فرانكفورت من عاصمة للمال إلى عملاق في شبكة الإنترنيت


علوم وتكنولوجيا

	    			[B]فرانكفورت من عاصمة للمال إلى عملاق في شبكة الإنترنيت [/b]

	    		
    	
 	     	 	    	  	    		 	    			لعل الكثيرين يتساءلون عن المكان الذي يقع فيه مركز شبكة  الإنترنيت، وكيف تتم عملية توزيع الكم الهائل من المعلومات عبرها. لكن  القليلين يتوقعون أن يكون أكبر مركز لتبادل المعلومات عبر الإنترنيت في  منطقة صغيرة بألمانيا.  	    		
 		     		 				     	من يرغب في زيارة " الإنترنيت"، عليه التوجه إلى فرانكفورك فيشنهايم، الحي  الصناعي بمدينة فرانكفورت الألمانية. هناك يتواجد أكبر مركز في العالم  لتبادل ملايين المعلومات من أمريكا اللاتينية حتى كوريا الشمالية. المقر  يحمل إسم " De-Cix" أو " German Commercial Internet Exchange"  ، ويسهر على توزيع الرسائل الإلكترونية، بالإضافة إلى توزيع المعلومات  والبيانات التي يستقبلها من كل أنحاء العالم، ولهذا فإن المركز يخضع لحراسة  أمنية مشددة.
[B]أبواب حديدية وإجراءات أمنية مشددة[/b]
أأرنولد نيبر  المديرالفني المشرف على مركز  DE-CIX يجب عليه مثل جميع  العاملين، الخضوع لإجراءات أمنية مشددة، فقبل تجاوزه الباب الحديدي الأول  يضع  نيبر بطاقة هويته الشخصية  في الدرج، الذي يقف خلفه حارس الأمن وراء  زجاج ثقيل. وبعد تفحص البطاقة الشخصية  يسلمه الحارس بطاقة خاصة لدخول  المركز. جولة عبر ممرات متشابكة وأبواب من المعدن الثقيل تحمي أهم مكان  لتجميع المعلومات وتوزيعها في العالم. ولكن أهم غرفة  داخل المركز هي "Cage 5A"، وهي عبارة عن غرفة  كبيرة مليئة  بالخزائن المعدنية، توجد بداخلها أسلاك متشابكة  وأضواء بألوان مختلفة.

[IMG]http://www.dw.de/image/0,,15959826_402,00.jpg[/IMG] 		أرنولد نيبر: المدير الفني لمركز توزيع البيانات عبر الإنترنيت( De-Cix)

[B]تطور لم يكن في الحسبان[/b]
قبل 17 سنة لم يكن أرنولد نيبر يتصور هذا التطور الكبير، وبناء مركز  لتبادل البيانات بهذا الحجم ، ففي سنة 1995 شارك نيبر في بناء أول آلة  إلكترونية لتوزيع البيانات في ألمانيا ، كانت بحجم صندوق للأحذية. ولكن هذا  الصندوق كان الحجر الأساس لبداية تطور الإنترنيت في ألمانيا، والتحرر من  الاحتكار الأمريكي في هذا المجال، ففي السابق كانت المعلومات والبيانات  الإلكترونية  تمر عبر المؤسسة الوطنية العلمية في الولايات المتحدة  الأمريكية. ولهذا فكر نيبر صحبة زملاء له في كيفية التنافس مع  الشركات  الكبرى للتوزيع المعلوماتي:"  قلنا، دعونا ننشأ مركزا لتبادل المعلومات حتى  لا نكون في حاجة إلى إرسال المعلومات مرتين عبر المحيط الأطلسي." وهو  الشيء الذي تحقق ووفر على الشركة الألمانية نفقات تحويل المعلومات عبر  الشبكات العالمية، بالإضافة إلى ذلك فإن الشركة تمكنت من تسريع وتيرة  التوزيع، لأنها لم تعد بحاجة لقنوات التوزيع الخارجية.
الآن وبعد مرور 17 سنة أصبح المركز يتعامل مع 350 شركة لتوزيع خدمة الإنترنيت في 40 دولة، وعلى رأسها شركات عملاقة مثل " Google"و" Microsoft"و" Arcor".
وبعد أن كانت لندن وأمستردام تحتضن أكبر المراكز لتوزيع بيانات الإنترنيت،  أصبحت فرانكفورت الآن من أهم المراكز العالمية، الأمر الذي عزاه البعض  للقرب الجغرافي من آسيا و أوروبا الشرقية كإحدى أهم الأسواق الجديدة.

[IMG]http://www.dw.de/image/0,,4002573_4,00.jpg[/IMG] 		مزيج من الكابلات المسؤولة عن تخزين المعلومات وتوزيعها عبر الإنترنيت في مناطق مختلفة من العالم

[B]دور مهم في تطوير البنية التحتية للإنترنيت  في الدول النامية  [/b]
تلعب مراكز توزيع شبكة الإنترنيت مثل De-Cix  دورا مهما في تحسين البنية التحتية لشبكة الإنترنيت وتطويرها ، خاصة في الدول النامية. فجمعية الإنترنيت " ISOC"  في واشنطن تركز في عملها بالأساس على كيفية تطوير نظام التوزيع والتجميع  المعلوماتي في الدول النامية. رئيسة الجمعية كارين روز تستدل في ذلك بذكر  دولة كينيا كمثال، إذ أن إنشاء نقطة لتبادل بيانات الإنترنيت ساهم في   توفير حوالي 1,5 مليون دولار في السنة، بالإضافة إلى تسريع وتيرة انتقال  المعلومات. فقبل ذلك كان من الصعب تحميل الفيديوهات وإجراء مكالمات هاتفية  عبر الإنترنيت في كينيا. وفي هذا الصدد تقول روز:" مراكز توزيع الإنترنيت  تلعب دورا مهما في تحسين النظام المعلوماتي في الدول النامية، وبالتالي  إشراك هذه الدول في الركب الحضاري والتطور في مجال استخدام الإنترنيت."
[B]نمو مستمر[/b]
الحجم المتزايد لتبادل المعلومات عبر الإنترنيت لم يؤثر على تطور مركز التوزيع De-Cix،  فالشركة تسجل  نموا كبيرا  بنسبة 80% في السنة، حسب تصريحات أرنولد نيبر.  وهذا راجع بالأساس إلى وفرة المراكز الإعلامية لعرض الفيديوهات في  الإنترنيت، وصفحات الإنترنيت التي تقدم أفلاما بتقنيةHD
 وفي الوقت الذي يتوفر فيه مركز التوزيع الجديد في كينيا على قدرة تعادل 1 غيغابايت في الثانية الواحدة، يتطلع المركز الإعلامي DE-Cixفي  ألمانيا إلى تحطيم رقم قياسي جديد بنسبة توزيع تعادل 2 تيرابايت في  الثانية الواحدة، على حد تعبير نيبر. وهي نسبة عالية تسهل عملية تبادل كم  كبير من البيانات بسرعة فائقة وجودة عالية.
أمين بنضريف/ كلاوديا بريفيزانوس
مراجعة: محمد المزياني