عزاء الشتاء ... في بيوتنا

عزاء الشتاء … في بيوتنا

ناصر المطوع
نستمتع هذه الأيام في أجواء ربيعية جميلة .
وإن كنا نعلم جيداً أن هذا الاعتدال ماهو الإ انذار لفصل الشتاء , ولنبدأ نتلمس ونتذكر لبعض الهفوات التي صنعناها في تصميم وتنفيذ بيوتنا , فمثلا ,مغسله الحمام , هي ابعد القطع الصحية عن سخان الماء , مع العلم أنها اكثرها استخداماً , لذا كان علينا ان ننتظر مليا في كل مرة نستخدمها , ليصلنا الماء الدافئ .ليضيع الماء حينها والوقت .
اما غرفة الأبناء والصالات فهي مكسوة بالرخام أو السيراميك , وهي مواد تمتص برودة الطقس , لذا تزداد برودتها اكثرمن اجواء البيت , فيصاب الأولاد بنزلات البرد , حينها نتذكر اننا تناسينا او اهملنا أنواعاً أخرى كالباركية مثلا , اوقطع السجاد الصغير في الممرات والغرف لتخفف صقيع الارضيات , مع ادوارها الجمالية .
أما مكيفات البيت فقد تم التفكير في قيمتها المادية أثناء شرائها , ولم نعط وظائفها قيمة حقيقية لذا كان القرار هو شراء مكيفات بارد فقط , لتبدأ معناتنا في هذا الفصل من استخدام وسائل التدفئة الأخرى بكل اخطارها .
أما عزل المباني جيداً باختيار النوعية الجيدة من العوازل في بناء الجدران , والشبابيك الأكثر احكاماً , فلم تكن لها النصيب الجيد من ميزانية البناء , مع اهميتها وضرورتها , لتتحول الغرف الى حجرات نخزن بها البرد .
أما القبب فقد كان لها نصيب من سوء التقدير باستخدام الأجود , لا الأرخص , لذا اصبحت نعمة الأمطار وباء علينا هذه الأيام .
اما الشبابيك فأنسَ ان تفتحها , لأنك ببساطة ستدخل بيت جارك , فان كان – جارك - طيبا فستحرمه ان يفتح شباكه , او حتى ان يخرج في فنائه ! والا الله يعينك عليه .
قضايا تدور في فلك ( ثقافة البناء ) لتزداد الهفوات , وتزداد ظهورا مع ازدياد البرد .
والصيف له حكايته هو الآخر.
فمن المسؤول ؟ اجزم انكم – اي اصحاب البيوت - تتحملون الجزء اليسير , وليس الكثير , فلكم شركاء اقوى واكبر منكم , غاب عنهم ان يساندوكم بأدوارهم التثقيفية !.
فصندوق التنمية العقاري يعمل كبنك ممول لا غير ! وياليته هكذا .
والبلديات والامانات , لا تسأل الا عن قوانين يجدها الكثير لا تنصفه !
اما الجهات التعليمية , فعجزت ان تساند طلابها ! فكيف لها ان تساندكم