدني في 7/3/2004 ، والتي لازالت تدير شؤون الجمعية حتى يومنا هذا ، نموذجا ملطفا لما حصل في انتخابات ايار 2003 الصورية لنقابة المهندسين من محاولات اقتناص الفرص واستغفال الجموع الهندسية … وتستغل الهيئة الادارية الحالية وجماعات ضغطها قرار مجلس الحكم المبجل المرقم (27 ) في 25 / 8/2003 عشية انتخابات نقابة المهندسين بايقاف الحركة الانتخابية النقابية في العراق الى اجل غير مسمى بحجة اعداد دساتير و لوائح داخلية وبرامج عمل تنسجم مع مرحلة ما بعد الدكتاتورية …، والقوانين والانظمة الداخلية النقابية والمهنية والعلمية الهندسية القائمة والتي خلفها لنا القائد البعرورة … ، تستغلها لأحتلال مكانها المناسب ضمن الرأسمالية الجديدة التي تتعامل مع الانشطة الطفيلية ، والنظر الى العراق باعتباره حقلا لاعمال المضاربة، تنشر فيه اقتصاد الصفقات والعمولات، وتقيم مجتمع الرشاوي والارتزاق، وتدمر منظومة القيم الاجتماعية. والجماعات الضاغطة المشار اليها تنتشر كالعفن في كل الوزارات الحكومية تؤدي دور المفاتيح في الدولة العراقية والمجتمع تسرق الأموال وتسلب بطرق شتى لتجدها في وزارة الكهرباء مثلما تجدها في وزارة النفط وتعشعش في مقرات الاحزاب السياسية واتحادات رجال الاعمال والصناعيين …!
من المؤسف ان تحتضن بعض الاحزاب السياسية الديمقراطية رموزا من هذه اللوبيات التي تتمشدق بمهام الجمعية لأغراض ميكافيلية وبراغماتية بحتة من قبيل سعى جمعية المهندسين الى عقد الندوات والمحاضرات العلمية المتخصصة ، الحرص على تفعيل دور المهندس في المرحلة الراهنة ، اقامة دورات التعليم المستمر … ومن المؤسف ان تسمح هذه الاحزاب لصحفها ان تتحول الى بوق تهريجي لجماعات الضغط … ان واقع الحال يؤكد ما يلي[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B] :

  1. [/b][/color][/size][/font]الترهات الفكرية لأدارة جمعية المهندسين العراقية والتزام بعض روادها الانتهازية المهنية والاجتماعية والعلمية[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B].
  2. [/b][/color][/size][/font]السباحة في احلام الرأسمالية الجديدة[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B] .
  3. [/b][/color][/size][/font]الادوار السوبرمهنية الكاريكاتيرية في ادارة عمل اكثر من جمعية ونقابة ومنظمة مهنية واجتماعية في آن واحد[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B] …
  4. [/b][/color][/size][/font]التستر على الدور الطبقي النفعي للتكنوقراط وفسح المجال له للعب والتسلط على ادارة المؤسسات الاقتصادية[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B] .
  5. [/b][/color][/size][/font]التعمد في اطالة عمر القوانين والانظمة الداخلية النقابية والمهنية والعلمية الهندسية القائمة منذ العهد الدكتاتوري[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B] .
  6. [/b][/color][/size][/font]التعمد مع سبق الاصرار لتكريس النواقص الالتزاماتية في المواثيق الائتلافية الهندسية بالمضمار المهني لمرحلة ما بعد التاسع من نيسان[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B].
  7. [/b][/color][/size][/font]الموقف المتخاذل والتجاهل الارعن لتوجيه اي نقد للارهاب السلفي الاصولي والظلامي ومحاكم التفتيش الصدرية والطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية… وتحويل بعض الكليات الهندسية الى بوق طائفي تفترشه الكراريس والكتب الطائفية، وتحميل لوحات الاعلانات فيها والتي من المفترض ان تكون وسائل اعلامية اكاديمية ومهنية … وتحوي أسماء الاساتذة والتبليغات الجامعية … تحميلها بدلا من ذلك الفتاوي ومنها مشروعية الحجاب والفتاوي البليدة … جمعية المهندسين العراقية تقف صامتة امام الاعتداءات الاجرامية والاختطافات والاغتيالات التي تطال اكاديميي العلوم الهندسية[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=navy][B] .
  8. [/b][/color][/size][/font]الموقف الجاهل والمتغابي الشوفيني العلني لأدارة جمعية المهندسين العراقية من القضية الكردية … ولازالت ادارة الجمعية تتخذ الموقف السلبي من نقابة مهندسي كردستان التي تاسست بقرار من المجلس الوطني الكردستاني وقانون الجمعيات رقم (18) الصادر في 31/ 10/ 1993 وكان نافذا منذ 6/11/ 1993 حسب جريدة البرلمان رقم (15). لقد تاسست نقابة مهندسي كردستان في حقبة كان بعض اعضاء الهيئة الادارية الحالية للجمعية ينعمون فيها ببركات واكراميات بطل الحواسم… والبعض الآخر يغازله بعد توقيع صكوك الغفران (البراءات)[/right]


    ((احاول من خلال الموضوعين اللذين وضعتهما للمهندس الاستشاري الكردي كبه ان اضع القاريء على بينه من عظم الاحداث التي تعرض لها المهندس العراقي والنقابه والجمعيه الممثله له وكم كان مؤثرا دور هذا المهندس في صنع الاحداث المتسارعه في العراق سواء اكانت سلبا ام ايجابا واتمنى ان اكون قد وفقت رغم النظره السلبيه المتشائمه لزميلنا كبه من كردستان العراق وتحامله الغير مبرر على خصومه السياسيين من البعثيين او الاسلاميين السنه والشيعه ونحن قطعا لسنا نذهب لكل ماذهب اليه ونعتقد ان الاختلاف في الراي لايفسد للود قضيه ))

اعزائي اريد موقع جمعية العراقية اقصد مكهانها بغداد اين

السلام عليكم
من الواجب علينا كمهندسين في هذا البلد علينا التلاحم كيد واحدة في الاسراع ببناء بلد عربي محافظين على اصالته وكذللك مواكب التطور الحاصل في ارجاء المعمورة
مع فائق حبي

هذا شيء لا شك فيه فانا احاول ان اساهم في بناء بلدي لكن المشكلة هو انني طالبه ولم اتخرج بعد